431- عن أبي ذر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يميتون الصلاة؟ - أو قال: يؤخرون الصلاة؟ - "، قلت: يا رسول الله فما تأمرني، قال: «صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصلها فإنها لك نافلة»
إسناده صحيح.
أبو عمران الجوني: هو عبد الملك بن حبيب البصري.
وأخرجه مسلم (648)، والترمذي (174)، والنسائي في "الكبرى" (856) و (934)، وابن ماجه (1256) من طرق عن عبد الله بن الصامت، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (21306) و (21324)، و"صحيح ابن حبان" (1482) و (1718) و (1719).
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 5/ 147 معنى: يميتون الصلاة: يؤخرونها فيجعلونها كالميت الذي خرجت روحه، والمراد بتأخيرها عن وقتها، أي: عن وقتها المختار، لا عن جميع وقتها، فإن المنقول عن الأمراء المتقدمين والمتأخرين، إنما هو تأخيرها عن وقتها المختار، ولم يؤخرها أحد منهم عن جميع وقتها .
وفي هذا الحديث الحث على الصلاة أول الوقت، وفيه أن الإمام إذا أخرها عن أول وقتها يستحب للمأموم أن يصليها في أول الوقت منفردا، ثم يصليها مع الإمام فيجمع فضيلتي أول الوقت والجماعة، وفيه الحث على موافقة الأمراء في غير معصية لئلا تتفرق الكلمة، وتقع الفتنة.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( كَيْف أَنْتَ ) : أَيْ كَيْف الْحَال وَالْأَمْر بِك ( إِذَا كَانَتْ عَلَيْك أُمَرَاء ) : جَمْع أَمِير وَمُنِعَ صَرْفه لِأَلِفِ التَّأْنِيث , وَعَلَيْك خَبَر كَانَتْ أَيْ كَانُوا أَئِمَّة مُسْتَوْلِينَ عَلَيْك ( يُمِيتُونَ الصَّلَاة ) : أَيْ يُؤَخِّرُونَهَا فَيَجْعَلُونَهَا كَالْمَيِّتِ الَّذِي خَرَجَتْ رُوحه ( أَوْ قَالَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاة ) : شَكّ مِنْ الرَّاوِي.
قَالَ النَّوَوِيّ : وَالْمُرَاد بِتَأْخِيرِهَا عَنْ وَقْتهَا الْمُخْتَار لَا عَنْ كُلّ وَقْتهَا فَإِنَّهُ صَنِيع الْأُمَرَاء وَلَمْ يُؤَخِّرهَا أَحَد عَنْ كُلّ وَقْتهَا فَوَجَبَ حَمْل هَذِهِ الْأَخْبَار عَلَى مَا هُوَ الْوَاقِع.
اِنْتَهَى.
هَذَا مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي زَمَن بَنِي أُمَيَّة ( فَمَا تَأْمُرنِي ) : أَيْ فَمَا الَّذِي تَأْمُرنِي بِهِ أَنْ أَفْعَلهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْت ( لِوَقْتِهَا ) : أَيْ لِوَقْتِهَا الْمُسْتَحَبّ ( فَإِنْ أَدْرَكْتهَا ) : بِأَنْ حَضَرْتهَا ( مَعَهُمْ فَصَلِّهِ ) : أَيْ الْفَرْض أَوْ مَا أَدْرَكْت أَوْ هُوَ هَاء السَّكْت قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي ( فَإِنَّهَا لَك نَافِلَة ) : أَيْ فَإِنَّهَا لَك زِيَادَة خَيْر وَعَلَيْهِمْ نُقْصَان أَجْر وَهُوَ صَرِيح فِي أَنَّ الْفَرِيضَة الْأُولَى وَالنَّافِلَة الثَّانِيَة.
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : مَعْنَى الْحَدِيث صَلِّ فِي أَوَّل الْوَقْت وَتَصَرَّفْ فِي شُغْلك , فَإِنْ صَادَفْتهمْ بَعْد ذَلِكَ وَقَدْ صَلَّوْا أَجْزَأَتْك صَلَاتك وَإِنْ أَدْرَكْت الصَّلَاة مَعَهُمْ فَصَلِّ مَعَهُمْ وَتَكُون هَذِهِ الثَّانِيَة لَك نَافِلَة.
وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة الصَّلَاة لِوَقْتِهَا , وَتَرْك الِاقْتِدَاء بِالْأُمَرَاءِ إِذَا أَخَّرُوهَا عَنْ أَوَّل وَقْتهَا , وَأَنَّ الْمُؤْتَمّ يُصَلِّيهَا مُنْفَرِدًا ثُمَّ يُصَلِّيهَا مَعَ الْإِمَام فَيَجْمَع بَيْن فَضِيلَة أَوَّل الْوَقْت وَطَاعَة الْأَمِير.
وَيَدُلّ عَلَى وُجُوب طَاعَة الْأُمَرَاء فِي غَيْر مَعْصِيَة لِئَلَّا تَتَفَرَّق الْكَلِمَة وَتَقَع الْفِتْنَة.
وَيَدُلّ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْس بِإِعَادَةِ الصُّبْح وَالْعَصْر وَسَائِر الصَّلَوَات لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْلَقَ الْأَمْر بِالْإِعَادَةِ وَلَمْ يُفَرِّق بَيْن صَلَاة وَصَلَاة , فَيَكُون مُخَصِّصًا لِحَدِيثِ : " لَا صَلَاة بَعْد الْعَصْر وَبَعْد الْفَجْر " اِنْتَهَى قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ يَعْنِي الْجَوْنِيَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ أَوْ قَالَ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكْتَهَا مَعَهُمْ فَصَلِّهَا فَإِنَّهَا لَكَ نَافِلَةٌ
عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا، قال: فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجش الصوت، قال: فألق...
عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها ستكون عليكم بعدي أمراء تشغلهم أشياء عن الصلاة لوقتها حتى يذهب وقتها فصلوا الصلاة لوقت...
عن قبيصة بن وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون عليكم أمراء من بعدي يؤخرون الصلاة فهي لكم وهي عليهم، فصلوا معهم ما صلوا القبلة»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة خيبر فسار ليلة حتى إذا أدركنا الكرى عرس، وقال لبلال: «اكلأ لنا الليل» قال: فغلبت بلالا ع...
حدثنا أبو قتادة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر له فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم وملت معه، قال: «انظر»، فقلت: هذا راكب، هذان راكبان، هؤلاء...
عن أبي قتادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة أن تؤخر صلاة حتى يدخل وقت أخرى»
عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك»
عن عمران بن حصين، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مسير له فناموا عن صلاة الفجر، فاستيقظوا بحر الشمس فارتفعوا قليلا حتى استقلت الشمس، ثم أمر مؤ...
عن عمرو بن أمية الضمري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فنام، عن الصبح حتى طلعت الشمس فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال...