6368- عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.»
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة باب ما يستعاذ منه في الصلاة رقم 589
(الهرم) نهاية الكبر.
(المأثم) ما فيه إثم.
(المغرم) ما فيه غرامة وهي ما يلزم أداؤه من دين ونحوه.
(قتنة القبر) سؤال منكر ونكير وعذاب القبر بعده لمن يستحقه.
(فتنة النار) سؤال خزنتها توبيخا وتنكيلا.
(فتنة الغنى) الطغيان والبطر والكبر عند وجوده وعدم تأدية الحقوق كالزكاة ونحوها
(فتنة الفقر) ما قد ينتج عنه من الوقوع في الحرام دون مبالاة أو السخط على قضاء الله تعالى أو مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة.
(المسيح) ممسوح العين.
(الدجال) صيغة مبالغة من الدجل وهو التغطية لأنه يغطي الحق بالكذب.
(خطاياي) جمع خطيئة وهي الذنب.
(بماء الثلج والبرد) خصا بالذكر لنقائهما وبعدهما عن الأنجاس والمعنى نظفني من الخطايا كما ينظف ما يصيبه ماء الثلج والبرد
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( مِنْ الْكَسَل وَالْهَرَم ) تَقَدَّمَا فِي الْبَاب الَّذِي قَبْله.
قَوْله ( وَالْمَأْثَم وَالْمَغْرَم ) وَالْمُرَاد الْإِثْم وَالْغَرَامَة , وَهِيَ مَا يَلْزَم الشَّخْص أَدَاؤُهُ كَالدَّيْنِ.
زَادَ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَة كَمَا مَضَى فِي " بَاب الدُّعَاء قَبْل السَّلَام " فَقَالَ لَهُ قَائِل " مَا أَكْثَر مَا تَسْتَعِيذ مِنْ الْمَأْثَم وَالْمَغْرَم " هَكَذَا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق شُعَيْب عَنْ الزُّهْرِيِّ , وَكَذَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق سُلَيْمَان بْن سُلَيْمٍ الْحِمْصِيّ عَنْ الزُّهْرِيِّ فَذَكَرَ الْحَدِيث مُخْتَصَرًا وَفِيهِ " فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول اللَّه إِنَّك تُكْثِر التَّعَوُّذ " الْحَدِيث , وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانه هُنَاكَ وَقُلْت إِنِّي لَمْ أَقِف حِينَئِذٍ عَلَى تَسْمِيَة الْقَائِل , ثُمَّ وَجَدْت تَفْسِير الْمُبْهَم فِي الِاسْتِعَاذَة لِلنَّسَائِيِّ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق سَلَمَة بْن سَعِيد بْن عَطِيَّة عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيِّ فَذَكَرَ الْحَدِيث مُخْتَصَرًا وَلَفْظه " كَانَ يَتَعَوَّذ مِنْ الْمَغْرَم وَالْمَأْثَم " قُلْت : يَا رَسُول اللَّه مَا أَكْثَر مَا تَتَعَوَّذ مِنْ الْمَغْرَم , قَالَ : " إِنَّهُ مَنْ غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ " فَعُرِفَ أَنَّ السَّائِل لَهُ عَنْ ذَلِكَ عَائِشَة رَاوِيَة الْحَدِيث.
قَوْله ( وَمِنْ فِتْنَة الْقَبْر ) هِيَ سُؤَال الْمَلَكَيْنِ , وَعَذَاب الْقَبْر تَقَدَّمَ شَرْحه.
قَوْله ( وَمِنْ فِتْنَة النَّار ) هِيَ سُؤَال الْخَزَنَة عَلَى سَبِيل التَّوْبِيخ , وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْج سَأَلَهُمْ خَزَنَتهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِير ) وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي " بَاب الِاسْتِعَاذَة مِنْ أَرْذَل الْعُمُر " بَعْد ثَلَاثَة أَبْوَاب.
قَوْله ( وَمِنْ شَرّ فِتْنَة الْغِنَى وَأَعُوذ بِك مِنْ فِتْنَة الْفَقْر ) تَقَدَّمَ الْكَلَام عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا فِي " بَاب الدُّعَاء قَبْل السَّلَام قَالَ الْكَرْمَانِيُّ : صَرَّحَ فِي فِتْنَة الْغِنَى بِذِكْرِ الشَّرّ إِشَارَة إِلَى أَنَّ مَضَرَّته أَكْثَر مِنْ مَضَرَّة غَيْره , أَوْ تَغْلِيظًا عَلَى أَصْحَابه حَتَّى لَا يَغْتَرُّوا فَيَغْفُلُوا عَنْ مَفَاسِده , أَوْ إِيمَاء إِلَى أَنَّ صُورَته لَا يَكُون فِيهَا خَيْر , بِخِلَافِ صُورَة الْفَقْر فَإِنَّهَا قَدْ تَكُون خَيْرًا اِنْتَهَى.
وَكُلّ هَذَا غَفْلَة عَنْ الْوَاقِع , فَإِنَّ الَّذِي ظَهَرَ لِي أَنَّ لَفْظ " شَرّ " فِي الْأَصْل ثَابِتَة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَإِنَّمَا اِخْتَصَرَهَا بَعْض الرُّوَاة , فَسَيَأْتِي بَعْد قَلِيل فِي " بَاب الِاسْتِعَاذَة مِنْ أَرْذَل الْعُمُر " مِنْ طَرِيق وَكِيع وَأَبِي مُعَاوِيَة مُفَرَّقًا عَنْ هِشَام بِسَنَدِهِ هَذَا بِلَفْظِ " شَرّ فِتْنَة الْغِنَى وَشَرّ فِتْنَة الْفَقْر " وَيَأْتِي بَعْد أَبْوَاب أَيْضًا مِنْ رِوَايَة سَلَّام بْن أَبِي مُطِيع عَنْ هِشَام بِإِسْقَاطِ " شَرّ " فِي الْمَوْضِعَيْنِ , وَالتَّقْيِيد فِي الْغِنَى وَالْفَقْر بِالشَّرِّ لَا بُدّ مِنْهُ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا فِيهِ خَيْر بِاعْتِبَارٍ , فَالتَّقْيِيد فِي الِاسْتِعَاذَة مِنْهُ بِالشَّرِّ يُخْرِج مَا فِيهِ مِنْ الْخَيْر سَوَاء قَلَّ أَمْ كَثُرَ , قَالَ الْغَزَالِيّ : فِتْنَة الْغِنَى الْحِرْص عَلَى جَمْع الْمَال وَحُبّه حَتَّى يَكْسِبهُ مِنْ غَيْر حِلّه وَيَمَنْعه مِنْ وَاجِبَات إِنْفَاقه وَحُقُوقه , وَفِتْنَة الْفَقْر يُرَاد بِهِ الْفَقْر الْمُدْقِع الَّذِي لَا يَصْحَبهُ خَيْر وَلَا وَرَع حَتَّى يَتَوَرَّط صَاحِبه بِسَبَبِهِ فِيمَا لَا يَلِيق بِأَهْلِ الدِّين وَالْمُرُوءَة , وَلَا يُبَالِي بِسَبَبِ فَاقَته عَلَى أَيّ حَرَام وَثَبَ , وَلَا فِي أَيّ حَالَة تَوَرَّطَ.
وَقِيلَ الْمُرَاد بِهِ فَقْر النَّفْس الَّذِي لَا يَرُدّهُ مِلْك الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا , وَلَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلّ عَلَى تَفْضِيل الْفَقْر عَلَى الْغِنَى وَلَا عَكْسه.
قَوْله ( وَأَعُوذ بِك مِنْ فِتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ) فِي رِوَايَة وَكِيع " وَمِنْ شَرّ فِتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال " وَقَدْ تَقَدَّمَ أَيْضًا فِي " بَاب الدُّعَاء قَبْل السَّلَام ".
قَوْله ( اللَّهُمَّ اِغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْج وَالْبَرَد إِلَخْ ) تَقَدَّمَ شَرْحه فِي الْكَلَام عَلَى حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي أَوَائِل صِفَة الصَّلَاة , وَحِكْمَة الْعُدُول عَنْ الْمَاء الْحَارّ إِلَى الثَّلْج وَالْبَرَد مَعَ أَنَّ الْحَارّ فِي الْعَادَة أَبْلَغ فِي إِزَالَة الْوَسَخ الْإِشَارَة إِلَى أَنَّ الثَّلْج وَالْبَرَد مَاءَانِ طَاهِرَانِ لَمْ تَمَسّهُمَا الْأَيْدِي وَلَمْ يَمْتَهِنهُمَا الِاسْتِعْمَال , فَكَانَ ذِكْرهمَا آكَد فِي هَذَا الْمَقَام , أَشَارَ إِلَى هَذَا الْخَطَّابِيُّ.
وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : وَلَهُ تَوْجِيه آخَر وَهُوَ أَنَّهُ جَعَلَ الْخَطَايَا بِمَنْزِلَةِ النَّار لِكَوْنِهَا تُؤَدِّي إِلَيْهَا فَعَبَّرَ عَنْ إِطْفَاء حَرَارَتهَا بِالْغَسْلِ تَأْكِيدًا فِي إِطْفَائِهَا , وَبَالَغَ فِيهِ بِاسْتِعْمَالِ الْمُبَرِّدَات تَرَقِّيًا عَنْ الْمَاء إِلَى أَبْرَد مِنْهُ وَهُوَ الثَّلْج ثُمَّ إِلَى أَبْرَد مِنْهُ وَهُوَ الْبَرَد بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَدْ يَجْمُد وَيَصِير جَلِيدًا , بِخِلَافِ الثَّلْج فَإِنَّهُ يَذُوب.
وَهَذَا الْحَدِيث قَدْ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَة كَمَا أَشَرْت إِلَيْهِ , وَقَيَّدَهُ بِالصَّلَاةِ وَلَفْظه " كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة " وَذَكَرْت هُنَاكَ تَوْجِيه إِدْخَاله فِي الدُّعَاء قَبْل السَّلَام , وَلَمْ يَقَع فِي رِوَايَة شُعَيْب عَنْ الزُّهْرِيِّ عِنْد الْمُصَنِّف ذِكْر الْمَأْثَم وَالْمَغْرَم , وَوَقَعَ ذَلِكَ عِنْد مُسْلِم مِنْ وَجْه آخَر عَنْ الزُّهْرِيِّ , وَلَمْ يَقَع عِنْدهمَا مَعًا فِيهِ قَوْله " اللَّهُمَّ اِغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ إِلَخْ " وَهُوَ حَدِيث وَاحِد ذَكَرَ فِيهِ كُلّ مِنْ هِشَام بْن عُرْوَة وَالزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة مَا لَمْ يَذْكُرهُ الْآخَر.
وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
عن أنس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال.»
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه «كان يأمر بهؤلاء الخمس ويحدثهن عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك...
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ يقول: اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن،وأعوذ بك من الهرم، وأعو...
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وانقل حماها إلى الجحفة، اللهم بارك لنا...
عن عامر بن سعد: أن أباه قال: «عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من شكوى أشفيت منه على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي ما ترى من ال...
عن مصعب، عن أبيه قال: «تعوذوا بكلمات كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بهن: اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أ...
عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتن...
عن هشام، عن أبيه، عن خالته أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان يتعوذ: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ومن عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ بك...
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى...