6434-
عن مرداس الأسلمي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله بالة» قال أبو عبد الله يقال حفالة وحثالة.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن حَمَّاد ) هُوَ مِنْ قُدَمَاء مَشَايِخه , وَقَدْ أَخْرَجَ عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ فِي كِتَاب الْحَيْض.
قَوْله ( عَنْ بَيَان ) بِمُوَحَّدَةٍ ثُمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة وَهُوَ اِبْن بِشْر , وَقَيْس هُوَ اِبْن أَبِي حَازِم , وَمِرْدَاس الْأَسْلَمِيّ هُوَ اِبْن مَالِك , زَادَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهِيَ عِنْده فِي رِوَايَة مُحَمَّد بْن فُضَيْلٍ عَنْ بَيَان , وَتَقَدَّمَ مِنْ وَجْه آخَر فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة مِنْ كِتَاب الْمَغَازِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَصْحَاب الشَّجَرَة أَيْ الَّذِينَ بَايَعُوا بَيْعَة الرِّضْوَان , وَذَكَرَ مُسْلِم فِي الْوُحْدَان وَتَبِعَهُ جَمَاعَة مِمَّنْ صَنَّفَ فِيهَا أَنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا قَيْس بْن أَبِي حَازِم , وَوَقَعَ فِي " التَّهْذِيب لِلْمِزِّيّ " فِي تَرْجَمَة مِرْدَاس هَذَا أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ زِيَاد بْن عَلَاقَة أَيْضًا , وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ مِرْدَاس آخَر أَفْرَدَهُ أَبُو عَلِيّ بْن السَّكَن فِي الصَّحَابَة عَنْ مِرْدَاس بْن مَالِك وَقَالَ : إِنَّهُ مِرْدَاس بْن غَرْوَة.
وَمِمَّنْ فَرَّقَ بَيْنهمَا الْبُخَارِيّ وَالرَّازِيّ وَالْبُسْتِيّ وَرَجَّحَهُ اِبْن السَّكَن.
قَوْله ( يَذْهَب الصَّالِحُونَ الْأَوَّل فَالْأَوَّل ) فِي رِوَايَة عَبْد الْوَاحِد بْن غِيَاث عَنْ أَبِي عَوَانَة عِنْد الْإِسْمَاعِيلِيّ " يُقْبَض " بَدَل يَذْهَب وَالْمُرَاد قَبْض أَرْوَاحهمْ , وَعِنْده مِنْ رِوَايَة خَالِد الطَّحَّان عَنْ بَيَان " يَذْهَب الصَّالِحُونَ أَسْلَافًا وَيُقْبَض الصَّالِحُونَ الْأَوَّل فَالْأَوَّل " وَالثَّانِيَة تَفْسِير لِلْأُولَى.
قَوْله ( وَيَبْقَى حُثَالَة أَوْ حُفَالَة ) هُوَ شَكّ هَلْ هِيَ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَة أَوْ بِالْفَاءِ وَالْحَاء الْمُهْمَلَة فِي الْحَالَيْنِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة عَبْد الْوَاحِد " حُثَالَة " بِالْمُثَلَّثَةِ جَزْمًا.
قَوْله ( كَحُثَالَةِ الشَّعِير أَوْ التَّمْر ) يَحْتَمِل الشَّكّ وَيَحْتَمِل التَّنْوِيع , وَقَعَ فِي رِوَايَة عَبْد الْوَاحِد " كَحُثَالَةِ الشَّعِير " فَقَطْ , وَفِي رِوَايَة " حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا مِثْل حُثَالَة التَّمْر وَالشَّعِير " زَادَ غَيْر أَبِي ذَرّ مِنْ رُوَاة الْبُخَارِيّ : قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه وَهُوَ الْبُخَارِيّ حُثَالَة وَحُفَالَة يَعْنِي أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَاحِد.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحُثَالَة بِالْفَاءِ وَبِالْمُثَلَّثَةِ الرَّدِيء مِنْ كُلّ شَيْء , وَقِيلَ آخِر مَا يَبْقَى مِنْ الشَّعِير وَالتَّمْر وَأَرْدَؤُهُ , وَقَالَ اِبْن التِّين : الْحُثَالَة سَقَط النَّاس , وَأَصْلهَا مَا يَتَسَاقَط مِنْ قُشُور التَّمْر وَالشَّعِير وَغَيْرهمَا.
وَقَالَ الدَّاوُدِيّ : مَا يَسْقُط مِنْ الشَّعِير عِنْد الْغَرْبَلَة وَيَبْقَى مِنْ التَّمْر بَعْد الْأَكْل.
وَوَجَدْت لِهَذَا الْحَدِيث شَاهِدًا مِنْ رِوَايَة الْفَزَارِيَّة اِمْرَأَة عُمَر بِلَفْظِ " تَذْهَبُونَ الْخَيِّر فَالْخَيِّر حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلَّا حُثَالَة كَحُثَالَةِ التَّمْر يَنْزَوِ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض نَزْو الْمَعْز " أَخْرَجَهُ أَبُو سَعِيد بْن يُونُس فِي " تَارِيخ مِصْر " وَلَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِرَفْعِهِ لَكِنْ لَهُ حُكْم الْمَرْفُوع.
قَوْله ( لَا يُبَالِيهِمْ اللَّه بَالَة ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ لَا يَرْفَع لَهُمْ قَدْرًا وَلَا يُقِيم لَهُمْ وَزْنًا , يُقَال بَالَيْت بِفُلَانٍ وَمَا بَالَيْت بِهِ مُبَالَاة وَبَالِيَة وَبَالَة.
وَقَالَ غَيْره : أَصْل بَالَة بَالِيَة فَحُذِفَتْ الْيَاء تَخْفِيفًا.
وَتُعُقِّبَ قَوْل الْخَطَّابِيِّ بِأَنَّ بَالِيَة لَيْسَ مَصْدَرًا لِبَالَيْت وَإِنَّمَا هُوَ اِسْم مَصْدَره.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَن الْقَابِسِيّ : سَمِعْته فِي الْوَقْف بَالَة , وَلَا أَدْرِي كَيْف هُوَ فِي الدَّرْج , وَالْأَصْل بَالَيْته بَالَاة فَكَأَنَّ الْأَلِف حُذِفَتْ فِي الْوَقْف.
كَذَا قَالَ , وَتَعَقَّبَهُ اِبْن التِّين بِأَنَّهُ لَمْ يَسْمَع فِي مَصْدَره بَالَاة.
قَالَ : وَلَوْ عَلِمَ الْقَابِسِيّ مَا نَقَلَهُ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ بَالَة مَصْدَر مُصَار لَمَا اِحْتَاجَ إِلَى هَذَا التَّكَلُّف.
قُلْت : تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي مِنْ رِوَايَة عِيسَى بْن يُونُس عَنْ بَيَان بِلَفْظِ " لَا يَعْبَأ اللَّه بِهِمْ شَيْئًا " وَفِي رِوَايَة عَبْد الْوَاحِد " لَا يُبَالِي اللَّه عَنْهُمْ " وَكَذَا فِي رِوَايَة خَالِد الطَّحَّان , وَ " عَنْ " هُنَا بِمَعْنَى الْبَاء يُقَال مَا بَالَيْت بِهِ وَمَا بَالَيْت عَنْهُ , وَقَوْله يَعْبَأ بِالْمُهْمَلَةِ السَّاكِنَة وَالْمُوَحَّدَة مَهْمُوز أَيْ لَا يُبَالِي , وَأَصْله مِنْ الْعِبْء بِالْكَسْرِ ثُمَّ الْمُوَحَّدَة مَهْمُوز وَهُوَ الثِّقَل فَكَأَنَّ مَعْنَى لَا يَعْبَأ بِهِ أَنَّهُ لَا وَزْن لَهُ عِنْده.
وَوَقَعَ فِي آخِر حَدِيث الْفَزَارِيَّة الْمَذْكُور آنِفًا " عَلَى أُولَئِكَ تَقُوم السَّاعَة " قَالَ اِبْن بَطَّال : فِي الْحَدِيث أَنَّ مَوْت الصَّالِحِينَ مِنْ أَشْرَاط السَّاعَة.
وَفِيهِ النَّدْب إِلَى الِاقْتِدَاء بِأَهْلِ الْخَيْر , وَالتَّحْذِير مِنْ مُخَالَفَتهمْ خَشْيَة أَنْ يَصِير مَنْ خَالَفَهُمْ مِمَّنْ لَا يَعْبَأ اللَّه بِهِ.
وَفِيهِ أَنَّهُ يَجُوز اِنْقِرَاض أَهْل الْخَيْر فِي آخِر الزَّمَان حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا أَهْل الشَّرّ , وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَاز خُلُوّ الْأَرْض مِنْ عَالِم حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا أَهْل الْجَهْل صِرْفًا.
وَيُؤَيِّدهُ الْحَدِيث الْآتِي فِي الْفِتَن " حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِم اِتَّخَذَ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا " وَسَيَأْتِي بَسْط الْقَوْل فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
( تَنْبِيه ) : وَقَعَ فِي نُسْخَة الصَّغَانِيّ هُنَا قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه حُفَالَة وَحُثَالَة أَيْ أَنَّهَا رُوِيَتْ بِالْفَاءِ وَبِالْمُثَلَّثَةِ , وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِد.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ بَيَانٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ مِرْدَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ, قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَذْهَبُ الصَّالِحُونَ الْأَوَّلُ فَالْأَوَّلُ وَيَبْقَى حُفَالَةٌ كَحُفَالَةِ الشَّعِيرِ أَوْ التَّمْرِ لَا يُبَالِيهِمْ اللَّهُ بَالَةً قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ يُقَالُ حُفَالَةٌ وَحُثَالَةٌ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض.»
عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويت...
عن ابن عباس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لو أن لابن آدم مثل واد مالا لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب...
عن عباس بن سهل بن سعد قال: «سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: لو أن ابن آدم أعطي و...
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من ت...
عن حكيم بن حزام قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال: هذا المال وربما قال سفيان قال لي يا حكيم إن هذا...
قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم،...
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده وليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، ق...
عن زيد بن وهب قال: قال أبو ذر : «كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة فاستقبلنا أحد، فقال: يا أبا ذر قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما...