6528-
عن عبد الله قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة، فقال: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ قلنا: نعم.
قال: والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر.»
أخرجه مسلم في الإيمان باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة رقم 221
(شطر) نصف.
(كالشعرة.
.
) بيان لقلة المسلمين بالنسبة لغيرهم
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ) هُوَ مُحَمَّدُ بْن جَعْفَر وَقَعَ كَذَلِكَ فِي رِوَايَة مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى وَمُحَمَّد بْن بَشَّارٍ شَيْخ الْبُخَارِيِّ فِيهِ كِلَاهُمَا عَنْهُ.
قَوْله ( عَنْ أَبِي إِسْحَاق ) هُوَ السَّبِيعِيُّ ( عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون ) صَرَّحَ يُوسُف بْن إِسْحَاق بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِسَمَاعِهِ مِنْ عَمْرو بْن مَيْمُون وَسَيَأْتِي فِي الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ.
قَوْله ( عَنْ عَبْد اللَّه ) هُوَ اِبْن مَسْعُود وَوَقَعَ فِي رِوَايَة يُوسُف الْمَذْكُورَة " حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ".
قَوْله ( كُنَّا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) زَادَ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُثَنَّى " نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا " وَفِي رِوَايَة يُوسُف الْمَذْكُورَة " بَيْنَمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضِيفٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ يَمَانِي " وَلِمُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة مَالِك اِبْن مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاق " خَطَبَنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ " وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ رِوَايَة إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق " أَسْنَدَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِمِنًى إِلَى قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ".
قَوْله ( أَتَرْضَوْنَ ) فِي رِوَايَة يُوسُفَ " إِذْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَلَا تَرْضَوْنَ " وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيلَ " أَلَيْسَ تَرْضَوْنَ " وَفِي رِوَايَة مَالِك بْن مِغْوَلٍ " أَتُحِبُّونَ " قَالَ اِبْن التِّين : ذَكَرَهُ بِلَفْظِ الِاسْتِفْهَامِ لِإِرَادَةِ تَقْرِيرِ الْبِشَارَةِ بِذَلِكَ وَذَكَرَهُ بِالتَّدْرِيجِ لِيَكُونَ أَعْظَمَ لِسُرُورِهِمْ.
قَوْله ( قُلْنَا نَعَمْ ) فِي رِوَايَة يُوسُف " قَالُوا بَلَى " وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاق " فَكَبَّرْنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ " وَمِثْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْآتِي فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيهِ وَزَادَ " فَحَمِدْنَا " وَفِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس " فَفَرِحُوا " وَفِي ذَلِكَ كُلِّهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُمْ اِسْتَبْشَرُوا بِمَا بَشَّرَهُمْ بِهِ فَحَمِدُوا اللَّهَ عَلَى نِعْمَتِهِ الْعُظْمَى وَكَبَّرُوهُ اِسْتِعْظَامًا لِنِعْمَتِهِ بَعْدَ اِسْتِعْظَامِهِمْ لِنِقْمَتِهِ.
قَوْله ( إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَحْوَصِ وَإِسْرَائِيلَ " فَقَالَ وَاَلَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ " وَقَالَ " نِصْف " بَدَلَ " شَطْر " وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد " إِنِّي لَأَطْمَعُ " بَدَلَ " لَأَرْجُو " وَوَقَعَ لِهَذَا الْحَدِيث سَبَبٌ يَأْتِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ عِنْد شَرْحِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيد وَزَادَ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي نَحْو حَدِيث أَبِي سَعِيد " وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَلْ أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَيْ أَهْل الْجَنَّة " وَلَا تَصِحّ هَذِهِ الزِّيَادَة لِأَنَّ الْكَلْبِيَّ وَاهٍ وَلَكِنْ أَخْرَجَ أَحْمَد وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة قَالَ " لَمَّا نَزَلَتْ ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنْ الْآخَرِينَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الصَّحَابَةِ فَنَزَلَتْ ثُلَّةٌ مِنْ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنْ الْآخَرِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَلْ ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَتُقَاسِمُونَهُمْ فِي النِّصْف الثَّانِي " وَأَخْرَجَهُ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زِيَادَات الْمُسْنَد وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " أَنْتُمْ رُبُع أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْل الْجَنَّة أَنْتُمْ نِصْف أَهْل الْجَنَّة أَنْتُمْ ثُلُثًا أَهْل الْجَنَّة " وَأَخْرَجَ الْخَطِيب فِي " الْمُبْهَمَات " مِنْ مُرْسَل مُجَاهِد نَحْو حَدِيث الْكَلْبِيّ وَفِيهِ مَعَ إِرْسَاله أَبُو حُذَيْفَة إِسْحَاق بْن بِشْر أَحَد الْمَتْرُوكِينَ وَأَخْرَجَ أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَحَّحَهُ مِنْ حَدِيث بُرَيْدَةَ رَفَعَهُ " أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ أُمَّتِي مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا " وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود بِنَحْوِهِ وَأَتَمُّ مِنْهُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَهَذَا يُوَافِقُ رِوَايَة الْكَلْبِيِّ فَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَا رَحْمَةَ رَبِّهِ أَنْ تَكُون أُمَّتُهُ نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَعْطَاهُ مَا اِرْتَجَاهُ وَزَادَهُ وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبُّك فَتَرْضَى ).
قَوْله ( وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّة ) فِي رِوَايَة أَبِي الْأَحْوَص " وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ " وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيلَ " وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِقِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْكُفَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وَفِي رِوَايَةِ مَالِكِ بْن مِغْوَلٍ " مَا أَنْتُمْ فِيمَا سِوَاكُمْ مِنْ الْأُمَمِ ".
قَوْله ( كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْد الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَكَذَا لِمُسْلِمٍ وَكَذَا فِي رِوَايَة إِسْرَائِيلَ لَكِنْ قَدَّمَ السَّوْدَاء عَلَى الْبَيْضَاءِ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيّ عَنْ الْفَرَبْرِيّ الْأَبْيَض بَدَلَ الْأَحْمَر وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد " إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الْأُمَم كَمَثَلِ الشَّعْرَة الْبَيْضَاء فِي جِلْد الثَّوْر الْأَسْوَد أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاع الْحِمَارِ " قَالَ اِبْن التِّين : أَطْلَقَ الشَّعْرَةَ وَلَيْسَ الْمُرَاد حَقِيقَة الْوَحْدَة لِأَنَّهُ لَا يَكُون ثَوْرٌ لَيْسَ فِي جِلْدِهِ غَيْرُ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ غَيْرِ لَوْنِهِ وَالرَّقْمَةُ قِطْعَةٌ بَيْضَاءُ تَكُون فِي بَاطِنِ عُضْوِ الْحِمَارِ وَالْفَرَسِ وَتَكُونُ فِي قَوَائِمِ الشَّاةِ.
وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ : الرَّقْمَةُ شَيْءٌ مُسْتَدِيرٌ لَا شَعْرَ فِيهِ سُمِّيَتْ بِهِ لِأَنَّهُ كَالرَّقْمِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي قُبَّةٍ فَقَالَ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث...
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله: «يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث الن...
عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم «{يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه.»
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم.»
عن عبد الله رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس بالدماء.»
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته...
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض...
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نوقش الحساب عذب.<br> قالت قلت: أليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قال: ذلك العرض» حدثني عمرو بن علي:...
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك، فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمي...