6704-
عن ابن عباس قال: «بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم، ويصوم.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مره فليتكلم وليستظل وليقعد، وليتم صومه» قال عبد الوهاب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
وُهَيْب فِي سَنَده هُوَ اِبْن خَالِد , وَعَبْد الْوَهَّاب الَّذِي عَلَّقَ عَنْهُ الْبُخَارِيّ آخِر الْبَاب هُوَ اِبْن عَبْد الْمَجِيد الثَّقَفِيُّ , وَقَدْ يَتَمَسَّك بِهَذَا مَنْ يَرَى أَنَّ الثِّقَات إِذَا اِخْتَلَفُوا فِي الْوَصْل وَالْإِرْسَال يُرَجَّح قَوْل مَنْ وَصَلَ لِمَا مَعَهُ مِنْ زِيَادَة الْعِلْم ; لِأَنَّ وُهَيْبًا وَعَبْد الْوَهَّاب ثِقَتَانِ , وَقَدْ وَصَلَهُ وُهَيْب وَأَرْسَلَهُ عَبْد الْوَهَّاب وَصَحَّحَهُ الْبُخَارِيّ مَعَ ذَلِكَ , وَاَلَّذِي عَرَفْنَاهُ بِالِاسْتِقْرَاءِ مِنْ صَنِيع الْبُخَارِيّ أَنَّهُ لَا يَعْمَل فِي هَذِهِ الصُّورَة بِقَاعِدَةٍ مُطَّرِدَةٍ بَلْ يَدُور مَعَ التَّرْجِيح إِلَّا إِنْ اِسْتَوَوْا فَيُقَدَّم الْوَصْل , وَالْوَاقِع هُنَا أَنَّ مَنْ وَصَلَهُ أَكْثَر مِمَّنْ أَرْسَلَهُ , قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ : وَصَلَهُ مَعَ وُهَيْب عَاصِم بْن هِلَال وَالْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر وَأَرْسَلَهُ مَعَ عَبْد الْوَهَّاب خَالِد الْوَاسِطِيّ.
قُلْت : وَخَالِدٌ مُتْقِنٌ وَفِي عَاصِمٍ وَالْحَسَنِ مَقَالٌ فَيَسْتَوِي الطَّرَفَانِ فَيَتَرَجَّح الْوَصْل , وَقَدْ جَاءَ الْحَدِيث الْمَذْكُور مِنْ وَجْه آخَر فَازْدَادَ قُوَّة أَخْرَجَهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ اِبْن طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
قَوْله ( بَيْنَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُب ) زَادَ الْخَطِيب فِي " الْمُبْهَمَات " مِنْ وَجْه آخَر " يَوْمَ الْجُمُعَةِ ".
قَوْله ( إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ ) فِي رِوَايَة أَبِي يَعْلَى عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْحَجَّاج عَنْ وُهَيْب " إِذْ اِلْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ ".
قَوْله ( قَائِم ) زَادَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ " فِي الشَّمْس " وَكَذَا فِي رِوَايَة أَبِي يَعْلَى , وَفِي رِوَايَة طَاوُسٍ " وَأَبُو إِسْرَائِيل يُصَلِّي ".
قَوْله ( فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا أَبُو إِسْرَائِيل ) فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ " فَقَالُوا : هُوَ أَبُو إِسْرَائِيل " زَادَ الْخَطِيبُ " رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ ".
قَوْله ( نَذَرَ أَنْ يَقُوم ) قَالَ الْبَيْضَاوِيّ : ظَاهِر اللَّفْظ السُّؤَال عَنْ اِسْمه فَلِذَلِكَ ذَكَرُوهُ وَزَادُوا فِعْله , قَالَ : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون سَأَلَ عَنْ حَاله فَذَكَرُوهُ وَزَادُوا التَّعْرِيف بِهِ ثُمَّ قَالَ : وَلَعَلَّهُ لَمَّا كَانَ السُّؤَال مُحْتَمَلًا ذَكَرُوا الْأَمْرَيْنِ جَمِيعًا.
قَوْله ( وَلَا يَسْتَظِلّ ) فِي رِوَايَة الْخَطِيب " وَيَقُومَ فِي الشَّمْسِ ".
قَوْله ( مُرْهُ ) فِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ " مُرُوهُ " بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَفِي رِوَايَة طَاوُسٍ " لِيَقْعُدْ وَلْيَتَكَلَّمْ " وَأَبُو إِسْرَائِيل الْمَذْكُور لَا يُشَارِكهُ أَحَد فِي كُنْيَته مِنْ الصَّحَابَة وَاخْتُلِفَ فِي اِسْمه فَقِيلَ قُشَيْرٌ بِقَافٍ وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ مُصَغَّرٌ , وَقِيلَ يُسَيْر بِتَحْتَانِيَّةِ ثُمَّ مُهْمَلَة مُصَغَّر أَيْضًا , وَقِيلَ قَيْصَر بِاسْمِ مَلِك الرُّوم , وَقِيلَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَة بَدَلَ الصَّاد , وَقِيلَ بِغَيْرِ رَاءٍ فِي آخِره , وَهُوَ قُرَشِيٌّ ثُمَّ عَامِرِيٌّ , وَتَرْجَمَ لَهُ اِبْن الْأَثِير فِي الصَّحَابَة تَبَعًا لِغَيْرِهِ فَقَالَ : أَبُو إِسْرَائِيل الْأَنْصَارِيّ.
وَاغْتَرَّ بِذَلِكَ الْكَرْمَانِيُّ فَجَزَمَ بِأَنَّهُ مِنْ الْأَنْصَار , وَالْأَوَّل أَوْلَى.
وَفِي حَدِيثه أَنَّ السُّكُوت عَنْ الْمُبَاح لَيْسَ مِنْ طَاعَة اللَّه , وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث عَلِيّ " وَلَا صُمْت يَوْمًا إِلَى اللَّيْل " وَتَقَدَّمَ فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة قَوْل أَبِي بَكْر الصِّدِّيق لِلْمَرْأَةِ إِنَّ هَذَا - يَعْنِي الصَّمْت - مِنْ فِعْل الْجَاهِلِيَّة " وَفِيهِ أَنَّ كُلّ شَيْء يَتَأَذَّى بِهِ الْإِنْسَان , وَلَوْ مَآلًا مِمَّا لَمْ يَرِد بِمَشْرُوعِيَّتِهِ كِتَاب أَوْ سُنَّة كَالْمَشْيِ حَافِيًا وَالْجُلُوس فِي الشَّمْس لَيْسَ هُوَ مِنْ طَاعَة اللَّه فَلَا يَنْعَقِد بِهِ النَّذْر , فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا إِسْرَائِيل بِإِتْمَامِ الصَّوْم دُون غَيْره وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَشُقّ عَلَيْهِ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْعُد وَيَتَكَلَّمَ وَيَسْتَظِلَّ , قَالَ الْقُرْطُبِيُّ : فِي قِصَّة أَبِي إِسْرَائِيل هَذِهِ أَوْضَحُ الْحُجَج لِلْجُمْهُورِ فِي عَدَم وُجُوب الْكَفَّارَة عَلَى مَنْ نَذَرَ مَعْصِيَة أَوْ مَا لَا طَاعَة فِيهِ فَقَدْ قَالَ مَالِك لَمَّا ذَكَرَهُ : وَلَمْ أَسْمَع أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِالْكَفَّارَةِ.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا أَبُو إِسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «سئل عن رجل نذر أن لا يأتي عليه يوم إلا صام، فوافق يوم أضحى أو فطر، فقال: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} لم ي...
عن زياد بن جبير قال: «كنت مع ابن عمر، فسأله رجل فقال: نذرت أن أصوم كل يوم ثلاثاء أو أربعاء ما عشت، فوافقت هذا اليوم يوم النحر، فقال: أمر الله بوفاء ا...
عن أبي هريرة قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر، فلم نغنم ذهبا ولا فضة، إلا الأموال والثياب والمتاع، فأهدى رجل من بني الضبيب، يقال...
عن كعب بن عجرة قال: «أتيته يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادن.<br> فدنوت فقال: أيؤذيك هوامك.<br> قلت: نعم، قال: فدية من صيام، أو صدقة، أو نسك» و...
عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت.<br> قال: ما شأنك؟، قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: تستطيع تعتق رقبة، قال: لا،...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، فقال: وما ذاك؟، قال: وقعت بأهلي في رمضان، قال: تجد رقبة؟، قال: ل...
عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت، قال: وما شأنك؟ قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟، قال: لا،...
عن السائب بن يزيد قال: «كان الصاع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مدا وثلثا بمدكم اليوم، فزيد فيه في زمن عمر بن عبد العزيز.»
عن نافع قال: «كان ابن عمر يعطي زكاة رمضان بمد النبي صلى الله عليه وسلم المد الأول، وفي كفارة اليمين بمد النبي صلى الله عليه وسلم» قال أبو قتيبة: قال...