7052-
عن عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها.
قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم.»
فتح الباري شرح صحيح البخاري: ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
قَوْله ( حَدَّثَنَا زَيْد بْن وَهْب ) لِلْأَعْمَشِ فِيهِ شَيْخ آخَر أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ رِوَايَة يَحْيَى بْن عِيسَى الرَّمْلِيّ عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مِثْل رِوَايَة زَيْد بْن وَهْب.
قَوْله ( عَبْد اللَّه ) هُوَ اِبْن مَسْعُود وَصَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَة الثَّوْرِيّ عَنْ الْأَعْمَش فِي عَلَامَات النُّبُوَّةِ.
قَوْله ( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ) فِي رِوَايَة الثَّوْرِيّ " أَثَرَة " وَتَقَدَّمَ ضَبْط الْأَثَرَة وَشَرْحهَا فِي شَرْح الْحَدِيث الَّذِي قَبْلَهُ , وَحَاصِلهَا الِاخْتِصَاص بِحَظٍّ دُنْيَوِيّ.
قَوْله ( وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا ) يَعْنِي مِنْ أُمُور الدِّين , وَسَقَطَتْ الْوَاو مِنْ بَعْض الرِّوَايَات فَهَذَا بَدَلٌ مِنْ أَثَرَة , وَفِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الْمَاضِي فِي ذِكْر بَنِي إِسْرَائِيل عَنْ مَنْصُور هُنَا زِيَادَة فِي أَوَّله قَالَ " كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاء , كُلَّمَا مَاتَ نَبِيّ قَامَ بَعْدَهُ نَبِيّ , وَإِنَّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي , وَسَتَكُونُ خُلَفَاء فَيَكْثُرُونَ " الْحَدِيث وَفِيهِ مَعْنَى مَا فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود.
قَوْله ( قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا ) أَيْ أَنْ نَفْعَل إِذَا وَقَعَ ذَلِكَ.
قَوْله ( أَدُّوا إِلَيْهِمْ ) أَيْ إِلَى الْأُمَرَاء ( حَقَّهُمْ ) أَيْ الَّذِي وَجَبَ لَهُمْ الْمُطَالَبَة بِهِ وَقَبْضه سَوَاء كَانَ يَخْتَصّ بِهِمْ أَوْ يَعُمّ.
وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الثَّوْرِيّ " تُؤَدُّونَ الْحَقّ الَّذِي عَلَيْكُمْ " أَيْ بَذْل الْمَال الْوَاجِب فِي الزَّكَاة وَالنَّفْس فِي الْخُرُوج إِلَى الْجِهَاد عِنْدَ التَّعْيِين وَنَحْو ذَلِكَ.
قَوْله ( وَسَلُوا اللَّه حَقَّكُمْ ) فِي رِوَايَة الثَّوْرِيّ " وَتَسْأَلُونَ اللَّه الَّذِي لَكُمْ " أَيْ بِأَنْ يُلْهِمَهُمْ إِنْصَافَكُمْ أَوْ يُبْدِلكُمْ خَيْرًا مِنْهُمْ , وَهَذَا ظَاهِره الْعُمُوم فِي الْمُخَاطَبِينَ , وَنَقَلَ اِبْن التِّين عَنْ الدَّاوُدِيِّ أَنَّهُ خَاصّ بِالْأَنْصَارِ وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن زَيْد الَّذِي قَبْلَهُ , وَلَا يَلْزَم مِنْ مُخَاطَبَة الْأَنْصَار بِذَلِكَ أَنْ يَخْتَصَّ بِهِمْ فَإِنَّهُ يَخْتَصّ بِهِمْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُهَاجِرِينَ وَيَخْتَصّ بِبَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ دُونَ بَعْض , فَالْمُسْتَأْثِر مَنْ يَلِي الْأَمْر وَمَنْ عَدَاهُ هُوَ الَّذِي يَسْتَأْثِر عَلَيْهِ , وَلَمَّا كَانَ الْأَمْر يَخْتَصّ بِقُرَيْشٍ وَلَا حَظَّ لِلْأَنْصَارِ فِيهِ خُوطِبَ الْأَنْصَار بِأَنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ أَثَرَة , وَخُوطِبَ الْجَمِيع بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ يَلِي الْأَمْر , فَقَدْ وَرَدَ مَا يَدُلّ عَلَى التَّعْمِيم , فَفِي حَدِيث يَزِيد بْن سَلَمَة الْجُعْفِيِّ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ " يَا رَسُول اللَّه إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاء يَأْخُذُونَ بِالْحَقِّ الَّذِي عَلَيْنَا وَيَمْنَعُونَا الْحَقّ الَّذِي لَنَا أَنُقَاتِلُهُمْ ؟ قَالَ : لَا , عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ " وَأَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أُمّ سَلَمَة مَرْفُوعًا " سَيَكُونُ أُمَرَاء فَيَعْرِفُونَ وَيُنْكِرُونَ , فَمَنْ كَرِهَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ , وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ.
قَالُوا : أَفَلَا نُقَاتِلهُمْ ؟ قَالَ : لَا , مَا صَلَّوْا " وَمِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك رَفَعَهُ فِي حَدِيث فِي هَذَا الْمَعْنَى " قُلْنَا يَا رَسُول اللَّه أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لَا , مَا أَقَامُوا الصَّلَاة " وَفِي رِوَايَة لَهُ " بِالسَّيْفِ " وَزَادَ " وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَله وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَة " وَفِي حَدِيث عُمَر فِي مُسْنَده لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيق أَبِي مُسْلِم الْخَوْلَانِيّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَة بْن الْجَرَّاح عَنْ عُمَر رَفَعَهُ قَالَ " أَتَانِي جِبْرِيل فَقَالَ : إِنَّ أُمَّتَك مُفْتَتَنَة مِنْ بَعْدِك , فَقُلْت : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَل أُمَرَائِهِمْ وَقُرَّائِهِمْ , بِمَنْعِ الْأُمَرَاء النَّاس الْحُقُوق فَيَطْلُبُونَ حُقُوقهمْ فَيُفْتَنُونَ , وَيَتَّبِع الْقُرَّاء هَؤُلَاءِ الْأُمَرَاء فَيُفْتَنُونَ.
قُلْت : فَكَيْفَ يَسْلَم مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ بِالْكَفِّ وَالصَّبْر إِنْ أَعْطَوْا الَّذِي لَهُمْ أَخَذُوهُ وَإِنْ مَنَعُوهُ تَرَكُوهُ ".
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية.»
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات ميتة جاه...
عن جنادة بن أبي أمية قال: «دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: دعا...
عن أسيد بن حضير : «أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استعملت فلانا ولم تستعملني؟ قال: إنكم سترون بعدي أثرة، فأصبروا حتى تلقوني...
حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال: أخبرني جدي قال: «كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ومعنا مروان، قال...
عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن أنها قالت: «استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح ال...
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى قالوا: لا، قال: فإني لأرى الفتن تقع...
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج قالوا: يا رسول الله، أيم هو؟ قال: ال...
و 7063-عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر...