455- عن عائشة، قالت: «أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب»
إسناده صحيح.
حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة.
وأخرجه الترمذي (600)، وابن ماجه (758) و (759) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (26386)، و"صحيح ابن حبان" (1634).
وأخرجه الترمذي (601) و (602) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
فذكره مرسلا.
وانظر الحديث الذي يلي هذا عند أبي داود.
وقوله: ببناء المساجد في الدور.
قال البغوي في "شرح السنة" 2/ 397: يريد المحال التي فيها الدور، ومنه قوله تعالى: {سأوريكم دار الفاسقين} [الأعراف: 145] لأنهم كانوا يسمون المحلة التى اجتمعت فيه قبيلة دارا، ومنه الحديث "ما بقيت دار إلا بنيت فيها مسجد".
وقال علي القاري في "المرقاة" الدور جمع دار، وهو اسم جامع للبناء والعرصة والمحلة، والمراد المحلات، فإنهم كانوا يسمون المحلة التى اجتمعت فيها قبيلة دارا، أو محمول على اتخاذ بيت في الدار للصلاة كالمسجد يصلي فيه أهل البيت قاله ابن الملك والأول: هو المعول وعليه العمل.
وحكمة أمره لأهل كل محلة ببناء مسجد فيها أنه قد يتعذر أو يشق على أهل محلة الذهاب للأخرى فيحرمون أجر المسجد، وفضل إقامة الجماعة فيه، فأمروا بذلك ليتيسر، هل كل محلة العبادة في مسجدهم من غير مشقة تلحقهم.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( بِبِنَاءِ الْمَسْجِد فِي الدُّور ) : قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْح السُّنَّة : يُرِيد بِهَا الْمَحَالّ الَّتِي فِيهَا الدُّور , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى { سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ } لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ الْمَحَلَّة الَّتِي اِجْتَمَعَتْ فِيهَا قَبِيلَة دَارًا , وَمِنْهُ الْحَدِيث " مَا بَقِيَتْ دَار إِلَّا بُنِيَ فِيهَا مَسْجِد " قَالَ سُفْيَان : بِنَاء الْمَسَاجِد فِي الدُّور يَعْنِي الْقَبَائِل.
أَيْ مِنْ الْعَرَب يَتَّصِل بَعْضهَا بِبَعْضٍ , وَهُمْ بَنُو أَب وَاحِد يُبْنَى لِكُلِّ قَبِيلَة مَسْجِد.
هَذَا ظَاهِر مَعْنَى تَفْسِير سُفْيَان الدُّور.
قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْأَصْل فِي إِطْلَاق الدُّور عَلَى الْمَوَاضِع , وَقَدْ تُطْلَق عَلَى الْقَبَائِل مَجَازًا.
قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل.
وَقَالَ عَلِيّ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاة : الدُّور جَمْع دَار وَهُوَ اِسْم جَامِع لِلْبِنَاءِ , وَالْعَرْصَة وَالْمَحَلَّة وَالْمُرَاد الْمَحَلَّات , فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ الْمَحَلَّة الَّتِي اِجْتَمَعَتْ فِيهَا قَبِيلَة دَارًا أَوْ مَحْمُول عَلَى اِتِّخَاذ بَيْت فِي الدَّار لِلصَّلَاةِ كَالْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ أَهْل الْبَيْت.
قَالَهُ اِبْن الْمَلَك , وَالْأَوَّل هُوَ الْمَعْلُول وَعَلَيْهِ الْعَمَل.
وَحِكْمَة أَمْره لِأَهْلِ كُلّ مَحَلَّة بِبِنَاءِ مَسْجِد فِيهَا أَنَّهُ قَدْ يَتَعَذَّر أَوْ يَشُقّ عَلَى أَهْل مَحَلَّة الذَّهَاب لِلْأُخْرَى , فَيُحْرَمُونَ أَجْر الْمَسْجِد وَفَضْل إِقَامَة الْجَمَاعَة فِيهِ فَأُمِرُوا بِذَلِكَ لِيَتَيَسَّر لِأَهْلِ كُلّ مَحَلَّة الْعِبَادَة فِي مَسْجِدهمْ مِنْ غَيْر مَشَقَّة تَلْحَقهُمْ ( وَأَنْ تُنَظَّف ) : مَعْنَاهُ تُطَهَّر كَمَا فِي رِوَايَة اِبْن مَاجَهْ , وَالْمُرَاد تَنْظِيفهَا مِنْ الْوَسَخ وَالدَّنَس وَبِإِزَالَةِ النَّتْن وَالْعَذِرَات وَالتُّرَاب ( وَتُطَيَّب ) : بِالرَّشِّ أَوْ الْعِطْر.
قَالَ اِبْن رَسْلَان : بِطِيبِ الرِّجَال وَهُوَ مَا خَفِيَ لَوْنه وَظَهَر رِيحه , فَإِنَّ اللَّوْن رُبَّمَا شَغَلَ بَصَر الْمُصَلِّي.
وَالْأَوْلَى فِي تَطْيِيب الْمَسْجِد مَوَاضِع الْمُصَلِّينَ وَمَوَاضِع سُجُودهمْ أَوْلَى.
وَيَجُوز أَنْ يُحْمَل التَّطْيِيب عَلَى التَّجْمِير فِي الْمَسْجِد بِالْبَخُورِ.
اِنْتَهَى.
وَالظَّاهِر أَنَّ الْأَمْر بِبِنَاءِ الْمَسْجِد لِلْوُجُوبِ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مُرْسَلًا وَقَالَ : هَذَا أَصَحّ مِنْ الْحَدِيث الْأَوَّل.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ
عن سمرة، أنه كتب إلى ابنه: أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يأمرنا بالمساجد أن نصنعها في ديارنا، ونصلح صنعتها ونطهرها»
عن ميمونة، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس فقال: «ائتوه فصلوا فيه» وكانت البلاد إذ ذاك حربا، «فإن لم تأتو...
عن أبي الوليد، سألت ابن عمر، عن الحصى الذي في المسجد؟ فقال: مطرنا ذات ليلة فأصبحت الأرض مبتلة، فجعل الرجل يأتي بالحصى في ثوبه، فيبسطه تحته، فلما قضى ر...
عن أبي صالح، قال: " كان يقال: إن الرجل إذا أخرج الحصى من المسجد يناشده "
عن أبي هريرة، قال أبو بدر: أراه قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الحصاة لتناشد الذي يخرجها من المسجد»
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من...
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تركنا هذا الباب للنساء»(1) 463- عن نافع، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه بمعناه...
عن نافع، أن عمر بن الخطاب، «كان ينهى أن يدخل من باب النساء»
عن أبي أسيد الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب...