783- عن أبي بن كعب، قال: كان رجل من الأنصار، بيته أقصى بيت بالمدينة، وكان لا تخطئه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتوجعت له، فقلت: يا فلان لو أنك اشتريت حمارا يقيك الرمض، ويرفعك من الوقع، ويقيك هوام الأرض فقال: والله، ما أحب أن بيتي بطنب بيت محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فحملت به حملا، حتى أتيت بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فدعاه، فسأله، فذكر له مثل ذلك، وذكر أنه يرجو في أثره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لك ما احتسبت»
إسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (٦٦٣) من طريق عاصم الأحول، ومسلم (٦٦٣)، وأبو داود (٥٥٧) من طريق سليمان التيمي، كلاهما عن أبي عثمان النهدي، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢١٢١٢)، و"صحيح ابن حبان" (٢٠٤٥).
وقوله: "الرمض": بفتحتين، شدة وقع الشمس على الرمل وغيره.
و"الوقع"، بفتحتين، أي: الحجارة المحددة.
وقوله: "بطنب" بضمتين، أو سكون الثاني: الحبل الذي تشد به الخيمة ونحوها، والجمع أطناب.
والمعنى: ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته - صلى الله عليه وسلم -، لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( أَقْصَى بَيْت ) أَيْ أَبْعَد بَيْت ( لَا تُخْطِئهُ ) مِنْ أَخْطَأَ أَيْ لَا تَفُوتهُ ( فَتَوَجَّعَتْ ) أَيْ أَظْهَرَتْ أَنَّهُ يُصِيبنِي الْأَلَم مِمَّا يَلْحَقهُ مِنْ الْمَشَقَّة بِبُعْدِ الدَّار ( يَقِيك ) مِنْ الْوِقَايَة ( الرَّمْضَاء ) كَالْحَمْرَاءِ الرَّمْل الْحَارّ وَفِي بَعْض النُّسَخ الرَّمَض بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ الِاحْتِرَاق بِالرَّمْضَاءِ ( مِنْ الْوَقَع ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ مِنْ إِصَابَة الْحِجَارَة الْقَدَم ( هَوَامّ الْأَرْض ) بِتَشْدِيدِ الْمِيم مَا فِيهَا مِنْ ذَوَات السُّمُوم قَوْله ( بِطُنُبِ بَيْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) لِطُنُبِ بِضَمَّتَيْنِ وَاحِد إِطْنَاب الْخَيْمَة أَيْ مَا أُحِبّ أَنْ يَكُون بَيْتِي مَرْبُوطًا مَشْدُودًا بِطُنُبِ بَيْته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِيلَ وَقَدْ يُسْتَعَار الطُّنُب لِلنَّاحِيَةِ وَهُوَ كِنَايَة عَنْ الْقُرْب أَيْ لَا أُحِبّ قُرْب الْمَسْجِد لِأَنَّهُ يَخْلُ مَا أَرْجُو مِنْ كَثْرَة الثَّوَاب بِكَثْرَةِ الْخُطَى قَوْله ( فَحَمَلْت بِهِ حِمْلًا ) فِي الْمَجْمَع بِكَسْرِ الْحَاء أَيْ عَظُمَ عَلَيَّ وَثَقُلَ وَاسْتَعْظَمْته لِبَشَاعَةِ لَفْظه وَهَمَّنِي ذَلِكَ وَلَا يُرِيد الْحَمْل عَلَى الظَّهْر وَفِي الصِّحَاح الْحِمْل بِالْكَسْرِ مَا كَانَ عَلَى ظَهْر أَوْ رَأْس وَبِالْفَتْحِ مَا كَانَ فِي بَطْن أَوْ رَأْس شَجَرَة قَوْله ( مَا اِحْتَسَبْت ) مِنْ الِاحْتِسَاب وَهُوَ أَنْ تَقْصِد الْعَمَل وَتَفْعَلهُ طَلَبًا لِلْأَجْرِ وَالثَّوَاب.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ لَا تُخْطِئُهُ الصَّلَاةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَتَوَجَّعْتُ لَهُ فَقُلْتُ يَا فُلَانُ لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ الرَّمَضَ وَيَرْفَعُكَ مِنْ الْوَقَعِ وَيَقِيكَ هَوَامَّ الْأَرْضِ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي بِطُنُبِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلًا حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَذَكَرَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ وَذَكَرَ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ
عن أنس بن مالك، قال: أرادت بنو سلمة أن يتحولوا من ديارهم إلى قرب المسجد، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعروا المدينة، فقال: «يا بني سلمة، ألا تحتسب...
عن ابن عباس، قال: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد، فأرادوا أن يقربوا، فنزلت {ونكتب ما قدموا وآثارهم} [يس: ١٢] قال: «فثبتوا»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة، تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة»
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فضل الجماعة على صلاة أحدكم وحده خمس وعشرون جزءا»
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته خمسا وعشرين درجة»
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة تفضل على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة»
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة، تزيد على صلاة الرجل وحده أربعا وعشرين، أو خمسا وعشرين درجة»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجلا، فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قو...
عن ابن أم مكتوم، قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: إني كبير ضرير، شاسع الدار وليس لي قائد يلاومني، فهل تجد لي من رخصة قال: «هل تسمع النداء؟» ، قلت: ن...