3109- عن صفية بنت شيبة، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح، فقال: «يا أيها الناس إن الله حرم مكة، يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يأخذ لقطتها إلا منشد» فقال العباس: إلا الإذخر، فإنه للبيوت والقبور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إلا الإذخر»
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات.
وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (١٣٤٩) بصيغة الجزم عن أبان بن صالح.
وقد جزم النسائي والدارقطني والبرقاني بأن حديث صفية بنت شيبة عن النبي- صلى الله عليه وسلم - مرسل، وكذا جزم ابن سعد وابن حبان بأن صفية بنت شيبة تابعية.
وقال المزي
في "تحفة الأشراف" (١٥٩٠٨): لو صح هذا الحديث، لكان صريحا في سماعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن في إسناده أبان بن صالح وهو ضعيف.
وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٩/ ٢٣٩ معقبا عليه: كذا أطلق هنا، ولم ينقل في ترجمة أبان بن صالح في "التهذيب" تضعيفه عن أحد، بل نقل توثيقه عن يحيى بن معين وأبي زرعة وغيرهم، وقال الذهبي في "مختصر التهذيب": ما رأيت أحدا ضعف أبان بن صالح، وكأنه لم يقف على قول ابن عبد البر في "التمهيد" (١/ ٣١٢) لما ذكر حديث جابر في استقبال قاضي الحاجة القبلة من رواية أبان بن صالح المذكور: هذا ليس صحيحا، لأن أبان بن صالح ضعيف.
كذا قال، وكأنه التبس عليه بأبان بن أبي عياش البصري صاحب أنس فإنه ضعيف باتفاق، وهو أشهر وأكثر حديثا ورواة من أبان بن صالح، ولهذا لما ذكر ابن حزم الحديث المذكور عن جابر قال: أبان بن صالح ليس بالمشهور (انظر "المحلى" ١/ ١٩٨)، قلت (القائل ابن حجر): ولكن يكفي توثيق ابن معين ومن ذكر له، وقد روى عنه أيضا ابن جريج وأسامة بن زيد الليثي وغيرهما، وأشهر من روى عنه محمد بن إسحاق.
وقد ذكر المزي أيضا حديث صفية بنت شيبة قالت: طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - على بعير يستلم الحجر بمحجن وأنا انظر إليه.
أخرجه أبو داود (١٨٧٨)، وابن ماجه (٢٩٤٧)، قال المزي: هذا يضعف قول من أنكر أن يكون لها رؤية، فإن إسناده حسن.
قلت (القائل ابن حجر): وإذا ثبتت رؤيتها له - صلى الله عليه وسلم - وضبطت ذلك، فما المانع أن تسمع خطبته ولو كانت صغيرة.
انتهى كلام الحافظ.
وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (١٣٤٩)، ومسلم (١٣٥٣).
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( لَا يُعْضَدُ شَجَرهَا ) عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول أَيْ لَا يُقْطَع وَهُوَ نَفْي بِمَعْنَى النَّهْي وَهَذِهِ الْأَحْكَام بَيَان لِلْحُرْمَةِ وَلَا يُنَفَّر بِتَشْدِيدِ الْفَاء عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول أَيْضًا إِلَّا مُنْشِد أَيْ مُعَرِّف قِيلَ أَيْ عَلَى الدَّوَام لِيَظْهَر فَائِدَة التَّخْصِيص وَهُوَ مَذْهَب الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَلَعَلَّ مَنْ يَقُول إِنَّ الْمُرَاد بِهِ الْمُعَرِّف كَمَا فِي سَائِر الْبِلَاد يُجِيب عَنْ التَّخْصِيص بِأَنَّهُ كَتَخْصِيصِ الْإِحْرَام فِي قَوْله تَعَالَى { فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } مَعَ أَنَّ الْفُسُوقَ حَرَام مَنْهِيّ عَنْهُ بِلَا إِحْرَام أَيْضًا وَحَاصِله زِيَادَة الِاهْتِمَام بِالْإِحْرَامِ وَبَيَان أَنَّ الِاجْتِنَاب عَنْ الْفُسُوق فِي الْإِحْرَام آكَد فَكَذَلِكَ هَاهُنَا التَّخْصِيص لِزِيَادَةِ الِاهْتِمَام بِأَمْرِ الْإِحْرَام قَوْله ( إِلَّا الْإِذْخِر ) بِكَسْرِ هَمْزَة وَإِعْجَام الذَّال حَشِيشَة طَيِّبَة الرَّائِحَة يُسْقَف بِهَا الْبُيُوت فَوْق الْخَشَب وَفِي الزَّوَائِد هَذَا الْحَدِيث وَإِنْ كَانَ صَرِيحًا فِي سَمَاعهَا مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنْ فِي إِسْنَاده أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ وَهُوَ ضَعِيف.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَقَ حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَامَ الْفَتْحِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَهِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلَا يَأْخُذُ لُقْطَتَهَا إِلَّا مُنْشِدٌ فَقَالَ الْعَبَّاسُ إِلَّا الْإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِلْبُيُوتِ وَالْقُبُورِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَّا الْإِذْخِرَ
عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال هذه الأمة بخير، ما عظموا هذه الحرمة، حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك، هلكوا»...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة، كما تأرز الحية إلى جحرها»
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة، فليفعل، فإني أشهد لمن مات بها»
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم إن إبراهيم خليلك ونبيك، وإنك حرمت مكة على لسان إبراهيم، اللهم وأنا عبدك ونبيك، وإني أحرم ما بين...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل المدينة بسوء، أذابه الله، كما يذوب الملح في الماء»
عن أنس بن مالك، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحدا جبل يحبنا ونحبه، وهو على ترعة من ترع الجنة، وعير على ترعة من ترع النار»
عن شقيق، قال: بعث رجل معي بدراهم هدية إلى البيت، قال: فدخلت البيت وشيبة جالس على كرسي، فناولته إياها، فقال: ألك هذه؟ قلت: لا، ولو كانت لي، لم آتك بها،...
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدرك رمضان بمكة، فصامه، وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان، فيما سواها، وكتب...
حدثنا داود بن عجلان، قال: طفنا مع أبي عقال، في مطر، فلما قضينا طوافنا، أتينا خلف المقام، فقال: طفت مع أنس بن مالك في مطر، فلما قضينا الطواف، أتينا الم...