3116- عن شقيق، قال: بعث رجل معي بدراهم هدية إلى البيت، قال: فدخلت البيت وشيبة جالس على كرسي، فناولته إياها، فقال: ألك هذه؟ قلت: لا، ولو كانت لي، لم آتك بها، قال: أما لئن قلت ذلك، لقد جلس عمر بن الخطاب مجلسك الذي جلست فيه، فقال: «لا أخرج، حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين» قلت: ما أنت فاعل، قال: لأفعلن، قال: ولم ذاك؟ قلت: «لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى مكانه، وأبو بكر وهما أحوج منك إلى المال، فلم يحركاه، فقام كما هو، فخرج»
إسناده صحيح.
المحاربي: هو عبد الرحمن بن محمد، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان، وواصل الأحدب: هو ابن حيان، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل.
وأخرجه أبو داود (٢٠٣١) من طريق عبد الرحمن المحاربي، بهذا الإسناد.
وأخرجه بنحوه البخاري (١٥٩٤) من طريق سفيان، عن واصل الأحدب، به.
وهو في "مسند أحمد" (١٥٣٨٢).
قوله: "مال الكعبة": في رواية البخاري: "صفراء ولا بيضاء" قال الحافظ في "الفتح" ٣/ ٤٥٦: أي: ذهبا وفضة، قال القرطبي: غلط من ظن أن المراد بذلك حلية الكعبة، وإنما أراد الكنز الذي بها، وهو ما كان يهدى إليها، فيدخر ما يزيد عن الحاجة.
قال ابن بطال: أراد عمر لكثرته إنفاقه في منافع المسلمين، ثم لما ذكر بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتعرض له أمسك، وإنما تركا ذلك -والله أعلم- لأن ما جعل في الكعبة وسبل لها يجري مجرى الأوقاف، فلا يجوز تغييره عن وجهه، وفي ذلك تعظيم الإسلام وترهيب العدو.
قلت (القائل ابن حجر): أما التعليل الأول فليس بظاهر من الحديث، بل يحتمل أن يكون تركه - صلى الله عليه وسلم - لذلك رعاية لقلوب قريش، كما ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم، ويؤيده ما وقع عند مسلم (١٣٣٣) (٤٠٠) في بعض طرق حديث عائشة في بناء الكعبة: "لأنفقت كنز الكعبة"، ولفظه: "لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض" الحديث، فهذا التعليل هو المعتمد، وعلى هذا فإنفاقه جائز، كما جاز لابن الزبير بناؤها على قواعد إبراهيم، لزوال سبب الامتناع.
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْلَة ( فَلَمْ يُحَرِّكَاهُ ) اِسْتَدَلَّ بِتَرْكِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرْك أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ التَّعَرُّض لِمَالِ الْكَعْبَة مَعَ عِلْمهمَا بِهِ وَحَاجَتهمَا إِلَيْهِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوز إِخْرَاجه وَالتَّعَرُّض لَهُ وَوَافَقَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ لَكِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرَاعِي حَدَاثَة عَهْدهمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَأَبُو بَكْرٌ لَمْ يَفْرُغ لِأَمْثَالِ هَذِهِ الْأُمُور وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنْ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ بَعَثَ رَجُلٌ مَعِيَ بِدَرَاهِمَ هَدِيَّةً إِلَى الْبَيْتِ قَالَ فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ وَشَيْبَةُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهَا فَقَالَ لَهُ أَلَكَ هَذِهِ قُلْتُ لَا وَلَوْ كَانَتْ لِي لَمْ آتِكَ بِهَا قَالَ أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ جَلَسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَجْلِسَكَ الَّذِي جَلَسْتَ فِيهِ فَقَالَ لَا أَخْرُجُ حَتَّى أَقْسِمَ مَالَ الْكَعْبَةِ بَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ قُلْتُ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ قَالَ لَأَفْعَلَنَّ قَالَ وَلِمَ ذَاكَ قُلْتُ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى مَكَانَهُ وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَى الْمَالِ فَلَمْ يُحَرِّكَاهُ فَقَامَ كَمَا هُوَ فَخَرَجَ
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدرك رمضان بمكة، فصامه، وقام منه ما تيسر له، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان، فيما سواها، وكتب...
حدثنا داود بن عجلان، قال: طفنا مع أبي عقال، في مطر، فلما قضينا طوافنا، أتينا خلف المقام، فقال: طفت مع أنس بن مالك في مطر، فلما قضينا الطواف، أتينا الم...
عن أبي سعيد، قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مشاة من المدينة، إلى مكة وقال: «اربطوا أوساطكم، بأزركم، ومشى خلط الهرولة»
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين، ويسمي، ويكبر، ولقد رأيته يذبح بيده واضعا قدمه على صفاحهما»
عن جابر بن عبد الله، قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد، بكبشين فقال: حين وجههما «إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا، وما أنا من ا...
عن عائشة، أو عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان «إذا أراد أن يضحي، اشترى كبشين عظيمين، سمينين، أقرنين، أملحين موجوءين، فذبح أحدهما عن أ...
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له سعة، ولم يضح، فلا يقربن مصلانا»
عن محمد بن سيرين، قال: سألت ابن عمر عن الضحايا، أواجبة هي؟ قال: «ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسلمون من بعده، وجرت به السنة» حدثنا هشام بن عم...
عن مخنف بن سليم، قال: كنا وقوفا عند النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة فقال: «يا أيها الناس إن على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة، أتدرون ما العتيرة؟ ه...