4137- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس»
إسناده صحيح.
أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن ابن هرمز.
وأخرجه مسلم (١٠٥١) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٤٤٦)، والترمذي (٢٥٣٠) من طريق أبي صالح السمان، عن أبي هريرة.
وهو في "مسند أحمد" (٧٣١٦)، و"شرح مشكل الآثار" (٦٠٥٢)، و "صحيح ابن حبان" (٦٧٩).
قال ابن بطال: معنى الحديث: ليس حقيقة الغنى كثرة المال، لأن كثيرا ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي، فهو يجتهد في الازدياد، ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه، وإنما حقيقة الغنى غنى النفس، وهو من استغنى بما أوتي وقنع به ورضي، ولم يحرص على الازدياد، ولا ألح في الطلب، فكأنه غني.
وقال القرطبي المحدث: معنى الحديث أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه: أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع، فعزت وعظمت، وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه، فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله.
قلنا: وفي "صحيح مسلم" (٢٧٢١) من حديث عبد الله بن مسعود قال: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفة والغنى"، وروى أحمد
(١٥٢٩)، ومسلم (٢٩٦٥) من حديث سعد بن أبي وقاص رفعه: "إن الله يحب
العبد المتقي النقي الغني الحنفي ".
قال شارح "المشكاة" ٥/ ٧٧: قال النوري رحمه
الله: المراد بالغنى غنى النفس، وهذا هو الغنى المحبوب، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الغنى غنى النفس" وأشار القاضي عياض رحمه الله إلى أن المراد به غنى المال.
قال القاري: وهذا هو المناسب لعنوان الباب (يعني عنوان صاحب المشكاة: باب استحباب المال والعمر للطاعة) وهو لا ينافي غنى النفس، فإنه ١، صل في الغنى والفرد الأكمل في المعنى، ويترتب عليه غنى اليد الموجب لتحصيل الخيرات والمسرات في الدنيا، ووصول الدرجات العاليات في العقبى.
وقال المناوي في "فيض القدير" ٢/ ٢٨٩: وأشار البيضاوي وعياض والطيبي إلى أن المراد غنى المال، والمال غير محذور لعينه، بل لكونه يعوق عن الله، فكم من غني لم يشغله غناه عن الله، وكم من فقير شغله فقره عن الله.
قلنا: ومما يؤيد تفسير الغنى هنا بغنى اليد قوله ": "نعما بالمال الصالح للرجل الصالح" أخرجه أحمد (١٧٧٦٣) بإسناد صحيح.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -:"إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس" أخرجه البخاري (١٢٩٥)، ومسلم (١٦٢٨).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -:"اليد العليا خير من اليد السفلى" أخرجه البخاري (١٤٢٧)، ومسلم (١٠٣٤).
حاشية السندي على سنن ابن ماجه: أبو الحسن، محمد بن عبد الهادي نور الدين السندي (المتوفى: 1138هـ)
قَوْله ( عَنْ كَثْرَة الْعَرَض ) بِفَتْحَتَيْنِ مَتَاع الدُّنْيَا وَحُطَامهَا ( غِنَى النَّفْس ) وَهُوَ أَنْ لَا يَكُون لَهَا طَمَع إِلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاس.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «قد أفلح من هدي إلى الإسلام، ورزق الكفاف، وقنع به»
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا»
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من غني، ولا فقير، إلا ود يوم القيامة أنه أتي من الدنيا قوتا»
عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنم...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله» ، قال...
عن أبي هريرة، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم، وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم، وقلوبكم»
عن عائشة، قالت: «إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم، لنمكث شهرا ما نوقد فيه بنار، ما هو إلا التمر، والماء» ، إلا أن ابن نمير قال: نلبث شهرا
عن عائشة، قالت: «لقد كان يأتي على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر ما يرى في بيت من بيوته الدخان» ، قلت: فما كان طعامهم؟ قالت: " الأسودان: التمر، والم...
عن عمر بن الخطاب، يقول: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتوي في اليوم من الجوع، ما يجد من الدقل، ما يملأ به بطنه»