حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ﷺ فأنا من أهل النار - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الإيمان باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله (حديث رقم: 314 )


314- عن أنس بن مالك؛ أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} [٤٩/ الحجرات/ آية ٢] إلى آخر الآية.
جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار.
واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فسأل النبي سعد بن معاذ فقال" يا أبا عمرو! ما شأن ثابت؟ اشتكى؟ " قال سعد: إنه لجاري.
وما علمت له بشكوى.
قال فأتاه سعد فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال ثابت: أنزلت هذه الآية ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأنا من أهل النار؛ فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" بل هو من أهل الجنة".
عن أنس بن مالك قال: كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار.
فلما نزلت هذه الآية.
بنحو حديث حماد.
وليس في حديثه ذكر سعد.
حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما نزلت} لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} [٤٩/ الحجرات/ الآية-٢] ولم يذكر سعد بن معاذ في الحديث.
عن أنس.
قال: لما نزلت هذه الآية.
واقتص الحديث.
ولم يذكر سعد بن معاذ.
وزاد: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجل من أهل الجنة.

أخرجه مسلم


(أشتكى) الهمزة للاستفهام أي: أمرض.
فالشكوى هنا المرض.
وهمزة الوصل ساقطة كما في قوله تعالى: أصطفى البنات على البنين.
(واقتص الحديث) أي وروى الحديث على وجهه.

شرح حديث (لقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله ﷺ فأنا من أهل النار )

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

فِيهِ قِصَّة ثَابِت بْن قَيْس بْن الشَّمَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَخَوْفه حِين نَزَلَتْ { لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } الْآيَة , وَكَانَ ثَابِت رَضِيَ اللَّه عَنْهُ جَهِير الصَّوْت , وَكَانَ يَرْفَع صَوْته , وَكَانَ خَطِيب الْأَنْصَار وَلِذَلِكَ اِشْتَدَّ حَذَره أَكْثَر مِنْ غَيْره.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث مَنْقَبَة عَظِيمَة لِثَابِتٍ بْن قَيْس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَهِيَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ أَنَّهُ مِنْ أَهْل الْجَنَّة.
وَفِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ وَكَبِير الْقَوْم أَنْ يَتَفَقَّد أَصْحَابه وَيَسْأَل عَمَّنْ غَابَ مِنْهُمْ.
‏ ‏وَقَوْل مُسْلِم رَحِمَهُ اللَّه : ( حَدَّثَنَا قَطَن بْن نُسَيْر قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا ثَابِت عَنْ أَنَس ) ‏ ‏فِيهِ لَطِيفَة وَهُوَ أَنَّهُ إِسْنَاد كُلّه بَصْرِيُّونَ.
وَ ( قَطَن ) بِفَتْحِ الْقَاف وَالطَّاء الْمُهْمَلَة وَبِالنُّونِ وَ ( نُسَيْر ) بَنُونَ مَضْمُومَة ثُمَّ سِين مُهْمَلَة مَفْتُوحَة ثُمَّ مُثَنَّاة مِنْ تَحْت سَاكِنَة ثُمَّ رَاء.
وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّهُ لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ( نُسَيْر ) غَيْره.
وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي الْفُصُول الْمَذْكُورَة فِي مُقَدِّمَة هَذَا الشَّرْح إِنْكَارُ مَنْ أَنْكَرَ عَلَى مُسْلِم رِوَايَته عَنْهُ وَجَوَابه.
وَفِي الْإِسْنَاد الْآخَر ( حَبَّان ) هُوَ بِفَتْحِ الْحَاء الْمُهْمَلَة وَالْبَاء الْمُوَحَّدَة وَهُوَ اِبْن هِلَال.
وَكُلّ هَذَا الْإِسْنَاد أَيْضًا بَصْرِيُّونَ إِلَّا أَحْمَد بْن سَعِيد الدَّارِمِيّ فِي أَوَّله فَإِنَّهُ نَيْسَابُورِيٌّ.
‏ ‏وَقَوْل مُسْلِم : ( حَدَّثَنَا هُرَيْم بْن عَبْد الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان قَالَ : سَمِعْت أَبِي يَذْكُر عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس ) ‏ ‏هَذَا الْإِسْنَاد أَيْضًا كُلّه بَصْرِيُّونَ حَقِيقَة.
وَ ( هُرَيْم ) بِضَمِّ الْهَاء وَفَتْح الرَّاء وَإِسْكَان الْيَاء.
وَقَوْله : ( فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْن أَظْهُرِنَا رَجُلًا مِنْ أَهْل الْجَنَّة ) هَكَذَا هُوَ فِي بَعْض الْأُصُول رَجُلًا وَفِي بَعْضهَا ( رَجُل ) , وَهُوَ الْأَكْثَر , وَكِلَاهُمَا صَحِيح الْأَوَّل عَلَى الْبَدَل مِنْ الْهَاء فِي نَرَاهُ , وَالثَّانِي عَلَى الِاسْتِئْنَاف.


حديث يا أبا عمرو ما شأن ثابت اشتكى قال سعد إنه لجاري

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏ ‏لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ‏ { ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ‏} ‏إِلَى آخِرِ الْآيَةِ جَلَسَ ‏ ‏ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ‏ ‏فِي بَيْتِهِ وَقَالَ أَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَاحْتَبَسَ عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَسَأَلَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ ‏ ‏فَقَالَ يَا ‏ ‏أَبَا عَمْرٍو ‏ ‏مَا شَأْنُ ‏ ‏ثَابِتٍ ‏ ‏اشْتَكَى ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَعْدٌ ‏ ‏إِنَّهُ لَجَارِي وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى قَالَ فَأَتَاهُ ‏ ‏سَعْدٌ ‏ ‏فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏ثَابِتٌ ‏ ‏أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَذَكَرَ ذَلِكَ ‏ ‏سَعْدٌ ‏ ‏لِلنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏ثَابِتٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ ‏ ‏ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ ‏ ‏خَطِيبَ ‏ ‏الْأَنْصَارِ ‏ ‏فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ بِنَحْوِ حَدِيثِ ‏ ‏حَمَّادٍ ‏ ‏وَلَيْسَ فِي حَدِيثِهِ ذِكْرُ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ‏ ‏و حَدَّثَنِيهِ ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حَبَّانُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا نَزَلَتْ ‏ { ‏لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ‏} ‏وَلَمْ يَذْكُرْ ‏ ‏سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ ‏ ‏فِي الْحَدِيثِ ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏هُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْأَسَدِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏أَبِي ‏ ‏يَذْكُرُ عَنْ ‏ ‏ثَابِتٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَذْكُرْ ‏ ‏سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ ‏ ‏وَزَادَ فَكُنَّا ‏ ‏نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

من أساء أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام

عن عبد الله؛ قال: قال أناس لرسول الله عليه وسلم: يا رسول الله! أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: "أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها.<br> ومن...

من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية

عن عبد الله؛ قال: قلنا: يا رسول الله! أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: "من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية.<br> ومن أساء في الإسلام أخذ...

أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة ته...

عن ابن شماسة المهري، قال: حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت.<br> فبكى طويلا وحوله وجهه إلى الجدار.<br> فجعل ابنه يقول: يا أبتاه أما بشرك رسول الل...

سبب نزول آية يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا ت...

عن ابن عباس؛ أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا.<br> وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم.<br> فقالوا:إن الذي تقول وتدعو لحسن.<br> ولو تخبرن...

أسلمت على ما أسلفت من خير والتحنث التعبد

عن حكيم بن حزام؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية، هل لي فيها من شئ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"...

أسلمت على ما أسلفت من خير

عن حكيم بن حزام؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رسول الله! أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية.<br> من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم.<br> أفيه...

أسلمت على ما أسلفت لك من الخير

عن حكيم بن حزام.<br> قال، قلت: يا رسول الله! أشياء كنت أفعلها في الجاهلية.<br> (قال هشام: يعني أتبرر بها) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسلمت على...

أينا لا يظلم نفسه فقال رسول الله ﷺ ليس هو كما تظن...

عن عبد الله، قال: لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [٦/الأنعام/ آية ٨٢] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظ...

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما...

عن أبي هريرة، قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر ل...