1016-
عن جابر بن سمرة؛ أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر بن الخطاب.
فذكروا من صلاته.
فأرسل إليه عمر فقدم عليه.
فذكر له ما عابوه من أمر الصلاة.
فقال:
إني لأصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما أخرم عنها إني لأركد بهم في الأوليين وأحذف في الأخريين.
فقال: ذاك الظن بك.
أبا إسحاق!حدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم عن جرير، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد.
(فذكروا في صلاته) يعني عابوا منها.
أي أنه لا يحسن الصلاة.
(ما أخرم) أي ما أنقص.
(لأركد بهم في الأوليين) يعني أطولهما وأديمهما وأمدهما.
من قولهم: ركدت السفن والريح والماء، إذا سكن ومكث.
(وأحذف في الأخريين) يعني أقصرهما عن الأوليين، لا أنه يخل بالقراءة ويحذفها كلها.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( إِنَّ أَهْل الْكُوفَة شَكَوْا سَعْدًا ) هُوَ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَالْكُوفَة هِيَ الْبَلْدَة الْمَعْرُوفَة وَدَار الْفَضْل وَمَحِلّ الْفُضَلَاء بَنَاهَا عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , أَعْنِي أَمَرَ نُوَّابه بِبِنَائِهَا هِيَ وَالْبَصْرَة , قِيلَ : سُمِّيَتْ كُوفَة لِاسْتِدَارَتِهَا تَقُول الْعَرَب : رَأَيْت كُوفًا وَكُوفَانًا لِلرَّمْلِ الْمُسْتَدِير , وَقِيلَ : لِاجْتِمَاعِ النَّاس فِيهَا تَقُول الْعَرَب : تَكَوَّفَ الرَّمْل إِذَا اِسْتَدَارَ وَرَكِبَ بَعْضُهُ بَعْضًا , وَقِيلَ : لِأَنَّ تُرَابهَا خَالَطَهُ حَصًى , وَكُلّ مَا كَانَ كَذَلِكَ سُمِّيَ كُوفَة.
قَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْحَازِمِيّ وَغَيْره : وَيُقَال لِلْكُوفَةِ أَيْضًا كُوفَان بِضَمِّ الْكَاف.
قَوْله : ( فَذَكَرُوا مِنْ صَلَاته ) أَيْ أَنَّهُ لَا يُحْسِن الصَّلَاة.
قَوْله : ( فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ) فِيهِ أَنَّ الْإِمَام إِذَا شَكَى إِلَيْهِ نَائِبه بَعَثَ إِلَيْهِ وَاسْتَفْسَرَهُ عَنْ ذَلِكَ , وَأَنَّهُ إِذَا خَافَ مَفْسَدَة بِاسْتِمْرَارِهِ فِي وِلَايَته وَوُقُوع فِتْنَة عَزْله , فَلِهَذَا عَزَلَهُ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ خَلَل , وَلَمْ يَثْبُت مَا يَقْدَح فِي وِلَايَته وَأَهْلِيَّته , وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي حَدِيث مَقْتَل عُمَر وَالشُّورَى أَنَّ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : إِنْ أَصَابَتْ الْإِمَارَة سَعْدًا فَذَاكَ وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيّكُمْ مَا أُمِرَ فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلهُ مِنْ عَجْز وَلَا خِيَانَة.
قَوْله : ( لَا أَخْرِم عَنْهَا ) هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْر الرَّاء أَيْ لَا أَنْقُص.
قَوْله : ( إِنِّي لَأَرْكُد بِهِمْ فِي الْأُولَيَيْنِ ) يَعْنِي أُطَوِّلهُمَا وَأُدِيمهُمَا وَأُمِدّهُمَا كَمَا قَالَهُ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مِنْ قَوْلهمْ : رَكَدَتْ السُّفُن وَالرِّيح وَالْمَاء إِذَا سَكَنَ وَمَكَثَ.
وَقَوْله : ( وَأَحْذِف فِي الْأُخْرَيَيْنِ ) يَعْنِي أُقْصِرهُمَا عَنْ الْأُولَيَيْنِ لَا أَنَّهُ يُخِلّهُ بِالْقِرَاءَةِ وَيَحْذِفهَا كُلّهَا.
قَوْله : ( ذَاكَ الظَّنّ بِك أَبَا إِسْحَاق ) فِيهِ مَدْح الرَّجُل الْجَلِيل فِي وَجْهه إِذَا لَمْ يَخَفْ عَلَيْهِ فِتْنَة بِإِعْجَابٍ وَنَحْوه , وَالنَّهْي عَنْ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ لِمَنْ خِيفَ عَلَيْهِ الْفِتْنَة , وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيث كَثِيرَة فِي الصَّحِيح بِالْأَمْرَيْنِ , وَجَمَعَ الْعُلَمَاء بَيْنهمَا بِمَا ذَكَرْته وَقَدْ أَوْضَحْتهُمَا فِي كِتَاب الْأَذْكَار , وَفِيهِ خِطَاب الرَّجُل الْجَلِيل بِكُنْيَتِهِ دُون اِسْمه.
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ شَكَوْا سَعْدًا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرُوا مِنْ صَلَاتِهِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَدِمَ عَلَيْهِ فَذَكَرَ لَهُ مَا عَابُوهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ الصَّلَاةِ فَقَالَ إِنِّي لَأُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا إِنِّي لَأَرْكُدُ بِهِمْ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ فَقَالَ ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحَقَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ
حدثنا شعبة عن أبي عوان.<br> قال: سمعت جابر بن سمرة.<br> قال عمر لسعد: قد شكوك في كل شيء حتى في الصلاة.<br> قال: أما أنا فأمد في الأوليين وأحذف في الأ...
عن أبي سعيد الخدري، قال: «لقد كانت صلاة الظهر تقام فيذهب الذاهب إلى البقيع فيقضي حاجته.<br> ثم يتوضأ.<br> ثم يأتي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الر...
عن ربيعة، قال: حدثني قزعة، قال: أتيت أبا سعيد الخدري، وهو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه قلت: أسألك عن صلاة رسول...
عن عبد الله بن السائب قال: " صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم: الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى، وهارون أو ذكر عيسى - محمد بن عباد يش...
عن عمرو بن حريث: «أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر والليل إذا عسعس»
عن قطبة بن مالك قال: صليت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ:ق والقرآن المجيد.<br> حتى قرأ: {والنخل باسقات} [ق: 10].<br> قال: فجعلت أرددها ولا...
عن قطبة بن مالك سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر {والنخل باسقات لها طلع نضيد} [ق: 10]
عن زياد بن علاقة، عن عمه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقرأ في أول ركعة {والنخل باسقات لها طلع نضيد} [ق: 10] وربما قال: ق
عن جابر بن سمرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ب ق والقرآن المجيد وكان صلاته بعد تخفيفا