2009-
عن واصل بن حيان.
قال قال أبو وائل:
خطبنا عمار.
فأوجز وأبلغ.
فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان! لقد أبلغت وأوجزت.
فلو كنت تنفست! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته، مئنة من فقهه.
فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة.
وإن من البيان سحرا".
(فلو كنت تنفست) أي أطلت قليلا.
(مئنة) أي علامة.
قال الأزهري والأكثرون: الميم فيها زائدة.
وهي مفعلة.
قال الهروي: غلط أبو عبيد في جعله الميم أصلية.
وقال القاضي عياض: قال شيخنا ابن سراج: هي أصلية.
(إن من البيان سحرا) قال أبو عبيد: هو من الفهم وذكاء القلب.
قال القاضي: فيه تأويلان: أحدهما أنه ذم لأنه إمالة للقلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه، حتى تكتسب من الأثم به كما يكتسب بالسحر.
وأدخله مالك في الموطأ في (باب ما يكره من الكلام) وهو مذهبه في تأويل الحديث.
والثاني أنه مدح.
لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان.
وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه.
وأصل السحر الصرف.
فالبيان يصرف القلوب ويميلها إلى ماتدعوا إليه.
هذا كلام القاضي.
وهذا التأويل الثاني هو الصحيح المختار.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( عَبْد الْمَلَك بْن أَبْجَرَ ) بِالْجِيمِ.
قَوْله : ( وَاصِل بْن حَيَّان ) بِالْمُثَنَّاةِ.
قَوْله : ( لَوْ كُنْت تَنَفَّسْت ) أَيْ أَطَلْت قَلِيلًا.
قَوْله : صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَئِنَّة مِنْ فِقْهه ) بِفَتْحِ الْمِيم ثُمَّ هَمْزَة مَكْسُورَة ثُمَّ نُون مُشَدَّدَة أَيْ عَلَامَة.
قَالَ الْأَزْهَرِيّ وَالْأَكْثَرُونَ : الْمِيم فِيهَا زَائِدَة , وَهِيَ مَفْعَلَةٌ.
قَالَ الْهَرَوِيُّ : قَالَ الْأَزْهَرِيّ : غَلِطَ أَبُو عُبَيْد فِي جَعْله الْمِيم أَصْلِيَّة.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : قَالَ شَيْخنَا اِبْن سَرَّاج : هِيَ أَصْلِيَّة.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَاقْصِرُوا الْخُطْبَة ) الْهَمْزَة فِي وَاقْصِرُوا هَمْزَة وَصْل.
وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيث مُخَالِفًا لِلْأَحَادِيثِ الْمَشْهُورَة فِي الْأَمْر بِتَخْفِيفِ الصَّلَاة لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : وَكَانَتْ صَلَاته قَصْدًا وَخُطْبَته قَصْدًا ; لِأَنَّ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ أَنَّ الصَّلَاة تَكُون طَوِيلَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْخُطْبَة لَا تَطْوِيلًا يَشُقّ عَلَى الْمَأْمُومِينَ وَهِيَ حِينَئِذٍ قَصْدٌ أَيْ مُعْتَدِلَة وَالْخُطْبَة قَصْدٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى وَضْعهَا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنَّ مِنْ الْبَيَان سِحْرًا ) قَالَ أَبُو عُبَيْد : هُوَ مِنْ الْفَهْم وَذَكَاء الْقَلْب.
قَالَ الْقَاضِي : فِيهِ تَأْوِيلَانِ أَحَدهمَا : أَنَّهُ ذَمّ لِأَنَّهُ إِمَالَة الْقُلُوب وَصَرْفهَا بِمَقَاطِع الْكَلَام إِلَيْهِ حَتَّى يَكْسِب مِنْ الْإِثْم بِهِ كَمَا يَكْسِب بِالسِّحْرِ , وَأَدْخَلَهُ مَالِك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يُكْرَه مِنْ الْكَلَام وَهُوَ مَذْهَبه فِي تَأْوِيل الْحَدِيث.
وَالثَّانِي أَنَّهُ مَدْح لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى اِمْتَنَّ عَلَى عِبَاده بِتَعْلِيمِهِمْ الْبَيَان وَشَبَّهَهُ بِالسِّحْرِ لِمَيْلِ الْقُلُوب إِلَيْهِ وَأَصْل السِّحْر الصَّرْف فَالْبَيَان يَصْرِف الْقُلُوب وَيَمِيلهَا إِلَى مَا تَدْعُو إِلَيْهِ , هَذَا كَلَام الْقَاضِي , وَهَذَا التَّأْوِيل الثَّانِي هُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار.
قَوْله : ( عَنْ اِبْن أَبْجَرَ عَنْ وَاصِل عَنْ أَبِي وَائِل قَالَ : خَطَبَنَا عَمَّار ) هَذَا الْإِسْنَاد مِمَّا اِسْتَدْرَكَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَالَ : تَفَرَّدَ بِهِ اِبْن أَبْجَرَ عَنْ وَاصِل عَنْ أَبِي وَائِل , وَخَالَفَهُ الْأَعْمَش , وَهُوَ أَحْفَظ بِحَدِيثِ أَبِي وَائِل فَحَدَّثَ بِهِ عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ اِبْن مَسْعُود.
هَذَا كَلَام الدَّارَقُطْنِيِّ.
وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ مِثْل هَذَا الِاسْتِدْرَاك مَرْدُود لِأَنَّ اِبْن أَبْجَرَ ثِقَة يَجِب قَبُول رِوَايَته.
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ قَالَ أَبُو وَائِلٍ خَطَبَنَا عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْرًا
عن عدي بن حاتم؛ أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد.<br> ومن يعصهما فقد غوى.<br> فقال رسول الله صلى الله عليه و...
عن صفوان بن يعلى، عن أبيه؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر: ونادوا يا مالك.<br>
عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن أخت لعمرة؛ قالت: أخذت (ق والقرآن المجيد) من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر، في كل جم...
عن بنت لحارثة بن النعمان؛ قالت: ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم.<br> يخطب بها كل جمعة.<br> قالت: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى ا...
عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان؛ قالت: لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا.<br> سنتين أو سنة وبعض سنة.<br> وما أخذت (ق والقرآن ال...
عن عمارة بن رؤيبة.<br> قال: رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه.<br> فقال: قبح الله هاتين اليدين.<br> لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يز...
عن جابر بن عبد الله؛ قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، إذ جاء رجل.<br> فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "أصليت؟ يا فلان! " قال: لا....
عن جابر بن عبد الله قال: دخل رجل المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، يوم الجمعة.<br> فقال "أصليت؟ "قال: لا.<br> قال "قم فصل الركعتين".<br> وف...
عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، يوم الجمعة، يخطب.<br> فقال له "أركعت ركعتين؟ " قال: لا.<br> فقال "اركع".<br>