2423-
عن أبي سعيد الخدري.
قال:
جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر.
وجلسنا حوله.
فقال " إن مما أخاف عليكم بعدي، ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها " فقال رجل: أو يأتي الخير بالشر؟ يا رسول الله! قال: فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقيل له: ما شأنك؟ تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ قال: ورأينا أنه ينزل عليه.
فأفاق يمسح عنه الرحضاء.
وقال " إن هذا السائل " (وكأنه حمده) فقال " إنه لا يأتي الخير بالشر.
وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم.
إلا آكلة الخضر.
فإنها أكلت.
حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت.
ثم رتعت.
وإن هذا المال خضر حلو.
ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل (أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) وإنه من يأخذه بغيرحقه كان كالذي يأكل ولا يشبع.
ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ".
(الرحضاء) أي العرق، من الشدة.
وأكثر ما يسمى به عرق الحمى.
(إن هذا السائل) هكذا هو في بعض النسخ وفي بعضها: أبن.
وفي بعضها: أنى، وفي بعضها أي، وكله صحح.
فمن قال: أن وأنى فهما بمعنى.
ومن قال: إن فمعناه، والله أعلم، إن هذا هو السائل الممدوح الحاذق الفطن.
ولهذ قال: وكأنه حمده.
ومن قال: أي فمعناه أيكم.
فحذف الكاف والميم.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( فَأَفَاقَ يَمْسَح الرُّحَضَاء ) هُوَ بِضَمِّ الرَّاء وَفَتْح الْحَاء الْمُهْمَلَة وَبِضَادٍ مُعْجَمَة مَمْدُودَة أَيْ الْعَرَق مِنْ الشِّدَّة , وَأَكْثَر مَا يُسَمَّى بِهِ عَرَق الْحُمَّى , قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ هَذَا السَّائِل ) هَكَذَا هُوَ فِي بَعْض النُّسَخ , وَفِي بَعْضهَا ( أَيْنَ ) , وَفِي بَعْضهَا ( أَنَّى ) وَفِي بَعْضهَا ( أَيْ ) , وَكُلّه صَحِيح , فَمَنْ قَالَ : ( أَنَّى ) أَوْ ( أَيْنَ ) فَهُمَا بِمَعْنًى , وَمَنْ قَالَ : ( إِنَّ ) فَمَعْنَاهُ - وَاَللَّه أَعْلَم - إِنَّ هَذَا هُوَ السَّائِل الْمَمْدُوح الْحَاذِق الْفَطِن.
وَلِهَذَا قَالَ : ( وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ ) وَمَنْ قَالَ : ( أَيّ ) فَمَعْنَاهُ أَيّكُمْ , فَحَذَفَ الْكَاف وَالْمِيم.
وَاَللَّه أَعْلَم.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنْ مِمَّا يَنْبُت الرَّبِيع ) وَوَقَعَ فِي الرِّوَايَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ ( إِنَّ كُلّ مَا يُنْبِت الرَّبِيع ) أَوْ ( أَنْبَتَ الرَّبِيع ) وَرِوَايَة ( كُلّ ) مَحْمُولَة عَلَى رِوَايَة ( مِمَّا ) وَهُوَ مِنْ بَاب { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ } { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ }.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنْ هَذَا الْمَال خَضِر حُلْو , وَنِعْمَ صَاحِب الْمُسْلِم هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِين وَالْيَتِيم وَابْن السَّبِيل ) , فِيهِ : فَضِيلَة الْمَال لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ وَصَرَفَهُ فِي وُجُوه الْخَيْر , وَفِيهِ حُجَّة لِمَنْ يُرَجِّح الْغَنِيّ عَلَى الْفَقِير.
وَاَللَّه أَعْلَم.
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هِشَامٍ صَاحِبِ الدَّسْتَوَائِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا فَقَالَ رَجُلٌ أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُكَلِّمُكَ قَالَ وَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ وَقَالَ إِنَّ هَذَا السَّائِلَ وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ فَقَالَ إِنَّهُ لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلَ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
عن أبي سعيد الخدري؛ أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.<br> فأعطاهم.<br> ثم سألوه فأعطاهم.<br> حتى إذا نفذ ما عنده قال " ما يكن عن...
عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا، وقنعه الله بما آتاه ".<br>
عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللهم! اجعل رزق آل محمد قوتا ".<br>
عن سلمان بن ربيعة.<br> قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما.<br> فقلت: والله! يا رسول الله! لغير هؤلاء كان أحق...
عن أنس بن مالك، قال: " كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفح...
عن المسور بن مخرمة، أنه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بني، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن المسور بن مخرمة، قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية فقال لي أبي، مخرمة انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا، قال: فقام أبي على الباب فت...
عن ابن شهاب، أخبرني عامر بن سعد، عن أبيه سعد أنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا وأنا جالس فيهم، قال: فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ر...
عن ابن شهاب، أخبرني أنس بن مالك، أن أناسا من الأنصار قالوا: يوم حنين، حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسل...