2455- عن أبي سلمة، وعطاء بن يسار، أنهما أتيا أبا سعيد الخدري، فسألاه عن الحرورية، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها قال: لا أدري من الحرورية، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " يخرج في هذه الأمة - ولم يقل: منها - قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، فيقرءون القرآن، لا يجاوز حلوقهم - أو حناجرهم - يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه إلى نصله إلى رصافه، فيتمارى في الفوقة، هل علق بها من الدم شيء "
(يخرج في هذه الأمة، ولم يقل منها) قال المازري: هذا من أدل الدلائل على سعة علم الصحابة رضي الله عنهم ودقيق نظرهم وتحريرهم الألفاظ وفرقهم بين مدلولاتها الخفية.
لأن لفظة من تقتضي كونهم من الأمة، لا كفارا.
بخلاف في.
(إلى رصافه) الرصاف مدخل النصل من السهم.
والنصل هو حديدة السهم.
(فيتمارى) التماري، هنا، تفاعل من المرية وهي الشك، لا من المراء وهو الجدال.
أي فيشك.
(في الفوقة) الفوق والفوقة هو الحز الذي يجعل فيه الوتر.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( فَسَأَلَاهُ عَنْ الْحَرُورِيَّة ) هُمْ الْخَوَارِج سُمُّوا ( حَرُورِيَّة ) ; لِأَنَّهُمْ نَزَلُوا حَرُورَاءَ وَتَعَاقَدُوا عِنْدهَا عَلَى قِتَال أَهْل الْعَدْل ( وَحَرُورَاء ) بِفَتْحِ الْحَاء وَبِالْمَدِّ قَرْيَة بِالْعِرَاقِ قَرِيبَة مِنْ الْكُوفَة , وَسُمُّوا : خَوَارِج ; لِخُرُوجِهِمْ عَلَى الْجَمَاعَة , وَقِيلَ : لِخُرُوجِهِمْ عَنْ طَرِيق الْجَمَاعَة , وَقِيلَ : لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَخْرُج مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا ).
قَوْله : ( سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : يَخْرُج فِي هَذِهِ الْأُمَّة وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا ) قَالَ الْمَازِرِيّ : هَذَا مِنْ أَدَلِّ الدَّلَائِلِ عَلَى سَعَة عِلْم الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَدَقِيق نَظَرِهِمْ , وَتَحْرِيرِهِمْ الْأَلْفَاظَ وَفَرْقهمْ بَيْن مَدْلُولَاتهَا الْخَفِيَّة ; لِأَنَّ لَفْظَة ( مِنْ ) تَقْتَضِي كَوْنَهُمْ مِنْ الْأُمَّة لَا كُفَّارًا بِخِلَافِ ( فِي ) , وَمَعَ هَذَا فَقَدْ جَاءَ بَعْد هَذَا مِنْ رِوَايَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ( يَخْرُج مِنْ أُمَّتِي قَوْم ) , وَفِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ : ( إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي ) أَوْ ( سَيَكُونُ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي ) وَقَدْ سَبَقَ الْخِلَاف فِي تَكْفِيرهمْ , وَأَنَّ الصَّحِيح عَدَم تَكْفِيرهمْ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَيَنْظُر الرَّامِي إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَة ) , وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( يَنْظُر إِلَى نَضِيِّهِ ) وَفِيهَا ( ثُمَّ يَنْظُر إِلَى قُذَذِهِ ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى : ( فَيَنْظُر فِي النَّضِيّ فَلَا يَرَى بَصِيرَة وَيَنْظُر فِي الْفُوق فَلَا يَرَى بَصِيرَة ) أَمَّا ( الرِّصَاف ) فَبِكَسْرِ الرَّاء وَبِالصَّادِ الْمُهْمَلَة وَهُوَ مَدْخَل النَّصْل مِنْ السَّهْم , وَ ( النَّصْل ) هُوَ حَدِيدَة السَّهْم , وَ ( الْقَدْح ) عُودُهُ وَ ( الْقُذَذ ) بِضَمِّ الْقَاف وَبِذَالَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ وَهُوَ رِيش السَّهْم , وَ ( الْفُوق ) بِضَمِّ الْفَاء هُوَ الْحَزّ الَّذِي يُجْعَل فِيهِ الْوِتْر , وَ ( نَضِيّ ) بِفَتْحِ النُّون وَكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْيَاء وَهُوَ الْقَدَح , وَكَذَا جَاءَ فِي كِتَاب مُسْلِم مُفَسَّرًا , وَكَذَا قَالَهُ الْأَصْمَعِيّ , وَأَمَّا ( الْبَصِير ) فَبِفَتْحِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَكَسْر الصَّاد الْمُهْمَلَة , وَهِيَ الشَّيْء مِنْ الدَّم أَيْ لَا يَرَى شَيْئًا مِنْ الدَّم يُسْتَدَلّ بِهِ عَلَى إِصَابَة الرَّمْيَةِ.
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَسَأَلَاهُ عَنْ الْحَرُورِيَّةِ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهَا قَالَ لَا أَدْرِي مَنْ الْحَرُورِيَّةُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَمْ يَقُلْ مِنْهَا قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ فَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ أَوْ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ فَيَنْظُرُ الرَّامِي إِلَى سَهْمِهِ إِلَى نَصْلِهِ إِلَى رِصَافِهِ فَيَتَمَارَى فِي الْفُوقَةِ هَلْ عَلِقَ بِهَا مِنْ الدَّمِ شَيْءٌ
عن أبي سعيد الخدري، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله، اعدل، قال...
عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحالق قال: «هم شر الخلق - أو من أشر الخلق - يقتلهم...
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق»
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون في أمتي فرقتان، فتخرج من بينهما مارقة، يلي قتلهم أولاهم بالحق»
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تمرق مارقة في فرقة من الناس، فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق»
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر فيه «قوما يخرجون على فرقة مختلفة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق»
عن سويد بن غفلة، قال: قال علي: «إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل، وإذا حدثتكم فيما بيني...
عن علي، قال: ذكر الخوارج فقال: «فيهم رجل مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدون اليد»، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم، على لسان محمد صل...
حدثنا سلمة بن كهيل، حدثني زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي رضي الله عنه، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي رضي الله عنه: أيها ال...