حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

تلبية رسول الله ﷺ - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الحج باب التلبية وصفتها ووقتها (حديث رقم: 2811 )


2811- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لبيك اللهم، لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» قال: وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يزيد فيها: " لبيك لبيك، وسعديك، والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل

أخرجه مسلم


(تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال القاضي: قال المازري: التلبية، مثناة، للتكثير والمبالغة.
ومعناه إجابة بعد إجابة.
ولزوم لطاعتك.
فتثنى للتوكيد، لا تثنية حقيقية.
وقال يونس بن حبيب البصري: لبيك اسم مفرد، لا مثنى.
وألفه إنما انقلبت ياء لاتصالها بالضمير كلدي وعلي.
ومذهب سيبويه أنه مثنى، بدليل قلبها ياء مع المظهر.
وأكثر الناس على ما قال سيبويه.
قال ابن الأنباري: ثنوا لبيك كما ثنوا حنانيك.
أي تحننا بعد تحنن.
وأصل لبيك لببتك.
فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات.
فأبدلوا من الثالثة ياء.
كما قالوا، من الظن، تظنيت.
واختلفوا في معنى لبيك واشتقاقها.
فقيل معناها: اتجاهي وقصدي إليك.
مأخوذ من قولهم: داري تلب دارك، أي تواجهها.
وقيل: معناها محبتي لك.
مأخوذ من قولهم: امرأة لبة إذا كانت محبة لولدها عاطفة عليه.
وقيل: معناها إخلاص لك.
مأخوذ من قولهم: حب لباب.
إذا كان خالصا محضا.
ومن ذلك لب الطعام ولبابه.
وقيل: معناها أنا مقيم على طاعتك وإجابتك.
مأخوذ من قولهم: لب الرجل بالمكان وألب، إذا أقام فيه ولزمه.
(لبيك إن الحمد والنعمة لك) يروى بكسر الهمزة من إن وفتحها.
وجهان مشهوران لأهل الحديث وأهل اللغة.
قال الجمهور: الكسر أجود.
قال الخطابي: الفتح رواية العامة.
وقال ثعلب: الاختيار الكسر.
وهو الأجود في المعنى من الفتح.
لأن من كسر جعل معناه أن الحمد والنعمة لك على كل حال.
ومن فتح قال: معناه لبيك لهذا السبب.
(وسعديك) قال القاضي: إعرابها وتثنيتها كما سبق في لبيك.
ومعناه مساعدة لطاعتك بعد مساعدة.
(والخير بيديك) أي الخير كله بيد الله تعالى ومن فضله.
(والرغباء إليك والعمل) قال القاضي: قال المازري: يروى بفتح الراء والمد، وبضم الراء مع القصر.
ونظيرة العليا والعلياء، والنعمى والنعماء.
ومعناه هنا الطلب والمسئلة إلى من بيده الخير، وهو المقصود بالعمل المستحق للعبادة.

شرح حديث (تلبية رسول الله ﷺ)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْد وَالنِّعْمَة ) ‏ ‏يُرْوَى بِكَسْرِ الْهَمْزَة مِنْ ( إِنَّ ) وَفَتْحهَا , وَجْهَانِ مَشْهُورَانِ لِأَهْلِ الْحَدِيث وَأَهْل اللُّغَة , قَالَ الْجُمْهُور : الْكَسْر أَجْوَد , قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْفَتْح رِوَايَة الْعَامَّة , وَقَالَ ثَعْلَب : الِاخْتِيَار الْكَسْر وَهُوَ الْأَجْوَد فِي الْمَعْنَى مِنْ الْفَتْح ; لِأَنَّ مَنْ كَسَرَ جَعَلَ مَعْنَاهُ : إِنَّ الْحَمْد وَالنِّعْمَة لَك عَلَى كُلّ حَال , وَمَنْ فَتَحَ قَالَ : مَعْنَاهُ لَبَّيْكَ ; لِهَذَا السَّبَب.
‏ ‏قَوْله : ( وَالنِّعْمَة لَك ) الْمَشْهُور فِيهِ نَصْب النِّعْمَة , قَالَ الْقَاضِي : وَيَجُوز رَفْعهَا عَلَى الِابْتِدَاء , وَيَكُون الْخَبَر مَحْذُوفًا , قَالَ اِبْن الْأَنْبَارِيّ : وَإِنْ شِئْت جَعَلْت خَبَر ( إِنَّ ) مَحْذُوفًا تَقْدِيره : إِنَّ الْحَمْد لَك وَالنِّعْمَة مُسْتَقِرَّة لَك.
‏ ‏وَقَوْله : ( وَسَعْدَيْكَ ) ‏ ‏قَالَ الْقَاضِي : إِعْرَابهَا وَتَثْنِيَتهَا كَمَا سَبَقَ فِي لَبَّيْكَ , وَمَعْنَاهُ : مُسَاعَدَة لِطَاعَتِك بَعْد مُسَاعَدَة.
‏ ‏قَوْله : ( وَالْخَيْر بِيَدَيْك ) ‏ ‏أَيْ : الْخَيْر كُلّه بِيَدِ اللَّه تَعَالَى وَمِنْ فَضْله.
‏ ‏قَوْله : ( وَالرَّغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل ) ‏ ‏قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الْمَازِرِيُّ : يُرْوَى بِفَتْحِ الرَّاء وَالْمَدّ , وَبِضَمِّ الرَّاء مَعَ الْقَصْر , وَنَظِيره الْعُلَا وَالْعَلْيَاء , وَالنُّعْمَى وَالنَّعْمَاء , قَالَ الْقَاضِي : حَكَى أَبُو عَلِيّ فِيهِ أَيْضًا الْفَتْح مَعَ الْقَصْر , ( الرَّغْبَى ) مِثْل ( سَكْرَى ) وَمَعْنَاهُ هُنَا : الطَّلَب وَالْمَسْأَلَة إِلَى مَنْ بِيَدِهِ الْخَيْر , وَهُوَ الْمَقْصُود بِالْعَمَلِ الْمُسْتَحِقّ لِلْعِبَادَةِ.


حديث لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ‏ ‏قَالَ قَرَأْتُ عَلَى ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏أَنَّ تَلْبِيَةَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ قَالَ ‏ ‏وَكَانَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏يَزِيدُ فِيهَا ‏ ‏لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ لَبَّيْكَ ‏ ‏وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

كان النبي ﷺ إذا استوت به راحلته قائمة عند مسجد ذي...

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان، إذا استوت به راحلته قائمة عند مسجد ذي الحليفة، أهل فقال: «لبيك اللهم، لبيك...

كان النبي ﷺ يهل ملبدا

عن ابن شهاب، قال: فإن سالم بن عبد الله بن عمر، أخبرني عن أبيه رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا، يقول: «لبيك اللهم، لبيك،...

كان المشركون يقولون لبيك لا شريك لك

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، قال: فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلكم، قد قد» فيقولون: إلا شريكا هو ل...

ما أهل رسول الله ﷺ إلا من عند المسجد يعني ذا الحلي...

عن سالم بن عبد الله، أنه سمع أباه رضي الله عنه، يقول: بيداؤكم هذه التي تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها «ما أهل رسول الله صلى الله عليه وس...

ما أهل رسول الله ﷺ إلا من عند الشجرة حين قام به بع...

عن سالم، قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما، إذا قيل له: الإحرام من البيداء، قال: البيداء التي تكذبون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، «ما أهل رسول...

الإهلال فإني لم أر رسول الله ﷺ يهل حتى تنبعث به را...

عن عبيد بن جريج، أنه قال: لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يا أبا عبد الرحمن، رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها، قال: ما هن؟ يا ابن جريج، ق...

كان رسول الله ﷺ إذا وضع رجله في الغرز

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع رجله في الغرز، وانبعثت به راحلته قائمة، أهل من ذي الحليفة»

أن النبي ﷺ أهل حين استوت به ناقته قائمة

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يخبر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل حين استوت به ناقته قائمة»

رأيت رسول الله ﷺ ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل حي...

عن ابن شهاب، أن سالم بن عبد الله، أخبره أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب راحلته بذي الحليفة ثم يهل، حين...