حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الحج باب في المدينة حين يتركها أهلها (حديث رقم: 3366 )


3366- عن سعيد بن المسيب، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي» يعني السباع والطير، قال مسلم: «أبو صفوان هذا هو عبد الله بن عبد الملك، يتيم ابن جريج، عشر سنين كان في حجره»

أخرجه مسلم


(للعوافي) قد فسرها في الحديث بالسباع والطير.
وهو صحيح في اللغة مأخوذة من عفوته، إذا أتيته تطلب معروفه.
وأما معنى الحديث فالظاهر المختار أن هذا الترك للمدينة يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة.
وتوضحه قصة الراعيين من مزينة فإنهما يخران على وجوههما حين تدركهما الساعة.
وهما آخر من يحشر، كما ثبت في صحيح البخاري.

شرح حديث (ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَدِينَةِ : ( لَيَتْرُكَنَّهَا أَهْلهَا عَلَى خَيْر مَا كَانَتْ مُذَلَّلَة لِلْعَوَافِي ) ‏ ‏يَعْنِي السِّبَاع وَالطَّيْر , وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة ( يَتْرُكُونَ الْمَدِينَة عَلَى خَيْر مَا كَانَتْ لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي ) يُرِيد عَوَافِي السِّبَاع وَالطَّيْر , ثُمَّ يَخْرُج رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَة يُرِيدَانِ الْمَدِينَة يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا فَيَجِدَانِهَا وَحْشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّة الْوَدَاع خَرَّا عَلَى وُجُوههمَا ).
‏ ‏أَمَّا ( الْعَوَافِي ) : فَقَدْ فَسَّرَهَا فِي الْحَدِيث بِالسِّبَاعِ وَالطَّيْر , وَهُوَ صَحِيح فِي اللُّغَة , مَأْخُوذ مِنْ عَفَوْته إِذَا أَتَيْته تَطْلُب مَعْرُوفه.
‏ ‏وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيث فَالظَّاهِر الْمُخْتَار : أَنَّ هَذَا التَّرْك لِلْمَدِينَةِ يَكُون فِي آخِر الزَّمَان , عِنْد قِيَام السَّاعَة , وَتُوَضِّحهُ قِصَّة الرَّاعِيَيْنِ مِنْ مُزَيْنَة فَإِنَّهُمَا يَخِرَّانِ عَلَى وُجُوههمَا حِين تُدْرِكهُمَا السَّاعَة , وَهُمَا آخِر مَنْ يُحْشَر كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ , فَهَذَا هُوَ الظَّاهِر الْمُخْتَار , وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : هَذَا مَا جَرَى فِي الْعَصْر الْأَوَّل وَانْقَضَى , قَالَ : وَهَذَا مِنْ مُعْجِزَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَدْ تُرِكَتْ الْمَدِينَة عَلَى أَحْسَن مَا كَانَتْ حِين اِنْتَقَلَتْ الْخِلَافَة عَنْهَا إِلَى الشَّام وَالْعِرَاق , وَذَلِكَ الْوَقْت أَحْسَن مَا كَانَتْ الدِّين وَالدُّنْيَا , أَمَّا الدِّين فَلِكَثْرَةِ الْعُلَمَاء وَكَمَالهمْ , وَأَمَّا الدُّنْيَا فَلِعِمَارَتِهَا وَغَرْسهَا وَاتِّسَاع حَال أَهْلهَا , قَالَ : وَذَكَرَ الْأَخْبَارِيُّونَ فِي بَعْض الْفِتَن الَّتِي جَرَتْ بِالْمَدِينَةِ , وَخَافَ أَهْلهَا أَنَّهُ رَحَلَ عَنْهَا أَكْثَر النَّاس وَبَقِيَتْ ثِمَارهَا أَوْ أَكْثَرهَا لِلْعَوَافِي , وَخَلَتْ مُدَّة ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاس إِلَيْهَا قَالَ : وَحَالهَا الْيَوْم قَرِيب مِنْ هَذَا , وَقَدْ خَرِبَتْ أَطْرَافهَا , هَذَا كَلَام الْقَاضِي.
وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث للمدينة ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي يعني السباع والطير قال مسلم أبو

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو صَفْوَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ‏ ‏وَاللَّفْظُ لَهُ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏يُونُسُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ‏ ‏أَنَّهُ سَمِعَ ‏ ‏أَبَا هُرَيْرَةَ ‏ ‏يَقُولُا ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لِلْمَدِينَةِ ‏ ‏لَيَتْرُكَنَّهَا أَهْلُهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً ‏ ‏لِلْعَوَافِي ‏ ‏يَعْنِي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مُسْلِم ‏ ‏أَبُو صَفْوَانَ ‏ ‏هَذَا هُوَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ‏ ‏يَتِيمُ ‏ ‏ابْنِ جُرَيْجٍ ‏ ‏عَشْرَ سِنِينَ كَانَ فِي ‏ ‏حَجْرِهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العو...

عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يتركون المدينة على خير ما كانت، لا يغشاها إلا العوافي - يريد عوافي السب...

ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة

عن عبد الله بن زيد المازني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة»

حديث عبد الله بن زيد الإنصاري ما بين منبري وبيتي...

عن عبد الله بن زيد الأنصاري، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة»

ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي»

إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي ومن شاء فليمكث

عن أبي حميد، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وساق الحديث وفيه، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فقال رسول الله صلى الله عليه و...

إن أحدا جبل يحبنا ونحبه

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدا جبل يحبنا ونحبه»

قال رسول الله ﷺ إن أحدا جبل يحبنا ونحبه

عن أنس، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فقال: «إن أحدا جبل يحبنا ونحبه»

صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا ا...

عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام»

فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد، إلا المسجد الحرام»