حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الطلاق باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهن، وقوله تعالى: {وإن تظاهرا عليه} (حديث رقم: 3695 )


3695- عن عائشة، قالت: لما مضى تسع وعشرون ليلة دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدأ بي، فقلت: يا رسول الله، إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا، وإنك دخلت من تسع وعشرين أعدهن، فقال: «إن الشهر تسع وعشرون»، ثم قال: «يا عائشة، إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك»، ثم قرأ علي الآية {يا أيها النبي قل لأزواجك} [الأحزاب: 28] حتى بلغ {أجرا عظيما} [النساء: 40]، قالت عائشة: قد علم والله أن أبوي لم يكونا ليأمراني بفراقه، قالت: فقلت: أوفي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، قال معمر، فأخبرني أيوب، أن عائشة، قالت: لا تخبر نساءك أني اخترتك، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله أرسلني مبلغا، ولم يرسلني متعنتا»، قال قتادة: «صغت قلوبكما، مالت قلوبكما»

أخرجه مسلم

شرح حديث (إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّهْر تِسْع وَعِشْرُونَ ) ‏ ‏أَيْ هَذَا الشَّهْر.
‏ ‏وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث جَوَاز اِحْتِجَاب الْإِمَام وَالْقَاضِي وَنَحْوهمَا فِي بَعْض الْأَوْقَات لِحَاجَاتِهِمْ الْمُهِمَّة , ‏ ‏وَفِيهَا أَنَّ الْحَاجِب إِذَا عَلِمَ مَنْع الْآذَان بِسُكُوتِ الْمَحْجُوب لَمْ يَأْذَن وَالْغَالِب مِنْ عَادَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَتَّخِذ حَاجِبًا وَاِتَّخَذَهُ حَاجِبًا وَاِتَّخَذَهُ فِي هَذَا الْيَوْم لِلْحَاجَةِ , ‏ ‏وَفِيهِ وُجُوب الِاسْتِئْذَان عَلَى الْإِنْسَان فِي مَنْزِله وَإِنْ عَلِمَ أَنَّهُ وَحْده لِأَنَّهُ قَدْ يَكُون عَلَى حَالَة يُكْرَه الْإِطْلَاع عَلَيْهِ فِيهَا , ‏ ‏وَفِيهِ تَكْرَار الِاسْتِئْذَان إِذَا لَمْ يُؤَذِّن , ‏ ‏وَفِيهِ أَنَّهُ لَا فَرْق بَيْن الرَّجُل الْجَلِيل وَغَيْره فِي أَنَّهُ يَحْتَاج إِلَى الِاسْتِئْذَان , ‏ ‏وَفِيهِ تَأْدِيب الرَّجُل وَلَده صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا أَوْ بِنْتًا مُزَوَّجَة لِأَنَّ أَبَا بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا أَدَّبَا اِبْنَتَيْهِمَا وَوَجَأَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا بِنْته , ‏ ‏وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ التَّقَلُّل مِنْ الدُّنْيَا وَالزَّهَادَة فِيهَا , ‏ ‏وَفِيهِ جَوَاز سُكْنَى الْغُرْفَة ذَات الدَّرَج وَاِتِّخَاذ الْخِزَانَة لِأَثَاثِ الْبَيْت , ‏ ‏وَفِيهِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ حِرْصهمْ عَلَى طَلَب الْعِلْم وَتَنَاوُبهمْ فِيهِ , ‏ ‏وَفِيهِ جَوَاز قَبُول خَبَر الْوَاحِد لِأَنَّ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كَانَ يَأْخُذ عَنْ صَاحِبه الْأَنْصَارِيّ وَيَأْخُذ الْأَنْصَارِيّ عَنْهُ , ‏ ‏وَفِيهِ أَخْذ الْعِلْم عَمَّنْ كَانَ عِنْده وَإِنْ كَانَ الْآخِذ أَفْضَل مِنْ الْمَأْخُوذ مِنْهُ كَمَا أَخَذَ عُمَر عَنْ هَذَا الْأَنْصَارِيّ , ‏ ‏وَفِيهِ أَنَّ الْإِنْسَان إِذَا رَأَى صَاحِبه مَهْمُومًا وَأَرَادَ إِزَالَة هَمَّهُ وَمُؤَانَسَته بِمَا يَشْرَح صَدْره وَيَكْشِف هَمَّهُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَسْتَأْذِنهُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : أَسْتَأْنِس يَا رَسُول اللَّه.
وَلِأَنَّهُ قَدْ يَأْتِي مِنْ الْكَلَام بِمَا لَا يُوَافِق صَاحِبه فَيَزِيدهُ هَمًّا وَرُبَّمَا أَخْرَجَهُ وَرُبَّمَا تَكَلَّمَ بِمَا لَا يَرْتَضِيه وَهَذَا مِنْ الْآدَاب الْمُهِمَّة , ‏ ‏وَفِيهِ تَوْقِير الْكِبَار وَخِدْمَتهمْ وَهَيْبَتهمْ كَمَا فَعَلَ اِبْن عَبَّاس مَعَ عُمَر.
‏ ‏وَفِيهِ الْخِطَاب بِالْأَلْفَاظِ الْجَمِيلَة كَقَوْلِهِ : ( أَنْ كَانَتْ جَارَتك ) وَلَمْ يَقُلْ ( ضَرَّتك ) وَالْعَرَب تَسْتَعْمِل هَذَا لِمَا فِي لَفْظ الضَّرَّة مِنْ الْكَرَاهَة , ‏ ‏وَفِيهِ جَوَاز قَرْع بَاب غَيْره لِلِاسْتِئْذَانِ وَشِدَّة الْفَزَع لِلْأُمُورِ الْمُهِمَّة , ‏ ‏وَفِيهِ جَوَاز نَظَر الْإِنْسَان إِلَى نَوَاحِي بَيْت صَاحِبه وَمَا فِيهِ إِذَا عَلِمَ عَدَم كَرَاهَة صَاحِبه لِذَلِكَ ; وَقَدْ كَرِهَ السَّلَف فُضُول النَّظَر وَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَا إِذَا عَلِمَ كَرَاهَته لِذَلِكَ وَشَكَّ فِيهَا , ‏ ‏وَفِيهِ أَنَّ لِلزَّوْجِ هِجْرَان زَوْجَته وَاعْتِزَاله فِي بَيْت آخَر إِذَا جَرَى مِنْهَا سَبَب يَقْتَضِيه , ‏ ‏وَفِيهِ جَوَاز قَوْله لِغَيْرِهِ : ( رَغِمَ أَنْفه ) إِذَا أَسَاءَ كَقَوْلِ عُمَر : ( رَغِمَ أَنْف حَفْصَة ) وَبِهِ قَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَآخَرُونَ وَكَرِهَهُ مَالِك , ‏ ‏وَفِيهِ فَضِيلَة عَائِشَة لِلِابْتِدَاءِ بِهَا فِي التَّخْيِير وَفِي الدُّخُول بَعْد اِنْقِضَاء الشَّهْر , وَفِيهِ غَيْر ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث إن الشهر تسع وعشرون ثم قال يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏قَالَ ‏ ‏الزُّهْرِيُّ ‏ ‏فَأَخْبَرَنِي ‏ ‏عُرْوَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏لَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بَدَأَ بِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا وَإِنَّكَ دَخَلْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ فَقَالَ ‏ ‏إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ثُمَّ قَالَ يَا ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى ‏ ‏تَسْتَأْمِرِي ‏ ‏أَبَوَيْكِ ثُمَّ قَرَأَ عَلَيَّ الْآيَةَ ‏ { ‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ ‏ ‏أَجْرًا عَظِيمًا ‏} ‏قَالَتْ ‏ ‏عَائِشَةُ ‏ ‏قَدْ عَلِمَ وَاللَّهِ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا لِيَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ قَالَتْ فَقُلْتُ ‏ ‏أَوَ فِي هَذَا ‏ ‏أَسْتَأْمِرُ ‏ ‏أَبَوَيَّ فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَعْمَرٌ ‏ ‏فَأَخْبَرَنِي ‏ ‏أَيُّوبُ ‏ ‏أَنَّ ‏ ‏عَائِشَةَ ‏ ‏قَالَتْ ‏ ‏لَا تُخْبِرْ نِسَاءَكَ أَنِّي اخْتَرْتُكَ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي مُبَلِّغًا وَلَمْ يُرْسِلْنِي ‏ ‏مُتَعَنِّتًا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَتَادَةُ ‏ { ‏صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ‏} ‏مَالَتْ قُلُوبُكُمَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

حديث المطلقة ثلاثا لا نفقة لها

عن فاطمة بنت قيس، أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة، وهو غائب، فأرسل إليها وكيله بشعير، فسخطته، فقال: والله ما لك علينا من شيء، فجاءت رسول الله صلى الله...

قال رسول الله ﷺ لا نفقة لك ولا سكنى

عن فاطمة بنت قيس، أنه طلقها زوجها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أنفق عليها نفقة دون، فلما رأت ذلك، قالت: والله لأعلمن رسول الله صلى الله عليه...

لا نفقة لك فانتقلي فاذهبي إلى ابن أم مكتوم فكوني ع...

عن أبي سلمة، أنه قال: سألت فاطمة بنت قيس، فأخبرتني أن زوجها المخزومي طلقها، فأبى أن ينفق عليها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال...

ليست لها نفقة وعليها العدة

عن أبو سلمة، أن فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس، أخبرته، أن أبا حفص بن المغيرة المخزومي، طلقها ثلاثا، ثم انطلق إلى اليمن، فقال لها أهله: ليس لك علين...

حديث في المطلقة ثلاثا لا نفقة لها

عن ابن شهاب، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أخبره، أن فاطمة بنت قيس، أخبرته أنها كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة، فطلقها آخر ثلاث تطليقات، فزعم...

سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها

عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة، خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن، فأرسل إلى امرأته فاطمة بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من...

لم يجعل لي سكنى ولا نفقة

عن الشعبي.<br> قال: دخلت على فاطمة بنت قيس.<br> فسألتها عن قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها.<br> فقالت: طلقها زوجها البتة.<br> فقالت: فخاصمته إ...

أذن لي النبي ﷺ أن أعتد في أهلي

حدثنا الشعبي، قال: دخلنا على فاطمة بنت قيس، فأتحفتنا برطب ابن طاب، وسقتنا سويق سلت، فسألتها عن المطلقة ثلاثا، أين تعتد؟ قالت: «طلقني بعلي ثلاثا، فأذن...

في المطلقة ثلاثا قال ليس لها سكنى ولا نفقة

عن فاطمة بنت قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المطلقة ثلاثا، قال: «ليس لها سكنى، ولا نفقة»