حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

استجباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الإمارة باب استجباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة (حديث رقم: 4807 )


4807- عن جابر، قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة، وقال: «بايعناه على أن لا نفر، ولم نبايعه على الموت»

أخرجه مسلم


(ألفا وأربعمائة) وفي رواية: ألفا وخمسمائة، وفي رواية ألفا وثلاثمائة.
وقد ذكر البخاري ومسلم هذه الروايات الثلاث في صحيحهما.
وأكثر روايتهما.
ألف وأربعمائة.
(سمرة) واحدة السمر، كرجل، شجر الطلح.
(بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت) وفي رواية سلمة: أنهم بايعوه يومئذ على الموت وهو معنى رواية عبد الله بن زيد بن عاصم.
وفي رواية مجاشع بن مسعود: البيعة على الهجرة، والبيعة على الإسلام والجهاد.
وفي حديث ابن عمر وعبادة: بايعنا على السمع والطاعة وأن لا ننازع الأمر أهله.
وفي رواية ابن عمر، في غير صحيح مسلم: البيعة على الصبر.
قال العلماء: هذه الرواية تجمع المعاني كلها وتبين مقصود كل الروايات.
فالبيعة على أن لا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل.
وهو معنى البيعة على الموت.
أي نصبر وإن آل بنا ذلك إلى الموت.
لا أن الموت مقصود في نفسه وكذا البيعة على الجهاد، أي والصبر فيه، والله أعلم.

شرح حديث ( استجباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( كُنَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَة : ( أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ ) , وَفِي رِوَايَة : ( أَلْفًا وَثَلَاثَمِائَةٍ ) , وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم هَذِهِ الرِّوَايَات الثَّلَاث فِي صَحِيحَيْهِمَا , وَأَكْثَر رِوَايَتهمَا أَلْف وَأَرْبَعُمِائَةٍ , وَكَذَا ذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ أَكْثَر رِوَايَات هَذَا الْحَدِيث أَلْفًا وَأَرْبَعمِائَةِ.
وَيُمْكِن أَنْ يُجْمَع بَيْنَهُمَا بِأَنَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعمِائَةِ وَكَسْرًا , فَمَنْ قَالَ : أَرْبَعمِائَةِ لَمْ يَعْتَبِر الْكَسْر , وَمَنْ قَالَ : خَمْسمِائَةِ اِعْتَبَرَهُ , وَمَنْ قَالَ : أَلْف وَثَلَاثمِائَةِ تَرَكَ بَعْضهمْ لِكَوْنِهِ لَمْ يُتْقِن الْعَدّ , أَوْ لِغَيْرِ ذَلِكَ.
‏ ‏قَوْله فِي رِوَايَة جَابِر وَرِوَايَة مَعْقِل بْن يَسَار : ( بَايَعْنَاهُ يَوْم الْحُدَيْبِيَة عَلَى أَلَّا نَفِرَّ , وَلَمْ نُبَايِعهُ عَلَى الْمَوْت ) وَفِي رِوَايَة سَلَمَة : ( أَنَّهُمْ بَايَعُوهُ يَوْمئِذٍ عَلَى الْمَوْت ) وَهُوَ مَعْنَى رِوَايَة عَبْد اللَّه بْن زَيْد بْن عَاصِم.
وَفِي رِوَايَة مُجَاشِع بْن مَسْعُود ( الْبَيْعَة عَلَى الْهِجْرَة , وَالْبَيْعَة عَلَى الْإِسْلَام وَالْجِهَاد ) وَفِي حَدِيث اِبْن عُمَر وَعُبَادَةَ ( بَايَعْنَا عَلَى السَّمْع وَالطَّاعَة , وَأَلَّا نُنَازِع الْأَمْر أَهْله ) وَفِي رِوَايَة عَنْ اِبْن عُمَر فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم الْبَيْعَة عَلَى الصَّبْر.
قَالَ الْعُلَمَاء : هَذِهِ الرِّوَايَة تَجْمَع الْمَعَانِي كُلّهَا , وَتُبَيِّنُ مَقْصُود كُلّ الرِّوَايَات , فَالْبَيْعَة عَلَى أَلَّا نَفِرّ مَعْنَاهُ : الصَّبْر حَتَّى نَظْفَر بِعَدُوِّنَا أَوْ نُقْتَل , وَهُوَ مَعْنَى الْبَيْعَة عَلَى الْمَوْت , أَيْ : نَصْبِر وَإِنْ آلَ بِنَا ذَلِكَ إِلَى الْمَوْت , لَا أَنَّ الْمَوْت مَقْصُود فِي نَفْسه , وَكَذَا الْبَيْعَة عَلَى الْجِهَاد أَيْ وَالصَّبْر فِيهِ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏وَكَانَ فِي أَوَّل الْإِسْلَام يَجِب عَلَى الْعَشَرَة مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَصْبِرُوا لِمِائَةٍ مِنْ الْكُفَّار وَلَا يَفِرُّوا مِنْهُمْ , وَعَلَى الْمِائَة الصَّبْر لِأَلْفِ كَافِر , ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ , وَصَارَ الْوَاجِب مُصَابَرَة الْمِثْلَيْنِ فَقَطْ.
هَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب اِبْن عَبَّاس وَمَالِك وَالْجُمْهُور أَنَّ الْآيَة مَنْسُوخَة , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَطَائِفَة لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ , وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الْمُعْتَبَر مُجَرَّد الْعَدَد مِنْ غَيْر مُرَاعَاة الْقُوَّة وَالضَّعْف , أَمْ يُرَاعَى ؟ وَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّهُ لَا يُرَاعَى لِظَاهِرِ الْقُرْآن , وَأَمَّا حَدِيث عُبَادَةَ ( بَايَعْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَلَّا تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ شَيْئًا , وَلَا تَسْرِقُوا.
إِلَى آخِره ) فَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّل الْأَمْر فِي لَيْلَة الْعَقَبَة قَبْل الْهِجْرَة مِنْ مَكَّة وَقَبْل فَرْض الْجِهَاد.


حديث بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏جَابِرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كُنَّا يَوْمَ ‏ ‏الْحُدَيْبِيَةِ ‏ ‏أَلْفًا وَأَرْبَعَ مِائَةً ‏ ‏فَبَايَعْنَاهُ ‏ ‏وَعُمَرُ ‏ ‏آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَهِيَ ‏ ‏سَمُرَةٌ ‏ ‏وَقَالَ ‏ ‏بَايَعْنَاهُ ‏ ‏عَلَى أَنْ لَا نَفِرَّ وَلَمْ ‏ ‏نُبَايِعْهُ ‏ ‏عَلَى الْمَوْتِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

لم نبايع رسول الله ﷺ على الموت إنما بايعناه على أن...

عن جابر، قال: «لم نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، إنما بايعناه على أن لا نفر»

سؤال جابر كم كانوا يوم الحديبية

عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، سمع جابرا، يسأل، كم كانوا يوم الحديبية؟ قال: «كنا أربع عشرة مائة، فبايعناه، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة، فبايعن...

صلى بها ولم يبايع عند شجرة إلا الشجرة التي بالحدي...

عن أبو الزبير، أنه سمع جابرا، يسأل، هل بايع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة؟ فقال: «لا، ولكن صلى بها، ولم يبايع عند شجرة، إلا الشجرة التي بالحديب...

كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة فقال لنا النبي صل...

عن جابر، قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: «أنتم اليوم خير أهل الأرض»، وقال جابر: «لو كنت أبصر لأريتكم موضع ال...

لو كنا مائة ألف لكفانا كنا ألفا وخمس مائة

عن سالم بن أبي الجعد، قال: سألت جابر بن عبد الله، عن أصحاب الشجرة، فقال: «لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا ألفا وخمس مائة»

قال جابر لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة

عن جابر، قال: «لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة»

كم كنتم يومئذ قال ألفا وأربع مائة

عن الأعمش، حدثني سالم بن أبي الجعد، قال: قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: «ألفا وأربع مائة»

كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاث مائة وكانت أسلم ثمن ا...

عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: «كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاث مائة، وكانت أسلم ثمن المهاجرين»، عن شعبة، بهذا الإسناد مثله

يبايع الناس وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه ونحن...

عن معقل بن يسار، قال: لقد رأيتني يوم الشجرة، والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، وأنا رافع غصنا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: «لم ن...