5422- عن علي، أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير، فأعطاه عليا، فقال: «شققه خمرا بين الفواطم»، وقال أبو بكر، وأبو كريب: «بين النسوة»
(أكيدر دومة) دومة بضم الدال وفتحها، لغتان مشهورتان.
وهي مدينة لها حصن عادي، وهي في برية، في أرض نخل وزرع يسقون بالنواضح.
وحولها عيون قليلة.
وغالب زرعهم الشعير.
وهي من المدينة على ثلاث عشرة مرحلة، ومن دمشق على نحو عشر مراحل، ومن الكوفة على قدر عشر مراحل أيضا.
أما أكيدر فهو أكيدر بن عبد الملك الكندي.
قال الخطيب البغدادي في كتابه المبهمات: كان نصرانيا ثم أسلم.
قال: وقيل بل مات نصرانيا.
وقال ابن الأثير: إنه لم يسلم.
بلا خلاف.
ومن قال: أسلم، فقد أخطأ خطأ فاحشا.
(الفواطم) قال الهروي والأزهري، والجمهور: إنهن ثلاث.
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفاطمة بنت أسد، وهي أم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( أَنَّ أُكَيْدِرَ دَوْمَة ) هِيَ بِضَمِّ الدَّال وَفَتْحهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ , وَزَعَمَ اِبْن دُرَيْدٍ أَنَّهُ لَا يَجُوز إِلَّا الضَّمّ , وَأَنَّ الْمُحَدِّثِينَ يَفْتَحُونَهَا , وَأَنَّهُمْ غَالِطُونِ فِي ذَلِكَ , وَلَيْسَ كَمَا قَالَ , بَلْ هُمَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : أَهْل الْحَدِيث يَقُولُونَهَا بِالضَّمِّ , وَأَهْل اللُّغَة يَفْتَحُونَهَا.
وَيُقَال لَهَا أَيْضًا ( دَوْمًا ) , وَهِيَ مَدِينَة لَهَا حِصْن عَادِيّ , وَهِيَ فِي بَرِّيَّة فِي أَرْض نَخْل وَزَرْع , يَسْقُونَ بِالنَّوَاضِحِ , وَحَوْلهَا عُيُون قَلِيلَة , وَغَالِب زَرْعهمْ الشَّعِير , وَهِيَ عَنْ الْمَدِينَة عَلَى نَحْو ثَلَاث عَشَرَة مَرْحَلَة , وَعَنْ دِمَشْق عَلَى نَحْو عَشَر مَرَاحِل , وَعَنْ الْكُوفَة عَلَى قَدْر عَشَر مَرَاحِل أَيْضًا.
وَاللَّه أَعْلَم.
وَأَمَّا ( أُكَيْدِرُ ) فَهُوَ بِضَمِّ الْهَمْزَة وَفَتْح الْكَاف , وَهُوَ أُكَيْدِرُ بْن عَبْد الْمَلَك الْكِنْدِيّ.
قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه الْمُبْهَمَات : كَانَ نَصْرَانِيًّا , ثُمَّ أَسْلَمَ.
قَالَ : وَقِيلَ : بَلْ مَاتَ نَصْرَانِيًّا.
وَقَالَ اِبْن مَنْدَهْ , وَأَبُو نُعَيْم الْأَصْبَهَانِيّ فِي كِتَابَيْهِمَا فِي مَعْرِفَة الصَّحَابَة : إِنَّ أُكَيْدِرًا هَذَا أَسْلَمَ , وَأَهْدَى إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّة سِيَرَاء.
قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي كِتَابه مَعْرِفَة الصَّحَابَة.
أَمَّا الْهَدِيَّة وَالْمُصَالَحَة فَصَحِيحَانِ , وَأَمَّا الْإِسْلَام فَغَلَط.
قَالَ : لِأَنَّهُ لَمْ يُسْلِم بِلَا خِلَاف بَيْن أَهْل السِّيَر , وَمَنْ قَالَ أَسْلَمَ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأ فَاحِشًا.
قَالَ : وَكَانَ أُكَيْدِرُ نَصْرَانِيًّا , فَلَمَّا صَالَحَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ إِلَى حِصْنه , وَبَقِيَ فِيهِ , ثُمَّ حَاصَرَهُ خَالِد بْن الْوَلِيد فِي زَمَان أَبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , فَقَتَلَهُ مُشْرِكًا نَصْرَانِيًّا , يَعْنِي لِنَقْضِهِ الْعَهْد قَالَ : وَذَكَرَ الْبَلَاذُرِيّ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَعَادَ إِلَى ( دَوْمَة ) , فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِرْتَدَّ أُكَيْدِرُ , فَلَمَّا سَارَ خَالِد مِنْ الْعِرَاق إِلَى الشَّام قَتَلَهُ , وَعَلَى هَذَا لَا يَنْبَغِي أَيْضًا عَدّه فِي الصَّحَابَة.
هَذَا كَلَام اِبْن الْأَثِير.
قَوْله : ( إِنَّ أُكَيْدِرَ دَوْمَة أَهْدَى إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ ثَوْب حَرِير , فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا , فَقَالَ : شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْن الْفَوَاطِم ) أَمَّا الْخُمُر فَسَبَقَ أَنَّهُ بِضَمِّ الْمِيم جَمْع خِمَار , وَأَمَّا الْفَوَاطِم , فَقَالَ الْهَرَوِيُّ وَالْأَزْهَرِيّ وَالْجُمْهُور : إِنَّهُنَّ ثَلَاث : فَاطِمَة بِنْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَاطِمَة بِنْت أَسَد , وَهِيَ أُمّ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , وَهِيَ أَوَّل هَاشِمِيَّة وَلَدَتْ لِهَاشِمِيِّ , وَفَاطِمَة بِنْت حَمْزَة بْن عَبْد الْمُطَّلَب.
وَذَكَرَ الْحَافِظَانِ عَبْد الْغَنِيّ بْن سَعِيد , وَابْن عَبْد الْبَرّ بِإِسْنَادِهِمَا أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَسَمَهُ بَيْن الْفَوَاطِم الْأَرْبَع , فَذَكَر هَؤُلَاءِ الثَّلَاث.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : يُشْبِه أَنْ تَكُون الرَّابِعَة فَاطِمَة بِنْت شَيْبَة بْن رَبِيعَة اِمْرَأَة عُقَيْل بْن أَبِي طَالِب لِاخْتِصَاصِهَا بِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِالْمُصَاهَرَةِ , وَقَرَّبَهَا إِلَيْهِ بِالْمُنَاسَبَةِ , وَهِيَ مِنْ الْمُبَايِعَات , شَهِدَتْ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا , وَلَهَا قِصَّة مَشْهُورَة فِي الْغَنَائِم تَدُلّ عَلَى وَرَعهَا.
وَاللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْقَاضِي : هَذِهِ الْمَذْكُورَات فَاطِمَة بِنْت أَسَد أُمّ عَلِيّ كَانَتْ مِنْهُنَّ , وَهُوَ مُصَحِّح لِهِجْرَتِهَا كَمَا قَالَهُ غَيْر وَاحِد , خِلَافًا لِمَنْ زَعَمَ أَنَّهَا مَاتَتْ قَبْل الْهِجْرَة.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث جَوَاز قَبُول هَدِيَّة الْكَافِر , وَقَدْ سَبَقَ الْجَمْع بَيْن الْأَحَادِيث الْمُخْتَلِفَة فِي هَذَا وَفِيهِ جَوَاز هَدِيَّة الْحَرِير إِلَى الرِّجَال وَقَبُولهمْ إِيَّاهُ , وَجَوَاز لِبَاس النِّسَاء لَهُ.
و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا فَقَالَ شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ و قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ بَيْنَ النِّسْوَةِ
عن علي بن أبي طالب، قال: «كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فخرجت فيها فرأيت الغضب في وجهه»، قال: «فشققتها بين نسائي»
عن أنس بن مالك، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر بجبة سندس، فقال عمر: بعثت بها إلي وقد قلت فيها ما قلت، قال: «إني لم أبعث بها إليك لتلبس...
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة»
عن أبو أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة»
عن عقبة بن عامر، أنه قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروج حرير فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف، فنزعه نزعا شديدا كالكاره له، ثم قال: «لا ينبغي هذا...
عن قتادة، أن أنس بن مالك، أنبأهم «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام في القمص الحرير في السفر من حكة كانت بهما»...
عن أنس، قال: «رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو رخص - للزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف في لبس الحرير لحكة كانت بهما».<br> حدثنا شعبة بهذا الإ...
حدثنا قتادة، أن أنسا، أخبره، أن عبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القمل، «فرخص لهما في قمص الحرير في غزاة لهم...
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، أن ابن معدان، أخبره، أن جبير بن نفير، أخبره، أن عبد الله بن عمرو بن العاص، أخبره، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم...