573- عن علي، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد، فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل، فتعلق بآخر، ثم تعلق رجل بآخر، حتى صاروا فيها أربعة، فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل بحربة فقتله، وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر، فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي رضي الله عنه على تفيئة ذلك، فقال: تريدون أن تقاتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي؟ إني أقضي بينكم قضاء إن رضيتم فهو القضاء، وإلا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البئر ربع الدية، وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة، فللأول الربع، لأنه هلك من فوقه، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية فأبوا، أن يرضوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة، فقال: " أنا أقضي بينكم " واحتبى، فقال: رجل من القوم: إن عليا قضى فينا، فقصوا عليه القصة، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) 574- أخبرنا سماك، عن حنش، أن عليا، قال: " وللرابع الدية كاملة " (2)
(١) إسناده ضعيف، حنش- وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكناني- قال البخاري: يتكلمون في حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ليس أراهم يحتجون بحديثه، وقال ابن حبان: لا يحتج بحديثه، وقال الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال أبو داود: ثقة ولم يتابع، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام.
وأخرجه البيهقي ٨/١١١ من طريق مصعب بن المقدام، عن إسرائيل، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطيالسي (١١٤) ، وابن أبي شيبة ٩/٤٠٠، والبزار (٧٣٢) ، ووكيع في "أخبار القضاة" ١/٩٥-٩٧ و٩٧، والبيهقي ٨/١١١ من طرق عن سماك، به، قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم له طريقا عن علي إلا عن هذا الطريق.
وسيأتي (٥٧٤) و (١٠٦٣) و (١٣١٠) .
والزبية: حفيرة تحفر وتغطى ليقع فيها الأسد فيصاد هو أو غيره، سميت بذلك، لأنهم كانوا يحفرونها في موضع عال، والزبية في الأصل: الرابية التي لا يعلوها ماء.
وقوله: "على تفيئة ذلك "، أي: على أثره.
قوله: "هلك من فوقه "، ضبط في (ظ ١١) و (س) بفتح الميم والقاف، وضبط في (ب) بكسرهما، قال السندي: أي: هلك بثقل ثلاثة من فوقه مع جرح الأسد، وقد تسبب لثقلهم عليه حيث جرهم وتعلق بهم، إذ الثاني والثالث ما تعلق بآخر إلا بسبب تعلق الأول به، فصار هو السبب لسقوط الثلاثة عليه وثقلهم، فسقط من ديته بقدرما تسبب له، وبالجملة فقد مات باجتماع أربعة أسباب: الثلاثة منها ثقل ثلاثة من فوقه، والرابع: جرح الأسد، وقد تسبب لثلاثة، فسقط من الدية ثلاثة أرباع، وبقي ربع الدية، وهو على من تسبب لوقوعه في البئر الذي أدى إلى جرح الأسد، وهم أهل الزحام، ثم إن تعلقه بهم، وإن كان فعلا له، إلا أنه تسبب عن سقوطه في البئر الذي وجد لأجل الزحام، وقد ترتب على هذا التعلق موته وموتهم، فمن حيث إنه أدى إلى موته يعتبر فعلا له، فيسقط من ديته بقدر ذلك، ومن حيث إنه أدى إلى موتهم يعتبر أنه أثر لزحامهم، فتجب ديتهم على أهل الزحام، وعلى هذا القياس.
قوله: "وللثاني ثلث الدية"، لأنه مات بثلاثة أسباب: ثقل اثنين فوقه، وهو سبب له، وجرح الأسد المترتب على سقوطه، وأهل الزحام سبب لذلك كما قررنا، وهكذا الباقي،وبالجملة فهذا مبني على أن الدية توزع على أسباب الموت، ثم إن تسبب هو لشيء من الأسباب يسقط من الدية بقدره، ثم إن أدى ذلك السبب إلى موته وموت غيره، ففي حقه تسقط الدية بقدره، وفي حق غيره ينظر منشأ هذا السبب، وكل ذلك أمر معقول، سواء أخذ به أحد أم لا، فلا إشكال في الحديث، والله تعالى أعلم.
(٢) إسناده ضعيف كسابقه.
بهز: هو ابن أسد العمي، وحماد: هو ابن سلمة.
وأخرجه الطيالسي (١١٤) ، ومن طريقه البيهقي ٨/١١١ عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وانظر ما قبله.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "عن حنش" : - بفتح مهملة ونون خفيفة - .
قوله: "قد بنوا زبية": - بضم زاي معجمة وسكون موحدة - : حفيرة تحفر للأسد والصيد، ويغطى رأسها بما يسترها ليقع فيها، والمراد ببنائها: حفرها، وتسويتها، ففي رواية أخرى: "حفروا زبية".
"للأسد" : أي: ليقع ويسقط فيها.
"فانتدب له" : أي: قام له أو عارضه.
"بحربة" : - بفتح فسكون - : هي دون الرمح، عريضة النصل.
"على تفية ذلك" : ضبط - بفتح مثناة من فوق وكسر فاء وتشديد ياء تحتية - ; أي: على أثره، ومقتضى كلامهم أن الأصل هو - سكون الياء التحتية، مع همزة بعدها - ، قيل: هي فعلية لامها همزة، وقيل: تفعلة، وفي "النهاية": وقد يشدد.
"حضروا البئر" : من الحضور، وفي رواية: "ازدحموا"، ولعل البئر كان في مكان لا يقع فيه على حافرها شيء، وكان سقوط الأول بزحامهم.
"لأنه هلك من فوقه" : أي: هلك بثقل ثلاثة من فوقه مع جرح الأسد، وقد تسبب لثقلهم عليه; حيث جرهم وتعلق بهم، إذ الثاني والثالث ما تعلق بآخر إلا بسبب تعلق الأول به، فصار هو السبب لسقوط الثلاثة عليه وثقلهم، فسقط من ديته بقدر ما تسبب له، وبالجملة: فقد مات باجتماع أربعة أسباب، الثلاثة منها ثقل ثلاثة من فوقه، والرابع جرح الأسد، وقد تسبب لثلاثة، فسقط من ديتهم بقدر ما تسبب له، وبالجملة: فقد مات باجتماع أربعة أسباب، الثلاثة منها ثقل ثلاثة من فوقه، والرابع جرح الأسد.
وقد تسبب لثلاثة، فسقط من الدية ثلاثة أرباع، وبقي ربع الدية، وهو على من تسبب; لوقوعه في البئر الذي أدى إلى جرح الأسد، وهم أهل الزحام، ثم إن تعلقه بهم وإن كان فعلا له، إلا أنه تسبب عن سقوطه في البئر الذي وجد لأجل الزحام، وقد ترتب على هذا التعلق موته وموتهم، فمن حيث إنه أدى إلى موته، يعتبر فعلا له، فيسقط من ديته بقدر ذلك، ومن حيث إنه أدى إلى موتهم، يعتبر أنه أثر لزحامهم، فيجب ديته على أهل الزحام، وعلى هذا القياس.
قوله: "وللثاني ثلث الدية" : لأنه مات بثلاثة أسباب: ثقل اثنين فوقه، وهو سبب له، وجرح الأسد المترتب على سقوطه، وأهل الزحام سبب لذلك كما قررنا، وهكذا الباقي.
وبالجملة: فهذا مبني على أن الدية توزع على أسباب الموت، ثم إن تسبب هو لشيء من الأسباب، يسقط من الدية بقدره، ثم إن أدى ذلك السبب إلى موته وموت غيره، ففي حقه تسقط الدية بقدره، وفي حق غيره ينظر منشأ هذا السبب، وكل ذلك أمر معقول، سواء أخذ به أحد، أم لا، فلا إشكال في الحديث، والله تعالى أعلم.
وفي "المجمع": حنش وثقه أبو داود، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
وفي "التقريب": صدوق له أوهام.
قلت: فينبغي أن يكون الحديث حسنا على قواعدهم.
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى قَوْمٍ قَدْ بَنَوْا زُبْيَةً لِلْأَسَدِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَتَدَافَعُونَ إِذْ سَقَطَ رَجُلٌ فَتَعَلَّقَ بِآخَرَ ثُمَّ تَعَلَّقَ رَجُلٌ بِآخَرَ حَتَّى صَارُوا فِيهَا أَرْبَعَةً فَجَرَحَهُمْ الْأَسَدُ فَانْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ وَمَاتُوا مِنْ جِرَاحَتِهِمْ كُلُّهُمْ فَقَامُوا أَوْلِيَاءُ الْأَوَّلِ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْآخِرِ فَأَخْرَجُوا السِّلَاحَ لِيَقْتَتِلُوا فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى تَفِيئَةِ ذَلِكَ فَقَالَ تُرِيدُونَ أَنْ تَقَاتَلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ إِنِّي أَقْضِي بَيْنَكُمْ قَضَاءً إِنْ رَضِيتُمْ فَهُوَ الْقَضَاءُ وَإِلَّا حَجَزَ بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ حَتَّى تَأْتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْضِي بَيْنَكُمْ فَمَنْ عَدَا بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا حَقَّ لَهُ اجْمَعُوا مِنْ قَبَائِلِ الَّذِينَ حَفَرُوا الْبِئْرَ رُبُعَ الدِّيَةِ وَثُلُثَ الدِّيَةِ وَنِصْفَ الدِّيَةِ وَالدِّيَةَ كَامِلَةً فَلِلْأَوَّلِ الرُّبُعُ لِأَنَّهُ هَلَكَ مَنْ فَوْقَهُ وَلِلثَّانِي ثُلُثُ الدِّيَةِ وَلِلثَّالِثِ نِصْفُ الدِّيَةِ فَأَبَوْا أَنْ يَرْضَوْا فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ أَنَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ وَاحْتَبَى فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ إِنَّ عَلِيًّا قَضَى فِينَا فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَنْبَأَنَا سِمَاكٌ عَنْ حَنَشٍ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ كَامِلَةً
عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة فقال: " ألا تصلون؟ " فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.<b...
عن علي بن حسين، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال: " من أحبني وأحب هذين، وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم الق...
عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها "
عن عبد الله بن زرير، أنه قال: دخلت على علي بن أبي طالب، - قال حسن: يوم الأضحى - فقرب إلينا خزيرة فقلت: أصلحك الله، لو قربت إلينا من هذا البط - يعني ال...
عن علي، قال: " ما رمدت منذ تفل النبي صلى الله عليه وسلم في عيني "
عن علي، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر في أول الليل، وفي وسطه، وفي آخره، ثم ثبت له الوتر في آخره "
عن حسين،عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تديموا النظر إلى المجذمين، وإذا كلمتموهم، فليكن بينكم وبينهم قيد رمح "
عن علي، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي أسبغ الوضوء وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة، ولا تنز الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم "
عن النزال بن سبرة، قال: أتي علي رضي الله عنه، بكوز من ماء وهو في الرحبة " فأخذ كفا من ماء فمضمض، واستنشق، ومسح وجهه، وذراعيه، ورأسه، ثم شرب وهو قائم،...