5885-
عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: «هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟» قلت: نعم، قال: «هيه» فأنشدته بيتا، فقال: «هيه» ثم أنشدته بيتا، فقال: «هيه» حتى أنشدته مائة بيت .
عن الشريد قال: أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فذكر بمثلهعن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال: استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث إبراهيم بن ميسرة، وزاد قال: إن كاد ليسلم وفي حديث ابن مهدي قال: «فلقد كاد يسلم في شعره»
(شيئا) هكذا وقع في معظم النسخ: شيئا بالنصب.
وفي بعضها: شيء بالرفع.
وعلى رواية النصب يقدر فيه محذوف، أي هل معك من شيء فتنشدني شيئا؟ (هيه) قالوا: الهاء الأولى بدل من الهمزة.
وأصله إيه.
وهي كلمة للاستزادة من الحديث المعهود.
قال ابن السكيت: هي للاستزادة من حديث أو عمل معهودين.
قالوا: وهي مبنية على الكسر.
فإن وصلتها نونتها.
تقول: إيه حدثنا.
أي زدنا من هذا الحديث.
فإن أردت الاستزادة من غير معهود نونت فقلت: إيه.
لأن التنوين للتنكر.
وأما إيها، بالنصب، فمعناه الكف والأمر بالسكوت.
ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن شعر أمية واستزاد من إنشاده لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث.
ففيه جواز إنشاد الشعر الذي لا فحش فيه وسماعه، سواء شعر الجاهلية وغيرهم.
وإن المذموم من الشعر الذي لا فحش فيه إنما هو الإكثار منه، وكونه غالبا على الإنسان.
فأما يسيره فلا بأس بإنشاده وسماعه وحفظه.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله ( عَنْ عَمْرو بْن الشَّرِيد عَنْ أَبِيهِ قَالَ : رَدِفْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ : هَلْ مَعَك مِنْ شَعْر أُمِّيَّة بْن أَبِي الصَّلْت شَيْئًا ؟ قُلْت : نَعَمْ قَالَ : هِيهِ فَأَنْشَدْته بَيْتًا , فَقَالَ : هِيهِ ثُمَّ أَنْشَدْته بَيْتًا فَقَالَ : هِيهِ حَتَّى أَنْشَدْته مِائَة بَيْت قَالَ : إِنْ كَادَ لِيُسْلِم ) وَفِي رِوَايَة ( فَلَقَدْ كَادَ يُسْلِم فِي شِعْره ) أَمَّا ( الشَّرِيد ) فَبِشِينٍ مُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثُمَّ رَاءٍ مُخَفَّفَة مَكْسُورَة , وَهُوَ الشَّرِيد بْن سُوَيْد الثَّقَفِيّ الصَّحَابِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هِيهِ ) بِكَسْرِ الْهَاء وَإِسْكَان الْيَاء وَكَسْر الْهَاء الثَّانِيَة.
قَالُوا : وَالْهَاء الْأُولَى بَدَل مِنْ الْهَمْزَة , وَأَصْله ( إِيه ) , وَهِيَ كَلِمَة لِلِاسْتِزَادَةِ مِنْ الْحَدِيث الْمَعْهُود.
قَالَ اِبْن السِّكِّيت : هِيَ لِلِاسْتِزَادَةِ مِنْ حَدِيث أَوْ عَمَل مَعْهُودَيْنِ : قَالُوا : وَهِيَ مَبْنِيَّة عَلَى الْكَسْر , فَإِنْ وَصَلْتهَا نَوَّنْتهَا فَقُلْت : ( إِيه ) حَدَّثَنَا أَيْ زِدْنَا مِنْ الْحَدِيث , فَإِنْ أَرَدْت الِاسْتِزَادَة مِنْ غَيْر مَعْهُود نَوَّنْت.
فَقُلْت ( إِيه ) , لِأَنَّ التَّنْوِين لِلتَّنْكِيرِ.
وَأَمَّا ( إِيهًا ) بِالنَّصْبِ فَمَعْنَاهُ الْكَفّ وَالْأَمْر بِالسُّكُوتِ.
وَمَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِسْتَحْسَنَ شِعْر أُمِّيَّة , وَاسْتَزَادَ مِنْ إِنْشَاده لِمَا فِيهِ مِنْ الْإِقْرَار بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالْبَعْث , فَفِيهِ جَوَاز إِنْشَاد الشِّعْر الَّذِي لَا فُحْش فِيهِ , وَسَمَاعه , سَوَاء شِعْر الْجَاهِلِيَّة وَغَيْرهمْ , وَأَنَّ الْمَذْمُوم مِنْ الشِّعْر الَّذِي لَا فُحْش فِيهِ إِنَّمَا هُوَ الْإِكْثَار مِنْهُ , وَكَوْنه غَالِبًا عَلَى الْإِنْسَان.
فَأَمَّا يَسِيره فَلَا بَأْس بِإِنْشَادِهِ وَسَمَاعه وَحِفْظه.
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلْ مَعَك مِنْ شِعْر أُمِّيَّة بْن أَبِي الصَّلْت شَيْئًا ) فَهَكَذَا وَقَعَ فِي مُعْظَم النُّسَخ : ( شَيْئًا ) بِالنَّصْبِ , وَفِي بَعْضهَا شَيْء بِالرَّفْعِ , وَعَلَى رِوَايَة النَّصْب يُقَدَّر فِيهِ مَحْذُوف أَيْ هَلْ مَعَك مِنْ شَيْء فَتَنْشُدنِي شَيْئًا ؟.
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ كِلَاهُمَا عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هِيهْ فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ هِيهْ ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ هِيهْ حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ و حَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ أَوْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ الشَّرِيدِ قَالَ أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ح و حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَنْشَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَزَادَ قَالَ إِنْ كَادَ لِيُسْلِمُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ فَلَقَدْ كَادَ يُسْلِمُ فِي شِعْرِهِ
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد:ألا كل شيء ما خلا الله باطل "
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم»
عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أصدق بيت قاله الشاعر:ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكاد ابن أبي الصلت أن يسلم "
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أصدق بيت قالته الشعراء:ألا كل شيء ما خلا الله باطل "
عن أبي هريرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل "ما زاد على ذلك
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا» قال أبو بكر: إلا أن حفصا لم يقل «يريه»
عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه، خير من أن يمتلئ شعرا»
عن أبي سعيد الخدري، قال: بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا الشيطان، أو أ...
عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لعب بالنردشير، فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه»