5971- قال عبد الله بن عمرو بن العاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من الورق، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا»
(وزواياه سواء) قال العلماء: معناه طوله كعرضه.
كما قال في حديث أبي ذر المذكور في الكتاب عرضه مثل طوله.
(وماؤه أبيض من الورق) هكذا هو في جميع النسخ: الورق، بكسر الراء وهو الفضة.
والنحويون يقولون: إن فعل التعجب الذي يقال فيه: هو أفعل من كذا، إنما يكون فيما كان ماضيه على ثلاثة أحرف.
فإن زاد لم يتعجب من فاعله وإنما يتعجب من مصدره.
فلا يقال: ما أبيض زيدا، ولا زيد أبيض من عمرو.
وإنما يقال: ما أشد بياضه، وهو أشد بياضا من كذا.
وقد جاء في الشعر أشياء من هذا الذي أنكروه، فعدوه شاذا لا يقاس عليه.
وهذا الحديث يدل على صحته، وهي لغة، وإن كانت قليلة الاستعمال.
ومنه قول عمر رضي الله عنه: ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
(كنجوم السماء) المختار الصواب إن هذا العدد للآنية على ظاهره.
وأنها أكثر عددا من نجوم السماء.
ولا مانع عقلي ولا شرعي يمنع من ذلك.
بل ورد الشرع به مؤكدا: كما قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده! لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء".
وقال القاضي عياض: هذا إشارة إلى كثرة العدد وغايته الكثيرة، من باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يضع العصا عن عاتقه" وهو باب من المبالغة معروف في الشرع واللغة.
ولا يعد كذبا، إذا كان المخبر عنه في حيز الكثرة والعظم ومبلغ الغاية في بابه، بخلاف ما إذا لم يكن كذلك.
هذا كلام القاضي، والصواب الأول.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حَوْضِي مَسِيرَة شَهْر وَزَوَايَاهُ سَوَاء ) قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ طُولُهُ كَعَرْضِهِ كَمَا قَالَ فِي حَدِيث أَبِي ذَرّ الْمَذْكُور فِي الْكِتَاب ( عَرْضه مِثْل طُوله ).
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَاؤُهُ أَبْيَض مِنْ الْوَرِق ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ ( الْوَرِق ) بِكَسْرِ الرَّاء , وَهُوَ الْفِضَّة.
وَالنَّحْوِيُّونَ يَقُولُونَ : إِنَّ فِعْل التَّعَجُّب الَّذِي يُقَالُ فِيهِ هُوَ أَفْعَل مِنْ كَذَا إِنَّمَا يَكُون فِيمَا كَانَ مَاضِيه عَلَى ثَلَاثَة أَحْرُف , فَإِنْ زَادَ لَمْ يُتَعَجَّبْ مِنْ فَاعِله , وَإِنَّمَا يُتَعَجَّبُ مِنْ مَصْدَره , فَلَا يُقَالُ : مَا أَبْيَض زَيْدًا , وَلَا زَيْد أَبْيَض مِنْ عَمْرو , وَإِنَّمَا يُقَالُ : مَا أَشَدُّ بَيَاضه : وَهُوَ أَشَدّ بَيَاضًا مِنْ كَذَا , وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْر أَشْيَاء مِنْ هَذَا الَّذِي أَنْكَرُوهُ فَعَدُّوهُ شَاذًّا لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ , وَهَذَا الْحَدِيث يَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهِ , وَهِيَ لُغَة , وَإِنْ كَانَتْ قَلِيلَة الِاسْتِعْمَال , وَمِنْهَا قَوْل عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : ( وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَع ).
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاء ) وَفِي رِوَايَة ( فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاء ) وَفِي رِوَايَة ( وَاَلَّذِي نَفْسُ مُحَمَّد بِيَدِهِ لَآنِيَته أَكْثَر مِنْ عَدَد نُجُوم السَّمَاء وَكَوَاكِبهَا ) وَفِي رِوَايَة ( وَأَنَّ فِيهِ مِنْ الْأَبَارِيق كَعَدَدِ نُجُوم السَّمَاء ) وَفِي رِوَايَة : ( آنِيَته عَدَد النُّجُوم ) وَفِي رِوَايَة ( تَرَى فِيهِ أَبَارِيق الذَّهَب وَالْفِضَّة كَعَدَدِ نُجُوم السَّمَاء ) وَفِي رِوَايَة ( كَأَنَّ الْأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُوم ) الْمُخْتَار الصَّوَاب أَنَّ هَذَا الْعَدَد لِلْآنِيَةِ عَلَى ظَاهِره , وَأَنَّهَا أَكْثَر عَدَدًا مِنْ نُجُوم السَّمَاء , وَلَا مَانِع عَقْلِيّ وَلَا شَرْعِيّ يَمْنَع مِنْ ذَلِكَ , بَلْ وَرَدَ الشَّرْع بِهِ مُؤَكَّدًا كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَآنِيَته أَكْثَر مِنْ نُجُوم السَّمَاء ) وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : هَذَا إِشَارَة إِلَى كَثْرَة الْعَدَد وَغَايَته الْكَثْرَة مِنْ بَاب قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا يَضَعُ الْعَصَا عَنْ عَاتِقه ) وَهُوَ بَاب مِنْ الْمُبَالَغَة مَعْرُوف فِي الشَّرْع وَاللُّغَة , وَلَا يُعَدُّ كَذِبًا إِذَا كَانَ الْمُخْبَر عَنْهُ فِي حَيِّزِ الْكَثْرَة وَالْعِظَم وَمَبْلَغ الْغَايَة فِي بَابه , بِخِلَافِ مَا إِذَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ.
قَالَ : وَمِثْله كَلَّمْته أَلْف مَرَّة , وَلَقِيته مِائَة كَرَّة , فَهَذَا جَائِز إِذَا كَانَ كَثِيرًا , وَإِلَّا فَلَا.
هَذَا كَلَام الْقَاضِي , وَالصَّوَاب الْأَوَّل.
و حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ الْوَرِقِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا
قالت: أسماء بنت أبي بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال...
عن عائشة، تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وهو بين ظهراني أصحابه " إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال، فلأقول...
عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: كنت أسمع الناس يذكرون الحوض، ولم أسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان يوما من ذلك،...
عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: «إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، و...
عن عقبة بن عامر، قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات، فقال: «إني فرطكم على الحوض، وإن عرضه كما...
عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا رب أصحابي، أصحابي، فيقال: إنك لا...
عن حارثة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حوضه ما بين صنعاء والمدينة» فقال له المستورد: ألم تسمعه قال: «الأواني»؟ قال: لا، فقال المستورد: «ترى...
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أمامكم حوضا، ما بين ناحيتيه كما بين جرباء وأذرح»
عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح» وفي رواية ابن المثنى «حوضي» حدثنا عبيد الله، بهذا الإسناد مثله وزاد:...