6036- عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وغلام أسود يقال له: أنجشة يحدو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير» حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، بنحوه
(رويدك) منصوب على الصفة لمصدر محذوف.
أي سق سوقا رويدا.
ومعناه الأمر بالرفق بهن.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَنْجَشَة رُوَيْدك سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ ) وَفِي رِوَايَة ( يَا أَنْجَشَة لَا تَكْسِر الْقَوَارِير ) يَعْنِي ضَعَفَة النِّسَاء.
أَمَّا ( أَنْجَشَة ) فَبِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَة وَإِسْكَان النُّون وَبِالْجِيمِ وَبِشِينٍ مُعْجَمَة.
وَأَمَّا ( رُوَيْدَك ) فَمَنْصُوب عَلَى الصِّفَة بِمَصْدَرٍ مَحْذُوف , أَيْ سُقْ سَوْقًا رُوَيْدًا , وَمَعْنَاهُ الْأَمْر بِالرِّفْقِ بِهِنَّ.
وَسَوْقك مَنْصُوبٌ بِإِسْقَاطِ الْجَارّ أَيْ اُرْفُقْ فِي سَوْقك بِالْقَوَارِيرِ.
قَالَ الْعُلَمَاء : سُمِّيَ النِّسَاء قَوَارِير لِضَعْفِ عَزَائِمهنَّ تَشْبِيهًا بِقَارُورَةِ الزُّجَاج لِضَعْفِهَا , وَإِسْرَاع الِانْكِسَار إِلَيْهَا.
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُرَاد بِتَسْمِيَتِهِنَّ قَوَارِير عَلَى قَوْلَيْنِ ذَكَرَهُمَا الْقَاضِي وَغَيْره , أَصَحّهمَا عِنْد الْقَاضِي وَآخَرِينَ , وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ الْهَرَوِيُّ , وَصَاحِب التَّحْرِير , وَآخَرُونَ , أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ أَنْجَشَة كَانَ حَسَن الصَّوْت , وَكَانَ يَحْدُو بِهِنَّ , وَيُنْشِد شَيْئًا مِنْ الْقَرِيض وَالرَّجَز , وَمَا فِيهِ تَشْبِيب , فَلَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَفْتِنَهُنَّ , وَيَقَع فِي قُلُوبهنَّ حِدَاؤُهُ , فَأَمَرَهُ بِالْكَفِّ عَنْ ذَلِكَ.
وَمَنْ أَمْثَالِهِمْ الْمَشْهُورَة ( الْغِنَا رُقْيَة الزِّنَا ).
قَالَ الْقَاضِي : هَذَا أَشْبَه بِمَقْصُودِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِمُقْتَضَى اللَّفْظ.
قَالَ : وَهُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ كَلَام أَبِي قِلَابَةَ الْمَذْكُور فِي هَذَا الْحَدِيث فِي مُسْلِم.
وَالْقَوْل الثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الرِّفْق فِي السَّيْر , لِأَنَّ الْإِبِل إِذَا سَمِعْت الْحُدَاء أَسْرَعَتْ فِي الْمَشْي وَاسْتَلَذَّتْهُ , فَأَزْعَجَتْ الرَّاكِب , وَأَتْبَعَتْهُ , فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ النِّسَاء يَضْعُفْنَ عِنْد شِدَّة الْحَرَكَة , وَيُخَافُ ضَرَرُهُنَّ وَسُقُوطُهُنَّ.
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَحَامِدُ بْنُ عُمَرَ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو كَامِلٍ جَمِيعًا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَغُلَامٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ و حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ وَحَامِدُ بْنُ عُمَرَ وَأَبُو كَامِلٍ قَالُوا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ بِنَحْوِهِ
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتى على أزواجه وسواق يسوق بهن يقال له: أنجشة، فقال: «ويحك يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير» قال: قال أبو قلابة: «تكل...
عن أنس بن مالك، قال: كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «أي أنجشة رويدا سوقك بالقوارير...
عن أنس، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رويدا يا أنجشة، لا تكسر القوارير» - يعني ضعفة ال...
عن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه...
عن أنس، قال: لقد «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل»
عن أنس، أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: «يا أم فلان انظري أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتك» فخلا معها في بعض الط...
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما.<br> فإن كان إثما كان...
عن عائشة، قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، أحدهما أيسر من الآخر، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما، كان أبعد الناس...
عن عائشة، قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاح...