6039- عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتى على أزواجه وسواق يسوق بهن يقال له: أنجشة، فقال: «ويحك يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير» قال: قال أبو قلابة: «تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه»
(ويحك) هكذا وقع في مسلم.
ووقع في غيره ويلك.
قال القاضي: قال سيبويه: ويل كلمة تقال لمن وقع في هلكة.
وويح زجر لمن أشرف على الوقوع في هلكة.
وقال الفراء: ويل وويح وويس بمعنى.
قال القاضي: قال بعض أهل اللغة: لا يراد بهذه الألفاظ حقيقة الدعاء، وإنما يراد بها المدح والتعجيب.
(سوقك) منصوب بإسقاط الجار.
أي ارفق في سوقك بالقوارير.
(بالقوارير) قال العلماء: سمي النساء قوارير لضعف عزائمهن، تشبيها بقارورة الزجاج لضعفها وإسراع الانكسار إليها.
واختلف العلماء في المراد بتسميتهن قوارير على قولين ذكرهما القاضي وغيره.
أصحهما عند القاضي وآخرين، وهو الذي جزم به الهروي وصاحب التحرير وآخرون: أن معناه أن أنجشة كان حسن الصوت.
وكان يحدو بهن وينشد شيئا من القريض والرجز وما فيه تشبيب.
فلم يأمن أن يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه.
فأمره بالكف عن ذلك.
ومن أمثالهم المشهورة (الغناء رقية الزناء).
والقول الثاني: أن المراد به الرفق في السير.
لأن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واستلذته، فأزعجت الراكب وأتعبته.
فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة ويخاف ضررهن وسقوطهن.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَيْحَك يَا أَنْجَشَة رُوَيْدًا سَوْقك بِالْقَوَارِيرِ ) أَمَّا ( وَيْحَك ) فَهَكَذَا وَقَعَ فِي مُسْلِم , وَوَقَعَ فِي غَيْره : ( وَيْلَك ).
قَالَ الْقَاضِي : قَالَ سِيبَوَيْهِ : ( وَيْل ) كَلِمَة تُقَال لِمَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَة , وَ ( وَيْح ) زَجْر لِمَنْ أَشْرَفَ عَلَى الْوُقُوع فِي هَلَكَة.
وَقَالَ الْفَرَّاء : وَيْل وَوَيْح وَوَيْس بِمَعْنًى , وَقِيلَ : وَيْحٌ كَلِمَةٌ لِمَنْ وَقَعَ فِي هَلَكَة لَا يَسْتَحِقُّهَا يَعْنِي فِي عُرْفِنَا فَيَرْثِي لَهُ , وَيَتَرَحَّم عَلَيْهِ , وَوَيْل ضِدّه.
قَالَ الْقَاضِي : قَالَ بَعْض أَهْل اللُّغَة : لَا يُرَادُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظ حَقِيقَة الدُّعَاء , وَإِنَّمَا يُرَادُ بِهَا الْمَدْحُ وَالتَّعَجُّبُ.
وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث جَوَاز الْحُدَاء , وَهُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ مَمْدُود.
وَجَوَاز السَّفَر بِالنِّسَاءِ , وَاسْتِعْمَال الْمَجَاز , وَفِيهِ مُبَاعَدَة النِّسَاء مِنْ الرِّجَال , وَمِنْ سَمَاع كَلَامهمْ , إِلَّا الْوَعْظ وَنَحْوه.
و حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ كِلَاهُمَا عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى أَزْوَاجِهِ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ فَقَالَ وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدًا سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ قَالَ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ
عن أنس بن مالك، قال: كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن يسوق بهن سواق، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: «أي أنجشة رويدا سوقك بالقوارير...
عن أنس، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رويدا يا أنجشة، لا تكسر القوارير» - يعني ضعفة ال...
عن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه...
عن أنس، قال: لقد «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل»
عن أنس، أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال: «يا أم فلان انظري أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتك» فخلا معها في بعض الط...
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنها قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما.<br> فإن كان إثما كان...
عن عائشة، قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، أحدهما أيسر من الآخر، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما، فإن كان إثما، كان أبعد الناس...
عن عائشة، قالت: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاح...
عن جابر بن سمرة، قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا،...