حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الفضائل باب في سدل النبي صلى الله عليه وسلم شعره، وفرقه (حديث رقم: 6062 )


6062- عن ابن عباس، قال: كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته، ثم فرق بعد» وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب بهذا الإسناد نحوه

أخرجه مسلم


(يسدلون) قال أهل اللغة: يقال سدل يسدل.
قال القاضي: سدل الشعر إرساله.
قال: والمراد به هنا، عند العلماء، إرساله على الجبين واتخاذه كالقصة.
يقال: سدل شعره وثوبه إذا أرسله ولم يضم جوانبه.
(يفرقون) الفرق هو فرق الشعر بعضه عن بعض.
قال العلماء: والفرق سنة.
لأنه الذي رجع إليه النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث (كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( كَانَ أَهْل الْكِتَاب يَسْدُلُونَ أَشْعَارهمْ , وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسهمْ , وَكَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَة أَهْل الْكِتَاب فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ , فَسَدَلَ نَاصِيَته , ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ ) ‏ ‏قَالَ أَهْل اللُّغَة : يُقَال : سَدَلَ يَسْدُلُ وَيُسْدِل بِضَمِّ الدَّال وَكَسْرهَا.
قَالَ الْقَاضِي : سَدْل الشَّعْر إِرْسَاله.
قَالَ : وَالْمُرَاد بِهِ هُنَا عِنْد الْعُلَمَاء إِرْسَاله عَلَى الْجَبِين وَاِتِّخَاذه كَالْقُصَّةِ يُقَالُ : سَدَلَ شَعْره وَثَوْبه إِذَا أَرْسَلَهُ , وَلَمْ يَضُمَّ جَوَانِبه , وَأَمَّا الْفَرْق فَهُوَ فَرْق الشَّعْر بَعْضه مِنْ بَعْض.
قَالَ الْعُلَمَاء : وَالْفَرْق سُنَّة لِأَنَّهُ الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالُوا : فَالظَّاهِر أَنَّهُ إِنَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ بِوَحْيٍ لِقَوْلِهِ : ( إِنَّهُ كَانَ يُوَافِقُ أَهْل الْكِتَاب فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ ).
قَالَ الْقَاضِي : حَتَّى قَالَ بَعْضهمْ نُسِخَ الْمُسْدَل , فَلَا يَجُوزُ فِعْلُهُ , وَلَا اِتِّخَاذ النَّاصِيَة وَالْجُمَّة.
قَالَ : وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَاد جَوَاز الْفَرْق لَا وُجُوبه , وَيَحْتَمِل أَنَّ الْفَرْق كَانَ بِاجْتِهَادٍ فِي مُخَالَفَة أَهْل الْكِتَاب لَا بِوَحْيٍ , وَيَكُون الْفَرْق مُسْتَحَبًّا , وَلِهَذَا اِخْتَلَفَ السَّلَف فِيهِ , فَفَرَقَ مِنْهُمْ جَمَاعَة , وَاِتَّخَذَ اللِّمَّة آخَرُونَ , وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَّة , فَإِنْ اِنْفَرَقَتْ فَرَّقَهَا , وَإِلَّا تَرَكَهَا.
قَالَ مَالِك : فَرْق الرَّجُل أَحَبّ إِلَيَّ.
هَذَا كَلَام الْقَاضِي.
وَالْحَاصِل أَنَّ الصَّحِيح الْمُخْتَار جَوَاز السَّدْل وَالْفَرْق , وَأَنَّ الْفَرْق أَفْضَل.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
‏ ‏قَالَ الْقَاضِي : وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي تَأْوِيل مُوَافَقَة أَهْل الْكِتَاب فِيمَا لَمْ يَنْزِل عَلَيْهِ شَيْء , فَقِيلَ : فَعَلَهُ اِسْتِئْلَافًا لَهُمْ فِي أَوَّل الْإِسْلَام , وَمُوَافَقَة لَهُمْ عَلَى مُخَالَفَة عَبَدَة الْأَوْثَان , فَلَمَّا أَغْنَى اللَّه تَعَالَى عَنْ اِسْتِئْلَافهمْ , وَأَظْهَرَ الْإِسْلَام عَلَى الدِّين كُلّه , صَرَّحَ بِمُخَالَفَتِهِمْ فِي غَيْر شَيْء , مِنْهَا صَبْغ الشَّيْب.
وَقَالَ آخَرُونَ : يَحْتَمِل أَنَّهُ أُمِرَ بِاتِّبَاعِ شَرَائِعهمْ فِيمَا لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْء , وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِيمَا عَلِمَ أَنَّهُمْ لَمْ يُبَدِّلُوهُ.
وَاسْتَدَلَّ بَعْض الْأُصُولِيِّينَ بِهَذَا الْحَدِيث أَنَّ شَرْع مَنْ قَبْلنَا شَرْعٌ لَنَا مَا لَمْ يَرِدْ شَرْعُنَا بِخِلَافِهِ.
وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هَذَا دَلِيل أَنَّهُ لَيْسَ بِشَرْعٍ لَنَا لِأَنَّهُ قَالَ : يُحِبُّ مُوَافَقَتَهُمْ , فَأَشَارَ إِلَى أَنَّهُ إِلَى خِيرَته , وَلَوْ كَانَ شَرْعًا لَنَا لَتَحَتَّمَ اِتِّبَاعه.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


حديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ‏ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏مَنْصُورٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏و قَالَ ‏ ‏ابْنُ جَعْفَرٍ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏إِبْرَاهِيمُ يَعْنِيَانِ ابْنَ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏كَانَ ‏ ‏أَهْلُ الْكِتَابِ ‏ ‏يَسْدِلُونَ ‏ ‏أَشْعَارَهُمْ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يُحِبُّ مُوَافَقَةَ ‏ ‏أَهْلِ الْكِتَابِ ‏ ‏فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ ‏ ‏فَسَدَلَ ‏ ‏رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَاصِيَتَهُ ‏ ‏ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ ‏ ‏و حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو الطَّاهِرِ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏ابْنُ وَهْبٍ ‏ ‏أَخْبَرَنِي ‏ ‏يُونُسُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏بِهَذَا الْإِسْنَادِ ‏ ‏نَحْوَهُ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

كان رسول الله ﷺ رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين

عن البراء، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه...

ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله...

عن البراء، قال: «ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير» ق...

كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا

عن البراء، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير»

كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا السبط بين أذنيه وعاتق...

حدثنا قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: " كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا السبط بين أذنيه وعاتقه "

أن رسول الله ﷺ كان يضرب شعره منكبيه

عن أنس، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه»

كان شعر رسول الله ﷺ إلى أنصاف أذنيه

عن أنس، قال: «كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه»

كان رسول الله ﷺ ضليع الفم أشكل العين منهوس العقبين

عن جابر بن سمرة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، أشكل العين منهوس العقبين» قال: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: «عظيم الفم»، قال قلت:...

كان النبي ﷺ أبيض مليح الوجه

عن أبي الطفيل، قال: قلت له: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، «كان أبيض مليح الوجه» قال مسلم بن الحجاج: مات أبو الطفيل سنة مائة وكان آخر من...

كان رسول الله ﷺ أبيض مليحا مقصدا

عن أبي الطفيل، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال فقلت له: فكيف رأيته؟ قال: «كان أبيض مليحا مقصدا»