6064- عن البراء، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم»
(مربوعا) هو بمعنى قوله في الرواية الثانية: ليس بالطويل ولا بالقصير.
(عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه) وفي رواية: ما رأيت من ذي لمة أحسن منه.
وفي رواية: كان يضرب شعره منكبيه.
وفي رواية: إلى أنصاف أذنيه.
وفي رواية: بين أذنيه وعاتقه.
قال أهل اللغة: الجمة أكثر من الوفرة.
فالجمة الشعر الذي نزل إلى المنكبين.
والوفرة ما نزل إلى شحمة الأذنين.
واللمة التي ألمت بالمنكبين.
قال القاضي: والجمع بين هذه الروايات: أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه.
وهو الذي بين أذنيه وعاتقه.
وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه.
قال: وقيل بل ذلك لاختلاف الأوقات.
فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب.
وإذا قصرها كانت إلى أنصاف أذنيه.
فكان يقصر ويطول بحسب ذلك.
والعاتق ما بين المنكب والعنق.
وأما شحمة الأذن فهو اللين منها في أسفلها، وهو معلق القرط منها.
شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)
قَوْله : ( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا ) هُوَ بِمَعْنَى قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة : ( لَيْسَ بِالطَّوِيلِ , وَلَا بِالْقَصِيرِ ).
قَوْله : ( عَظِيم الْجُمَّة إِلَى شَحْمَة أُذُنَيْهِ ) وَفِي رِوَايَة.
( مَا رَأَيْت مِنْ ذِي لِمَّة أَحْسَن مِنْهُ ) , وَفِي رِوَايَة : ( كَانَ يَضْرِبُ شَعْره مَنْكِبَيْهِ ) , وَفِي رِوَايَة : ( إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ ) , وَفِي رِوَايَة : ( بَيْن أُذُنَيْهِ وَعَاتِقه ).
قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْجُمَّة أَكْثَر مِنْ الْوَفْرَة , فَالْجُمَّة الشَّعْر الَّذِي نَزَلَ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ , وَالْوَفْرَة مَا نَزَلَ إِلَى شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ , وَاللِّمَّة الَّتِي أَلَمَّتْ بِالْمَنْكِبَيْنِ.
قَالَ الْقَاضِي : وَالْجَمْع بَيْن هَذِهِ الرِّوَايَات أَنَّ مَا يَلِي الْأُذُن هُوَ الَّذِي يَبْلُغُ شَحْمَة أُذُنَيْهِ , وَهُوَ الَّذِي بَيْن أُذُنَيْهِ وَعَاتِقه , وَمَا خَلْفَهُ هُوَ الَّذِي يَضْرِب مَنْكِبَيْهِ.
قَالَ : وَقِيلَ : بَلْ ذَلِكَ لِاخْتِلَافِ الْأَوْقَات , فَإِذَا غَفَلَ عَنْ تَقْصِيرهَا بَلَغَتْ الْمَنْكِب , وَإِذَا قَصَّرَهَا كَانَتْ إِلَى أَنْصَاف الْأُذُنَيْنِ , فَكَانَ يُقَصِّرُ وَيُطَوِّلُ بِحَسَبِ ذَلِكَ.
وَالْعَاتِق مَا بَيْن الْمَنْكِب وَالْعُنُق.
وَأَمَّا شَحْمَة الْأُذُن فَهُوَ اللَّيِّن مِنْهَا فِي أَسْفَلهَا , وَهُوَ مُعَلَّق الْقُرْط مِنْهَا.
وَتُوَضِّحُ هَذِهِ الرِّوَايَات رِوَايَة إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ : ( كَانَ شَعْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْق الْوَفْرَة , وَدُون الْجُمَّة ).
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عن البراء، قال: «ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير» ق...
عن البراء، يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير»
حدثنا قتادة، قال: قلت لأنس بن مالك: " كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا السبط بين أذنيه وعاتقه "
عن أنس، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه»
عن أنس، قال: «كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه»
عن جابر بن سمرة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم، أشكل العين منهوس العقبين» قال: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: «عظيم الفم»، قال قلت:...
عن أبي الطفيل، قال: قلت له: أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، «كان أبيض مليح الوجه» قال مسلم بن الحجاج: مات أبو الطفيل سنة مائة وكان آخر من...
عن أبي الطفيل، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري، قال فقلت له: فكيف رأيته؟ قال: «كان أبيض مليحا مقصدا»
عن ابن سيرين، قال: سئل أنس بن مالك هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: «إنه لم يكن رأى من الشيب إلا» - قال ابن إدريس كأنه يقلله - وقد خضب أبو بك...