حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم باب من فضائل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه (حديث رقم: 6217 )


6217- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا، فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامر، فقال: أنا سمعته، فقلت آنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم، وإلا، فاستكتا

أخرجه مسلم


(يوسف بن الماجشون) وفي بعض النسخ: يوسف الماجشون، بحذف لفظة ابن وكلاهما صحيح وهو أبو سلمة يوسف بن يعقوب بن عبيد الله بن أبي سلمة.
واسم أبي سلمة دينار.
والماجشون لقب يعقوب.
وهو لقب جرى عليه وعلى أولاد أخيه.
وهو لفظ فارسي، ومعناه الأحمر الأبيض المورد.
سمي يعقوب بذلك لحمرة في وجهه وبياضه.
(أنت مني بمنزلة هارون من موسى) قال القاضي: هذا الحديث مما تعلقت به الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة، في أن الخلافة كانت حقا لعلي.
وأنه وصى بها.
قال: ثم اختلف هؤلاء فكفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره.
وزاد بعضهم فكفر عليا لأنه لم يقم في طلب حقه، بزعمهم.
وهؤلاء أسخف مذهبا وأفسد عقلا من أن يرد قولهم أو يناظروا.
قال القاضي: ولا شك في كفر من قال هذا.
لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة، وهدم الإسلام.
وأما من عدا هؤلاء الغلاة فإنهم لا يسلكون هذا المسلك.
فأما الإمامية وبعض المعتزلة فيقولون: هم مخطئون في تقديم غيره، لا كفار.
وبعض المعتزلة لا يقول بالتخطئة لجواز تقديم المفضول عندهم.
وهذا الحديث لا حجة فيه لأحد منهم.
بل فيه إثبات فضيلة لعلي، ولا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله.
وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال هذا لعلي، حينما استخلفه في المدينة في غزوة تبوك.
ويؤيد هذا أن هارون، المشبه به، لم يكن خليفة بعد موسى، بل توفي في حياة موسى وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة.
على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص.
قالوا: وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة.
(فاستكتا) أي صمتا.
وأصل السكك ضيق الصماخ.
وهو أيضا صغر الأذنين.
وكل ضيق من الأشياء أسك.

شرح حديث ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( عَنْ يُوسُف بْن الْمَاجِشُونِ ) ‏ ‏وَفِي بَعْض النُّسَخ : ( يُوسُف الْمَاجِشُونِ ) بِحَذْفِ لَفْظَة ( اِبْن ) , وَكِلَاهُمَا صَحِيح , وَهُوَ أَبُو سَلَمَة يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَلَمَة , وَاسْم أَبِي سَلَمَة دِينَار , وَالْمَاجِشُون لَقَب يَعْقُوب , وَهُوَ لَقَب جَرَى عَلَيْهِ وَعَلَى أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَخِيهِ , وَهُوَ بِكَسْرِ الْجِيم , وَضَمّ الشِّين الْمُعْجَمَة , وَهُوَ لَفْظ فَارِسِيّ , وَمَعْنَاهُ الْأَحْمَر الْأَبْيَض الْمُوَرَّدَة , سُمِّيَ يَعْقُوب بِذَلِكَ لِحُمْرَةِ وَجْهه وَبَيَاضه.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : ( أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي ) ‏ ‏قَالَ الْقَاضِي : هَذَا الْحَدِيث مِمَّا تَعَلَّقَتْ بِهِ الرَّوَافِض وَالْإِمَامِيَّة وَسَائِر فِرَق الشِّيعَة فِي أَنَّ الْخِلَافَة كَانَتْ حَقًّا لِعَلِيٍّ , وَأَنَّهُ وَصَّى لَهُ بِهَا.
قَالَ : ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ , فَكَفَّرَتْ الرَّوَافِض سَائِر الصَّحَابَة فِي تَقْدِيمهمْ غَيْره , وَزَادَ بَعْضهمْ فَكَفَّرَ عَلِيًّا لِأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ فِي طَلَب حَقّه بِزَعْمِهِمْ , وَهَؤُلَاءِ أَسْخَف مَذْهَبًا وَأَفْسَد عَقْلًا مِنْ أَنْ يُرَدَّ قَوْلهمْ , أَوْ يُنَاظَرَ.
وَقَالَ الْقَاضِي : وَلَا شَكَّ فِي كُفْرِ مَنْ قَالَ هَذَا ; لِأَنَّ مَنْ كَفَّرَ الْأُمَّةَ كُلّهَا وَالصَّدْر الْأَوَّل فَقَدْ أَبْطَلَ نَقْل الشَّرِيعَة , وَهَدَمَ الْإِسْلَام , وَأَمَّا مَنْ عَدَا هَؤُلَاءِ الْغُلَاة فَإِنَّهُمْ لَا يَسْلُكُونَ هَذَا الْمَسْلَكَ.
فَأَمَّا الْإِمَامِيَّةُ وَبَعْض الْمُعْتَزِلَة فَيَقُولُونَ : هُمْ مُخْطِئُونَ فِي تَقْدِيم غَيْره لَا كُفَّار.
وَبَعْض الْمُعْتَزِلَة لَا يَقُولُ بِالتَّخْطِئَةِ لِجَوَازِ تَقْدِيم الْمَفْضُول عِنْدهمْ.
وَهَذَا الْحَدِيث لَا حُجَّةَ فِيهِ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ , بَلْ فِيهِ إِثْبَات فَضِيلَة لِعَلِيٍّ , وَلَا تَعَرُّض فِيهِ لِكَوْنِهِ أَفْضَل مِنْ غَيْره أَوْ مِثْله , وَلَيْسَ فِيهِ دَلَالَة لِاسْتِخْلَافِهِ بَعْده , لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِعَلِيٍّ حِين اِسْتَخْلَفَهُ فِي الْمَدِينَة فِي غَزْوَة تَبُوك , وَيُؤَيِّد هَذَا أَنَّ هَارُون الْمُشَبَّه بِهِ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَة بَعْد مُوسَى , بَلْ تُوُفِّيَ فِي حَيَاة مُوسَى , وَقَبْل وَفَاة مُوسَى بِنَحْوِ أَرْبَعِينَ سَنَة عَلَى مَا هُوَ مَشْهُور عِنْد أَهْل الْأَخْبَار وَالْقَصَص.
قَالُوا : وَإِنَّمَا اِسْتَخْلَفَهُ حِين ذَهَبَ لِمِيقَاتِ رَبّه لِلْمُنَاجَاةِ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏قَالَ الْعُلَمَاء : وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ عِيسَى بْن مَرْيَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ فِي آخِر الزَّمَان نَزَلَ حَكَمًا مِنْ حُكَّام هَذِهِ الْأُمَّة , يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا يَنْزِلُ نَبِيًّا , وَقَدْ سَبَقَتْ الْأَحَادِيث الْمُصَرِّحَة بِمَا ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَاب الْإِيمَان.
‏ ‏قَوْله : ( فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ : نَعَمْ , وَإِلَّا فَاسْتَكَّتَا ) ‏ ‏هُوَ بِتَشْدِيدِ الْكَافد أَيْ صُمَّتَا.


حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال سعيد فأحببت أن

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ‏ ‏وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ‏ ‏وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ ‏ ‏وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ‏ ‏كُلُّهُمْ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونِ ‏ ‏وَاللَّفْظُ ‏ ‏لِابْنِ الصَّبَّاحِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يُوسُفُ أَبُو سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏لِعَلِيٍّ ‏ ‏أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ ‏ ‏هَارُونَ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏مُوسَى ‏ ‏إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ‏ ‏قَالَ ‏ ‏سَعِيدٌ ‏ ‏فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهَ بِهَا ‏ ‏سَعْدًا ‏ ‏فَلَقِيتُ ‏ ‏سَعْدًا ‏ ‏فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي ‏ ‏عَامِرٌ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَنَا سَمِعْتُهُ فَقُلْتُ ‏ ‏آنْتَ سَمِعْتَهُ فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ نَعَمْ وَإِلَّا ‏ ‏فَاسْتَكَّتَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى

عن سعد بن أبي وقاص، قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: «أما ترضى أ...

لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسو...

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى...

قال النبي ﷺ لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون...

عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لعلي «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟»

قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسو...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه» قال عمر بن الخطاب: ما أحببت...

لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله...

عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» قال: فبا...

أعطاه رسول الله ﷺ الراية ففتح الله عليه

عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم، في خيبر وكان رمدا، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج علي فلحق...

كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كا...

عن يزيد بن حيان، قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة، وعمر بن مسلم، إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الل...

ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب

عن سهل بن سعد، قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد، فأمره أن يشتم عليا قال: فأبى سهل فقال له: أما إذ أبيت فقل: لعن الله أبا ا...

قول سعد بن أبي وقاص يا رسول الله جئت أحرسك

عن عائشة، قالت: أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، فقال: «ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة»، قالت وسمعنا صوت السلاح، فقال رسول الله صلى...