612-
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن علي يعوده فقال له علي: أعائدا جئت أم شامتا؟ قال: لا، بل عائدا.
قال: فقال له علي: إن كنت جئت عائدا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا عاد الرجل أخاه المسلم، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح "
صحيح موقوفا، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف في وقفه ورفعه، والوقف أصح.
فقد أخرجه ابن أبي شيبة ٣/٢٣٤، وهناد في "الزهد" (٣٧٢) ، وأبوداود (٣٠٩٩) ، وابن ماجه (١٤٤٢) ، والبزار (٦٢٠) ، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٩٤) ، وأبو يعلى (٢٦٢) ، والحاكم ١/٣٤١-٣٤٢ و٣٤٩، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٣/٣٨٠ وفي "الشعب" (٩١٧٣) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر، عن ابن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه من حديث شعبة وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة، ووافقه الذهبي.
قال الدارقطني في "العلل" ٣/٢٦٧ وقد سئل عن هذا الحديث: هو حديث رواه الحكم بن عتيبة واختلف عنه، فرواه الأعمش عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي.
حدث به عن الأعمش كذلك أبو شهاب الحناط، وأبو معاوية الضرير، وأبو بكر بن عياش، فاما أبو شهاب فوقفه على على، ورفعه الآخران عن الأعمش.
ورواه شعبة عن الحكم فخالف رواية الأعمش، رواه عن الحكم عن عبد الله بن نافع عن علي واختلف عن شعبة في رفعه، فرفعه محمد بن أبي عدي، وأبو عبد الرحمن المقرئ.
قلنا: أما حديث ابن أبي عدي: فأخرجه الحاكم ١/٣٥٠ بإثر حديث أبي معاوية من طريق محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، بهذا الإسناد.
ثم قال: هذا من النوع الذي ذكرته غير مرة أن هذا لا يعلل ذلك، فإن أبا معاوية أحفظ أصحاب الأعمش، والأعمش أعرف بحديث الحكم من غيره.
وأما حديث المقرئ: فقد أخرجه البيهقي ٣/٣٨١ من طريق عبد الله بن أحمد بن زكريا، عن المقرئ، عن شعبة، به.
وسيأتي حديث المقرئ هذا في "المسند" برقم (٩٧٥) .
ثم قال: وكذلك رواه محمد بن أبي عدي عن شعبة مرفوعا ورواه محمد بن كثير (وقد تحرف في المطبوع منه إلى محمد بن أبي كثير) عن شعبة موقوفا.
وأخبرنا أبوعبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة فذكر الحديث بنحوه وزاد، قال: قال لي ابن أبي مسرة: ثم وقفه المقرىء بعد ذلك على على رضي الله عنه ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: بلغني أن عبد الملك الجدي يقفه وهو أحفظ مني.
ثم قال الدارقطني: ووقفه غيرهما من أصحاب شعبة.
قلنا: منهم محمد بن كثير، فقد أخرجه أبو داود (٣٠٩٨) عن محمد بن كثير، عن شعبة، به موقوفا.
ومنهم محمد بن جعفر وسيأتي عند المؤلف برقم (٩٧٦) .
قال الدارقطني: ويشبه أن يكون القول قول شعبة عن الحكم عن عبد الله بن نافع عن علي موقوفا لكثرة من رواه عن شعبة كذلك.
قلنا: وكذا أخرجه أبو داود (٣١٠٠) من طريق جرير، عن منصور، عن الحكم، به، موقوفا أيضا، ثم قال: أسند هذا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح.
وأخرجه ابن أبي شيبة ٣/٢٣٤ من طريق شريك، عن علقمة بن مرثد، عن بعض آل أبي موسى الأشعري: أنه أتى عليا .
من قوله، وفيه شريك بن عبد الله وهو سيئ الحفظ.
وأخرجه أيضا ٣/٢٣٥ عن عبد الله بن نمير، عن موسى الجهني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن أبا موسى انطلق عائدا للحسن .
من قول الحسن.
وهذا سند صحيح على شرط مسلم.
وانظر (٧٠٢) و (٧٥٤) و (١١٦٦) .
وقوله "خرافة الجنة" بكسر الخاء، قال المنذري: أي في اجتناء ثمر الجنة.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله: "أم شامتا" : أي: إظهارا للفرحة بمرضه، ولا يخفى أن هذا مستبعد من أبي موسى، وفي رواية الترمذي بدله: "أو زائرا"، وهو أقرب، وسيجيء في الكتاب - أيضا - : "أم زائرا"، والله تعالى أعلم.
"في خرافة الجنة" : الخرافة - بالضم - : المخترف والمجتنى من الثمار; كالخرفة - بالضم - ، وفسره في "النهاية"، و"المجمع" بالاجتناء، والظاهر أنه غلط; أي: إنه فيما يحوزه من الثواب كالماشي في الثمار يجتني منها ما شاء.
"فإن كان" : أي: ما فعل من العبادة.
قال أبو داود في هذا الحديث: أسند هذا عن علي - رضي الله تعالى عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح، انتهى.
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ شَامِتًا قَالَ لَا بَلْ عَائِدًا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ
عن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة، وهو مردف أسامة بن زيد، فقال: " هذا موقف، وكل عرفة موقف " ثم دفع فجعل يسير العنق، والنا...
عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبغض العرب إلا منافق "
عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: خطبنا علي، فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة - صحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات -...
عن سويد بن غفلة، قال: قال علي: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره فإنما...
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: " شغلونا عن صلاة الوسطى، صلاة العصر، ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا "، ثم صلاها ب...
عن علي، قال: كان رجلا مذاء، فاستحيى أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي، قال: فقال للمقداد: سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي.<br> قال...
عن علي، قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ الرجل وهو راكع أو ساجد "
عن علي، قال: قلت: يا رسول الله، ما لك تنوق في قريش وتدعنا؟ قال: " وعندكم شيء؟ " قال: قلت: نعم، ابنة حمزة قال: " إنها لا تحل لي، هي ابنة أخي من الرضاع...
عن علي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا، وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه فقال: " ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة وا...