حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب البر والصلة والآداب  باب تحريم الظلم (حديث رقم: 6578 )


6578- عن سالم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»

أخرجه مسلم


(من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) أي أعانه عليها ولطف به فيها.
(ومن فرج عن مسلم كربة .
) في هذا فضل إعانة المسلم وتفريج الكرب عنه وستر زلاته.
ويدخل في كشف الكربة وتفريجها من أزالها بماله أو جاهه أو مساعدته.
والظاهر أنه يدخل فيه من أزالها بإشارته ورأيه ودلالته.
وأما الستر المندوب إليه هنا، فالمراد به الستر على ذوي الهيآت ونحوهم، مما ليس هو معروفا بالأذى والفساد.
فأما المعروف بذلك فيستحب أن لا يستر عليه.
بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر، إن لم يخف من ذلك مفسدة.
لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد وانتهاك الحرمات وجسارة غيره على مثل فعله.
هذا كله في ستر معصية وقعت وانقضت.
أما معصية رآه عليها وهو، بعد، متلبس بها فتجب المبادرة بإنكارها عليه ومنعه منها على من قدر على ذلك.
ولا يحل تأخيرها.
فإن عجز لزمه رفعها إلى ولي الأمر، إذا لم تترتب على ذلك مفسدة.

شرح حديث (ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَ فِي حَاجَة أَخِيهِ كَانَ اللَّه فِي حَاجَته ) ‏ ‏أَيْ أَعَانَهُ عَلَيْهَا , وَلَطَفَ بِهِ فِيهَا.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَة فَرَّجَ اللَّه عَنْهُ بِهَا كُرْبَة مِنْ كُرَب يَوْم الْقِيَامَة , وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّه يَوْم الْقِيَامَة ) ‏ ‏فِي هَذَا فَضْل إِعَانَة الْمُسْلِم , وَتَفْرِيج الْكُرَب عَنْهُ , وَسَتْر زَلَّاته.
وَيَدْخُل فِي كَشْف الْكُرْبَة وَتَفْرِيجهَا مَنْ أَزَالَهَا بِمَالِهِ أَوْ جَاهِهِ أَوْ مُسَاعَدَته , وَالظَّاهِر أَنَّهُ يَدْخُل فِيهِ مَنْ أَزَالَهَا بِإِشَارَاتِهِ وَرَأْيه وَدَلَالَته.
وَأَمَّا السَّتْر الْمَنْدُوب إِلَيْهِ هُنَا فَالْمُرَاد بِهِ السَّتْر عَلَى ذَوِي الْهَيْئَات وَنَحْوهمْ مِمَّنْ لَيْسَ هُوَ مَعْرُوفًا بِالْأَذَى وَالْفَسَاد.
فَأَمَّا الْمَعْرُوف بِذَلِكَ فَيُسْتَحَبّ أَلَّا يُسْتَر عَلَيْهِ , بَلْ تُرْفَع قَضِيَّته إِلَى وَلِيّ الْأَمْر إِنْ لَمْ يَخَفْ مِنْ ذَلِكَ مَفْسَدَة ; لِأَنَّ السَّتْر عَلَى هَذَا يُطْمِعهُ فِي الْإِيذَاء وَالْفَسَاد , وَانْتَهَاك الْحُرُمَات , وَجَسَارَة غَيْره عَلَى مِثْل فِعْله.
هَذَا كُلّه فِي سَتْر مَعْصِيَة وَقَعَتْ وَانْقَضَتْ , وَأَمَّا مَعْصِيَة رَآهُ عَلَيْهَا , وَهُوَ بَعْد مُتَلَبِّس بِهَا , فَتَجِب الْمُبَادَرَة بِإِنْكَارِهَا عَلَيْهِ , وَمَنْعه مِنْهَا عَلَى مَنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ , وَلَا يَحِلّ تَأْخِيرهَا فَإِنْ عَجَزَ لَزِمَهُ رَفْعهَا إِلَى وَلِيّ الْأَمْر إِذَا لَمْ تَتَرَتَّب عَلَى ذَلِكَ مَفْسَدَة.
وَأَمَّا جُرْح الرُّوَاة وَالشُّهُود وَالْأُمَنَاء عَلَى الصَّدَقَات وَالْأَوْقَاف وَالْأَيْتَام وَنَحْوهمْ فَيَجِب جُرْحهمْ عِنْد الْحَاجَة , وَلَا يَحِلّ السَّتْر عَلَيْهِمْ إِذَا رَأَى مِنْهُمْ مَا يَقْدَح فِي أَهْلِيَّتهمْ , وَلَيْسَ هَذَا مِنْ الْغِيبَة الْمُحَرَّمَة , بَلْ مِنْ النَّصِيحَة الْوَاجِبَة , وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ.
قَالَ الْعُلَمَاء فِي الْقِسْم الْأَوَّل الَّذِي يُسْتَر فِيهِ : هَذَا السَّتْر مَنْدُوب , فَلَوْ رَفَعَهُ إِلَى السُّلْطَان وَنَحْوه لَمْ يَأْثَم بِالْإِجْمَاعِ , لَكِنْ هَذَا خِلَاف الْأَوْلَى , وَقَدْ يَكُون فِي بَعْض صُوَره مَا هُوَ مَكْرُوه.
وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏لَيْثٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَالِمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا ‏ ‏يُسْلِمُهُ ‏ ‏مَنْ كَانَ فِي ‏ ‏حَاجَةِ ‏ ‏أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ ‏ ‏فَرَّجَ ‏ ‏عَنْ مُسْلِمٍ ‏ ‏كُرْبَةً ‏ ‏فَرَّجَ ‏ ‏اللَّهُ عَنْهُ بِهَا ‏ ‏كُرْبَةً ‏ ‏مِنْ ‏ ‏كُرَبِ ‏ ‏يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

حديث في أتدرون ما المفلس

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم ا...

لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء»

قال رسول الله ﷺ إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخ...

عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ وكذلك أخذ ربك، إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن...

لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلين...

عن جابر، قال: اقتتل غلامان غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار، فنادى المهاجر أو المهاجرون، يا للمهاجرين ونادى الأنصاري يا للأنصار، فخرج رسول الله صل...

حديث في نصر الأخ ظالما أو مظلوما

عن سفيان بن عيينة، قال: سمع عمرو جابر بن عبد الله يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين، رجلا من الأنصار، فقال الأنصار...

قال النبي ﷺ دعوها فإنها منتنة

عن جابر بن عبد الله، قال: كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله القود فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعوها، فإنها...

قال رسول الله ﷺ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه ب...

عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»

مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجس...

عن النعمان بن بشير.<br> قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد.<br> إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سا...

المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر ال...

عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»