حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب البر والصلة والآداب باب قبح الكذب، وحسن الصدق، وفضله (حديث رقم: 6637 )


6637- عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب كذابا»

أخرجه مسلم


(البر) البر اسم جامع للخير كله.
وقيل: البر الجنة.
(الفجور) هو الميل عن الاستقامة، وقيل: الانبعاث في المعاصي.

شرح حديث (أن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْبِرّ , وَإِنَّ الْبِرّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّة , وَإِنَّ الْكَذِب يَهْدِي إِلَى الْفُجُور , وَإِنَّ الْفُجُور يَهْدِي إِلَى النَّار ) ‏ ‏قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْعَمَل الصَّالِح الْخَالِص مِنْ كُلّ مَذْمُوم , وَالْبِرّ اِسْم جَامِع لِلْخَيْرِ كُلّه.
وَقِيلَ : الْبِرّ الْجَنَّة.
وَيَجُوز أَنْ يَتَنَاوَل الْعَمَل الصَّالِح وَالْجَنَّة.
وَأَمَّا الْكَذِب فَيُوصِل إِلَى الْفُجُور , وَهُوَ الْمَيْل عَنْ الِاسْتِقَامَة , وَقِيلَ ; الِانْبِعَاث فِي الْمَعَاصِي.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنَّ الرَّجُل لَيَصْدُق حَتَّى يُكْتَب عِنْد اللَّه صِدِّيقًا , وَإِنَّ الرَّجُل لَيَكْذِب حَتَّى يُكْتَب عِنْد اللَّه كَذَّابًا ) وَفِي رِوَايَة ( لِيَتَحَرَّى الصِّدْق وَلِيَتَحَرَّى الْكَذِب ) وَفِي رِوَايَة ( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْق يَهْدِي إِلَى الْبِرّ.
وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِب ) قَالَ الْعُلَمَاء : هَذَا فِيهِ حَثٌّ عَلَى تَحَرِّي الصِّدْق , وَهُوَ قَصْده , وَالِاعْتِنَاء بِهِ , وَعَلَى التَّحْذِير مِنْ الْكَذِب وَالتَّسَاهُل فِيهِ ; فَإِنَّهُ إِذَا تَسَاهَلَ فِيهِ كَثُرَ مِنْهُ , فَعُرِفَ بِهِ , وَكَتَبَهُ اللَّه لِمُبَالَغَتِهِ صِدِّيقًا إِنْ اِعْتَادَهُ , أَوْ كَذَّابًا إِنْ اِعْتَادَهُ.
وَمَعْنَى يُكْتَب هُنَا يُحْكَم لَهُ بِذَلِكَ , وَيَسْتَحِقّ الْوَصْف بِمَنْزِلَةِ الصِّدِّيقِينَ وَثَوَابهمْ , أَوْ صِفَة الْكَذَّابِينَ وَعِقَابهمْ , وَالْمُرَاد إِظْهَار ذَلِكَ لِلْمَخْلُوقِينَ إِمَّا بِأَنْ يَكْتُبهُ فِي ذَلِكَ لِيَشْتَهِر بِحَظِّهِ مِنْ الصِّفَتَيْنِ فِي الْمَلَأ الْأَعْلَى , وَإِمَّا بِأَنْ يُلْقِي ذَلِكَ فِي قُلُوب النَّاس وَأَلْسِنَتهمْ , وَكَمَا يُوضَع لَهُ الْقَبُول وَالْبَغْضَاء وَإِلَّا فَقَدَر اللَّه تَعَالَى وَكِتَابه السَّابِق بِكُلِّ ذَلِكَ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
‏ ‏وَاعْلَمْ أَنَّ الْمَوْجُود فِي جَمِيع نُسَخ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم بِبِلَادِنَا وَغَيْرهَا أَنَّهُ لَيْسَ فِي مَتْن الْحَدِيث إِلَّا مَا ذَكَرْنَاهُ , وَكَذَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عَنْ جَمِيع النُّسَخ , وَكَذَا نَقَلَهُ الْحُمَيْدِيُّ.
وَنَقَلَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِيّ عَنْ كِتَاب مُسْلِم فِي حَدِيث اِبْن مُثَنَّى وَابْن بَشَّار زِيَادَة ( وَإِنَّ شَرَّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِب , وَإِنَّ الْكَذِب لَا يَصْلُح مِنْهُ جِدّ وَلَا هَزْل , وَلَا يَعِد الرَّجُل صَبِيّه ثُمَّ يُخْلِفهُ ) وَذَكَرَ أَبُو مَسْعُود أَنَّ مُسْلِمًا رَوَى هَذِهِ الزِّيَادَة فِي كِتَابه.
وَذَكَرَهَا أَيْضًا أَبُو بَكْر الْبُرْقَانِيّ فِي هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : وَلَيْسَتْ عِنْدنَا فِي كِتَاب مُسْلِم.
قَالَ الْقَاضِي : ( الرَّوَايَا ) هُنَا جَمْع رَوِيَّة , وَهِيَ مَا يَتَرَوَّى فِيهِ الْإِنْسَان وَيَسْتَعِدّ لَهُ أَمَام عَمَله.
وَقَوْله : قَالَ , وَقِيلَ جَمْع رَاوِيَة , أَيْ حَامِل وَنَاقِل لَهُ.
وَاَللَّه أَعْلَم.


حديث إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏إِسْحَقُ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏و قَالَ ‏ ‏الْآخَرَانِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏جَرِيرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَنْصُورٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي وَائِلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى ‏ ‏الْبِرِّ ‏ ‏وَإِنَّ ‏ ‏الْبِرَّ ‏ ‏يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

إن الصدق بر و إن الكذب فجور

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق بر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن العبد ليتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، و...

عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإياكم والكذب

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق...

حديث فضل من يملك نفسه عند الغضب

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تعدون الرقوب فيكم؟» قال قلنا: الذي لا يولد له، قال: «ليس ذاك بالرقوب ولكنه الرجل الذي...

ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند...

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب»

حديث ليس الشديد بالصرعة

عن حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ليس الشديد بالصرعة» قالوا: فالشديد أيم هو؟ يا رسول الله قال: «الذي...

إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد أعوذ بال...

عن سليمان بن صرد، قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف ك...

حديث بأي شيء يذهب الغضب

حدثنا سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم.<br> فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه.<br> فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إني لأ...

حديث خلق الإنسان خلقا لا يتمالك

عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أ...

قال رسول الله ﷺ إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه»عن أبي الزناد بهذا الإسناد وقال: «إذا ضرب أحدكم»