حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب صفة القيامة والجنة والنار (حديث رقم: 7052 )


7052- عن عبيد الله بن مقسم، أنه نظر إلى عبد الله بن عمر كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه، فيقول: أنا الله - ويقبض أصابعه ويبسطها - أنا الملك " حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ عن عبد الله بن عمر، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المنبر وهو يقول: «يأخذ الجبار، عز وجل، سماواته وأرضيه بيديه» ثم ذكر نحو حديث يعقوب

أخرجه مسلم


(يقبض أصابعه ويبسطها) هو النبي صلى الله عليه وسلم.
قال القاضي: في هذا الحديث ثلاثة ألفاظ: يقبض ويطوي ويأخذ.
كله بمعنى الجمع.
لأن السموات مبسوطة والأرضين مدحوة وممدودة، ثم يرجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة وتبديل الأرض غير الأرض والسموات.
فعاد كله إلى ضم بعضها إلى بعض، ورفعها وتبديلها بغيرها.
قال: وقبض النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه وبسطها تمثيل لقبض هذه المخلوقات وجمعها بعد بسطها، وحكاية للمبسوط والمقبوض وهو السموات والأرضون، لا إشارة إلى القبض والبسط، الذي هو صفة القابض والباسط، سبحانه وتعالى.
(يتحرك من أسفل شيء منه) أي من أسفله إلى أعلاه.
لأن، بحركة الأسفل، يتحرك الأعلى، ويحتمل أن تحركه بحركة النبي صلى الله عليه وسلم، بهذه الإشارة.
ثم قال القاضي: والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما ورد في هذه الأحاديث من مشكل.
ونحن نؤمن بالله تعالى وصفاته ولا نشبه شيئا به ولا نشبهه بشيء.
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عنه فهو حق وصدق.
فما أدركنا علمه فبفضل الله تعالى.
وما خفي علينا آمنا به ووكلنا علمه إليه، سبحانه وتعالى، وحملنا لفظه على ما احتمل في لسان العرب الذي خوطبنا به.
ولم نقطع على أحد معنييه، بعد تنزيهه سبحانه وتعالى عن ظاهره الذي لا يليق به سبحانه وتعالى.
وبالله التوفيق.

شرح حديث (يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏وَقَوْله : فِي الْمِنْبَر ( يَتَحَرَّك مِنْ أَسْفَل شَيْء مِنْهُ ) ‏ ‏أَيْ : مِنْ أَسْفَله إِلَى أَعْلَاهُ لِأَنَّ بِحَرَكَةِ الْأَسْفَل يَتَحَرَّك الْأَعْلَى وَيُحْتَمَل أَنَّ تَحَرُّكه بِحَرَكَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْإِشَارَة , قَالَ الْقَاضِي : وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون بِنَفْسِهِ هَيْبَة لَسَمِعَهُ كَمَا حَنَّ الْجِذْع ثُمَّ قَالَ : وَاَللَّه أَعْلَم بِمُرَادِ نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا وَرَدَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث مِنْ مُشْكِل , وَنَحْنُ نُؤْمِن بِاَللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاته , وَلَا نُشَبِّه شَيْئًا بِهِ , وَلَا نُشَبِّههُ بِشَيْءٍ , { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير } وَمَا قَالَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَتَ عَنْهُ , فَهُوَ حَقّ وَصِدْق , فَمَا أَدْرَكْنَا عِلْمه فَبِفَضْلِ اللَّه تَعَالَى , وَمَا خَفِيَ عَلَيْنَا آمَنَّا بِهِ وَوَكَّلْنَا عِلْمه إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , وَحَمَلْنَا لَفْظه عَلَى مَا اُحْتُمِلَ فِي لِسَان الْعَرَب الَّذِي خُوطِبْنَا بِهِ , وَلَمْ نَقْطَع عَلَى أَحَد مَعْنَيَيْهِ بَعْد تَنْزِيهه سُبْحَانه عَنْ ظَاهِره الَّذِي لَا يَلِيق بِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى.
وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيق.


حديث يأخذ الجبار عز وجل سماواته وأرضيه بيديه ثم ذكر نحو حديث يعقوب

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبُو حَازِمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ ‏ ‏أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏كَيْفَ يَحْكِي رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ يَأْخُذُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ فَيَقُولُ ‏ ‏أَنَا اللَّهُ وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا أَنَا الْمَلِكُ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ ‏ ‏يَأْخُذُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ‏ ‏يَعْقُوبَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

حديث ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام

عن أبي هريرة، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: «خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين،...

يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة ا...

عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة النقي، ليس فيها علم لأحد»

سؤال عائشة النبي ﷺ عن قوله عز وجل يوم تبدل الأرض غ...

عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48] فأين يكون الناس يومئذ؟ يا رسول ال...

تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بي...

عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يكفؤها الجبار بيده، كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا...

قال النبي ﷺ لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق على ظ...

عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو تابعني عشرة من اليهود، لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم»

سؤال اليهود النبي ﷺ عن الروح

عن عبد الله، قال: بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث، وهو متكئ على عسيب، إذ مر بنفر من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، فقالوا:...

سبب نزول أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا...

عن خباب، قال: «كان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه»، فقال لي: لن أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: فقلت له: " إني لن أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قا...

اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة...

عن عبد الحميد الزيادي، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: " قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم،...

قال رسول الله ﷺ لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا...

عن أبي هريرة، قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في...