حديث الرسول ﷺ الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

قال رسول الله ﷺ تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء (حديث رقم: 4991 )


4991- حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟ قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله، تبارك وتعالى، رجله، تقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا "،عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احتجت الجنة والنار» فذكر نحو حديث أبي هريرة، إلى قوله «ولكليكما علي ملؤها» ولم يذكر ما بعده من الزيادة



(وغرتهم) روي على ثلاثة أوجه حكاها القاضي: وهي موجودة في النسخ.
أحدها غرثهم.
قال القاضي: هذه رواية الأكثرين من شيوخنا.
ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع والغرث الجوع.
والثاني عجزتهم جمع عاجز.
والثالث غرتهم، وهذا هو الأشهر في نسخ بلادنا.
أي البله الغافلون.
الذين ليس لهم فتك وحذق في أمور الدنيا.
وهو نحو الحديث الآخر: أكثر أهل الجنة البله.
قال القاضي: معناه سواد الناس وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للسنة فيدخل عليهم الفتنة أو يدخلهم في البدعة أو غيرها.
فهم ثابتوا الإيمان وصحيحو العقائد.
وهم أكثر المؤمنين، وهم أكثر أهل الجنة.
وأما العارفون والعلماء العاملون والصالحون والمتعبدون فهم قليلون.
وهم أصحاب الدرجات العلى.
(حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله) وفي الرواية التي بعدها: حتى يضع فيها .
قدمه.
وفي الرواية الأولى: فيضع قدمه عليها.
هذا الحديث من مشاهير أحاديث الصفات واختلاف العلماء فيها على مذهبين: أحدهما، وهو قول جمهور السلف وطائفة من المتكلمين؛ أنه لا يتكلم في تأويلها.
بل نؤمن أنها حق على ما أراد الله.
ولها معنى يليق بها.
وظاهرها غير مراد.
والثاني، وهو قول جمهور المتكلمين؛ أنها تتأول بحسب ما يليق بها.
(قط.
قط) معنى قط حسبي.
أي يكفيني هذا.
وفيه ثلاث لغات.
قط وقط وقط.
(يزوي) يضم بعضها إلى بعض، فتجتمع وتلتقي على من فيها.

شرح حديث (قال رسول الله ﷺ تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَأَمَّا النَّار فَلَا تَمْتَلِئ حَتَّى يَضَع اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِجْله ) ‏ ‏وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي بَعْدهَا ( لَا تَزَال جَهَنَّم تَقُول هَلْ مِنْ مَزِيد حَتَّى يَضَع فِيهَا رَبّ الْعِزَّة تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمه فَتَقُول : قَطْ قَطْ ) وَفِي الرِّوَايَة الْأُولَى ( فَيَضَع قَدَمه عَلَيْهَا ) هَذَا الْحَدِيث مِنْ مَشَاهِير أَحَادِيث الصِّفَات , وَقَدْ سَبَقَ مَرَّات بَيَان اِخْتِلَاف الْعُلَمَاء فِيهَا عَلَى مَذْهَبَيْنِ : ‏ ‏أَحَدهمَا : وَهُوَ قَوْل جُمْهُور السَّلَف وَطَائِفَة مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ : أَنَّهُ لَا يُتَكَلَّم فِي تَأْوِيلهَا بَلْ نُؤْمِن أَنَّهَا حَقّ عَلَى مَا أَرَادَ اللَّه , وَلَهَا مَعْنَى يَلِيق بِهَا , وَظَاهِرهَا غَيْر مُرَاد.
‏ ‏وَالثَّانِي : وَهُوَ قَوْل جُمْهُور الْمُتَكَلِّمِينَ أَنَّهَا تُتَأَوَّل بِحَسَبِ مَا يَلِيق بِهَا , فَعَلَى هَذَا اِخْتَلَفُوا فِي تَأْوِيل هَذَا الْحَدِيث , فَقِيلَ : الْمُرَاد بِالْقَدَمِ هُنَا الْمُتَقَدِّم , وَهُوَ شَائِع فِي اللُّغَة وَمَعْنَاهُ : حَتَّى يَضَع اللَّه تَعَالَى فِيهَا مَنْ قَدَّمه لَهَا مِنْ أَهْل الْعَذَاب , قَالَ الْمَازِرِيّ وَالْقَاضِي : هَذَا تَأْوِيل النَّضْر بْن شُمَيْلٍ , وَنَحْوه عَنْ اِبْن الْأَعْرَابِيّ.
الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَاد قَدَم بَعْض الْمَخْلُوقِينَ , فَيَعُود الضَّمِير فِي قَدَمه إِلَى ذَلِكَ الْمَخْلُوق الْمَعْلُوم.
الثَّالِث : أَنَّهُ يُحْتَمَل أَنَّ فِي الْمَخْلُوقَات مَا يُسَمَّى بِهَذِهِ التَّسْمِيَة , وَأَمَّا الرِّوَايَة الَّتِي فِيهَا ( يَضَع اللَّه فِيهَا رِجْله ) فَقَدْ زَعَمَ الْإِمَام أَبُو بَكْر بْن فَوْرك أَنَّهَا غَيْر ثَابِتَة عِنْد أَهْل النَّقْل , وَلَكِنْ قَدْ رَوَاهَا مُسْلِم وَغَيْره فَهِيَ صَحِيحَة وَتَأْوِيلهَا كَمَا سَبَقَ فِي الْقَدَم , وَيَجُوز أَيْضًا أَنْ يُرَاد بِالرِّجْلِ الْجَمَاعَة مِنْ النَّاس , كَمَا يُقَال : رِجْل مِنْ جَرَاد , أَيْ : قِطْعَة مِنْهُ , قَالَ الْقَاضِي : أَظْهَر التَّأْوِيلَات أَنَّهُمْ قَوْم اِسْتَحَقُّوهَا , وَخُلِقُوا لَهَا , قَالُوا : وَلَا بُدّ مِنْ صَرْفه عَنْ ظَاهِره ; لِقِيَامِ الدَّلِيل الْقَطْعِيّ الْعَقْلِيّ عَلَى اِسْتِحَالَة الْجَارِحَة عَلَى اللَّه تَعَالَى.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَا يَظْلِم اللَّه مِنْ خَلْقه أَحَدًا ) ‏ ‏قَدْ سَبَقَ مَرَّات بَيَان أَنَّ الظُّلْم مُسْتَحِيل فِي حَقّ اللَّه تَعَالَى , فَمَنْ عَذَّبَهُ بِذَنْبٍ أَوْ بِلَا ذَنْب فَذَلِكَ عَدْل مِنْهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى.
‏ ‏قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَأَمَّا الْجَنَّة فَإِنَّ اللَّه يُنْشِئ لَهَا خَلْقًا ) ‏ ‏هَذَا دَلِيل لِأَهْلِ السُّنَّة أَنَّ الثَّوَاب لَيْسَ مُتَوَقِّفًا عَلَى الْأَعْمَال , فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يُخْلَقُونَ حِينَئِذٍ , وَيُعْطَوْنَ فِي الْجَنَّة مَا يُعْطَوْنَ بِغَيْرِ عَمَل , وَمِثْله أَمْر الْأَطْفَال وَالْمَجَانِين الَّذِينَ لَمْ يَعْمَلُوا طَاعَة قَطُّ , فَكُلّهمْ فِي الْجَنَّة بِرَحْمَةِ اللَّه تَعَالَى وَفَضْله.
‏ ‏وَفِي هَذَا الْحَدِيث : دَلِيل عَلَى عِظَم سَعَة الْجَنَّة , فَقَدْ جَاءَ فِي الصَّحِيح : أَنَّ لِلْوَاحِدِ فِيهَا مِثْل الدُّنْيَا وَعَشْرَة أَمْثَالهَا , ثُمَّ يَبْقَى فِيهَا شَيْء لِخَلْقٍ يُنْشِئهُمْ اللَّه تَعَالَى.


الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ الرَّزَّاقِ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَعْمَرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ‏ ‏قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا ‏ ‏وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏تَحَاجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتْ النَّارُ ‏ ‏أُوثِرْتُ ‏ ‏بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتْ الْجَنَّةُ فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ ‏ ‏وَغِرَّتُهُمْ ‏ ‏قَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رِجْلَهُ تَقُولُ قَطْ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ ‏ ‏وَيُزْوَى ‏ ‏بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏جَرِيرٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْأَعْمَشِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي صَالِحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏احْتَجَّتْ ‏ ‏الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏إِلَى قَوْلِهِ وَلِكِلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ مِنْ الزِّيَادَةِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

أحاديث أخرى من صحيح مسلم

آخر آية أنزلت من القرآن يستفتونك قل الله يفتيكم...

عن البراء، قال: " آخر آية أنزلت من القرآن: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} [النساء: 176] "

لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا...

من أعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد...

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق شركا له في عبد، فكان له مال يبلغ ثمن العبد، قوم عليه قيمة العدل، فأعطى شركاءه حصصهم، وعتق...

قال رسول الله ﷺ يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماء...

عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك»

يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من...

عن عروة بن الزبير، قال: حدثتني عائشة، أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ائذنوا له، فلبئس ابن العشيرة، أو بئس رجل العشيرة» فلما دخل...

قال النبي ﷺ لا يجوع أهل بيت عندهم التمر

عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يجوع أهل بيت عندهم التمر»

من تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والمل...

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.<br> قال " من تولى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.<br> لا يقبل منه، يوم القيام...

إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته ع...

عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون عليه، فأتيتهم فجلست إليه، فقال: كنا...

قال النبي ﷺ لا شغار في الإسلام

عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا شغار في الإسلام»