حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

حديث في الهجرة ويقال له حديث الرحل - صحيح مسلم

صحيح مسلم | كتاب الزهد والرقائق باب في حديث الهجرة ويقال له: حديث الرحل (حديث رقم: 7521 )


7521- حدثنا أبو إسحاق، قال: سمعت البراء بن عازب، يقول: جاء أبو بكر الصديق إلى أبي في منزله، فاشترى منه رحلا، فقال لعازب: ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي، فقال لي أبي: احمله، فحملته، وخرج أبي معه ينتقد ثمنه، فقال له أبي: يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، أسرينا ليلتنا كلها، حتى قام قائم الظهيرة، وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد، حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل، لم تأت عليه الشمس بعد، فنزلنا عندها، فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا، ينام فيه النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها، ثم بسطت عليه فروة، ثم قلت: نم، يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك، فنام وخرجت أنفض ما حوله، فإذا أنا براعي غنم مقبل بغنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فلقيته فقلت: لمن أنت؟ يا غلام فقال: لرجل من أهل المدينة، قلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟ قال: نعم، فأخذ شاة، فقلت له: انفض الضرع من الشعر والتراب والقذى - قال: فرأيت البراء يضرب بيده على الأخرى ينفض - فحلب لي، في قعب معه، كثبة من لبن، قال: ومعي إداوة أرتوي فيها للنبي صلى الله عليه وسلم، ليشرب منها ويتوضأ، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكرهت أن أوقظه من نومه، فوافقته استيقظ، فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن، قال: فشرب حتى رضيت، ثم قال: «ألم يأن للرحيل؟» قلت: بلى، قال: فارتحلنا بعدما زالت الشمس، واتبعنا سراقة بن مالك، قال: ونحن في جلد من الأرض، فقلت: يا رسول الله أتينا، فقال: «لا تحزن إن الله معنا» فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتطمت فرسه إلى بطنها، أرى فقال: إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا الله، فنجا، فرجع لا يلقى أحدا إلا قال: قد كفيتكم ما هاهنا، فلا يلقى أحدا إلا رده، قال: ووفى لنا،عن البراء، قال: اشترى أبو بكر من أبي رحلا بثلاثة عشر درهما، وساق الحديث، بمعنى حديث زهير، عن أبي إسحاق وقال في حديثه -[2311]-، من رواية عثمان بن عمر: فلما دنا دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه، ووثب عنه، وقال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، ولك علي لأعمين على من ورائي، وهذه كنانتي، فخذ سهما منها، فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا، فخذ منها حاجتك، قال: «لا حاجة لي في إبلك» فقدمنا المدينة ليلا، فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أنزل على بني النجار، أخوال عبد المطلب، أكرمهم بذلك» فصعد الرجال والنساء فوق البيوت، وتفرق الغلمان والخدم في الطرق، ينادون: يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله

أخرجه مسلم


(ينتقد ثمنه) أي يستوفيه.
(سريت) يقال: سرى وأسرى، لغتان، بمعنى.
(قائم الظهيرة) نصف النهار.
وهو حال استواء الشمس.
سمي قائما لأن الظل لا يظهر، فكأنه واقف قائم.
(رفعت لنا صخرة) أي ظهرت لأبصارنا.
(ثم بسطت عليه فروة) المراد الفروة المعروفة التي تلبس.
(وأنا أنفض لك ما حولك) أي أفتش، لئلا يكون هناك عدو.
(من أهل المدينة) المراد بالمدينة، هنا، مكة.
ولم تكن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سميت بالمدينة، إنما كان اسمها يثرب.
(قعب) القعب قدح من خشب مقعر.
(كثبة) الكثبة هي قدر الحلبة.
قاله ابن السكيت.
وقيل: هي القليل منه.
(إدواة) الإدواة كالركوة.
وفي النجد: إناء صغير من جلد.
(أرتوى) أستقي.
(في جلد من الأرض) أي أرض صلبة.
وروى: جدد، وهو المستوي.
وكانت الأرض مستوية صلبة.
(فارتطمت فرسه إلى بطنها) أي غاصت قوائمها في تلك الأرض الجلد.
(فساخ فرسه في الأرض) هو بمعنى ارتطمت.
(لأعمين على من ورائي) يعني لأخفين أمركم عمن ورائي ممن يطلبكم، وألبسه عليهم حتى لا يتبعكم أحد.

شرح حديث (حديث في الهجرة ويقال له حديث الرحل)

شرح النووي على مسلم(المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج): أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)

‏ ‏قَوْله : ( يَنْتَقِد ثَمَنه ) ‏ ‏أَيْ يَسْتَوْفِيه , وَيُقَال : سَرَى وَأَسْرَى لُغَتَانِ بِمَعْنًى.
وَقَائِم الظَّهِيرَة نِصْف النَّهَار , وَهُوَ حَال اِسْتِوَاء الشَّمْس , سُمِّيَ قَائِمًا لِأَنَّ الظِّلّ لَا يَظْهَر , فَكَأَنَّهُ وَاقِف قَائِم.
وَوَقَعَ فِي أَكْثَر النُّسَخ : ( قَائِم الظُّهْر ) بِضَمِّ الظَّاء وَحَذْف الْيَاء.
‏ ‏قَوْله : ( رُفِعَتْ لَنَا صَخْرَة ) ‏ ‏أَيْ ظَهَرَتْ لِأَبْصَارِنَا.
‏ ‏قَوْله : ( فَبَسَطْت عَلَيْهِ فَرْوَة ) ‏ ‏الْمُرَاد الْفَرْوَة الْمَعْرُوفَة الَّتِي تُلْبَس , هَذَا هُوَ الصَّوَاب , وَذَكَر الْقَاضِي أَنَّ بَعْضهمْ قَالَ : الْمُرَاد بِالْفَرْوَةِ هُنَا الْحَشِيش ; فَإِنَّهُ يُقَال لَهُ فَرْوَة , وَهَذَا قَوْل بَاطِل , وَمِمَّا يَرُدّهُ قَوْله فِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ : ( فَرْوَة مَعِي ).
وَيُقَال لَهَا ( فَرْوَة ) بِالْهَاءِ , وَ ( فَرْو ) بِحَذْفِهَا , وَهُوَ الْأَشْهَر فِي اللُّغَة , وَإِنْ كَانَتَا صَحِيحَتَيْنِ.
‏ ‏قَوْله : ( أَنْفُض لَك مَا حَوْلك ) ‏ ‏أَيْ أُفَتِّش لِئَلَّا يَكُون هُنَاكَ عَدُوّ.
‏ ‏وَقَوْله : ( لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَام ؟ فَقَالَ : لِرَجُلٍ مِنْ أَهْل الْمَدِينَة ) ‏ ‏الْمُرَاد بِالْمَدِينَةِ هُنَا مَكَّة , وَلَمْ تَكُنْ مَدِينَة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُمِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ , إِنَّمَا كَانَ اِسْمهَا يَثْرِب , هَذَا هُوَ الْجَوَاب الصَّحِيح , وَأَمَّا قَوْل الْقَاضِي : إِنَّ ذِكْر الْمَدِينَة هُنَا وَهْم فَلَيْسَ كَمَا قَالَ , بَلْ هُوَ صَحِيح , وَالْمُرَاد بِهَا مَكَّة.
‏ ‏قَوْله : ( أَفِي غَنَمك لَبَن ؟ ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ اللَّام وَالْبَاء يَعْنِي اللَّبَن الْمَعْرُوف , هَذِهِ الرِّوَايَة مَشْهُورَة , وَرَوَى بَعْضهمْ : ( لُبْن ) بِضَمِّ اللَّام وَإِسْكَان الْبَاء , أَيْ شِيَاه وَذَوَات أَلْبَان.
‏ ‏قَوْله : ( فَحَلَبَ لِي فِي قَعْب مَعَهُ كُثْبَة مِنْ لَبَن.
قَالَ : وَمَعِي إِدَاوَة أَرْتَوِي فِيهَا ) ‏ ‏الْقَعْب قَدَح مِنْ خَشَب مَعْرُوف , وَالْكُثْبَة بِضَمِّ الْكَاف وَإِسْكَان الْمُثَلَّثَة وَهِيَ قَدْر الْحَلْبَة , قَالَهُ اِبْن السِّكِّيت , وَقِيلَ : هِيَ الْقَلِيل مِنْهُ.
وَالْإِدَاوَة كَالرَّكْوَةِ.
وَأَرْتَوِي أَسْتَقِي.
وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُسْأَل عَنْهُ فَيُقَال : كَيْف شَرِبُوا اللَّبَن مِنْ الْغُلَام , وَلَيْسَ هُوَ مَالِكه ؟ وَجَوَابه مِنْ أَوْجُه : ‏ ‏أَحَدهَا أَنَّهُ مَحْمُول عَلَى عَادَة الْعَرَب أَنَّهُمْ يَأْذَنُونَ لِلرُّعَاةِ إِذَا مَرَّ بِهِمْ ضَيْف أَوْ عَابِر سَبِيل أَنْ يَسْقُوهُ اللَّبَن وَنَحْوه.
‏ ‏وَالثَّانِي أَنَّهُ كَانَ لِصَدِيقٍ لَهُمْ يَدِلُّونَ عَلَيْهِ , وَهَذَا جَائِز.
‏ ‏وَالثَّالِث أَنَّهُ مَال حَرْبِيّ لَا أَمَان لَهُ , وَمِثْل هَذَا جَائِز.
‏ ‏وَالرَّابِع لَعَلَّهُمْ كَانُوا مُضْطَرِّينَ , وَالْجَوَابَانِ الْأَوَّلَانِ أَجْوَد.
‏ ‏قَوْله : ( بَرَدَ أَسْفَلُهُ ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ الرَّاء عَلَى الْمَشْهُور , وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ بِضَمِّهَا.
‏ ‏قَوْله : ( وَنَحْنُ فِي جَلَد مِنْ الْأَرْض ) ‏ ‏هُوَ بِفَتْحِ الْجِيم وَاللَّام أَيْ أَرْض صُلْبَة.
وَرُوِيَ : ( جُدُد ) بِدَالَيْنِ , وَهُوَ الْمُسْتَوِي , وَكَانَتْ الْأَرْض مُسْتَوِيَة صُلْبَة.
‏ ‏قَوْله : ( فَارْتَطَمَتْ فَرَسه إِلَى بَطْنهَا ) ‏ ‏أَيْ غَاصَتْ قَوَائِمهَا فِي تِلْك الْأَرْض الْجَلَد.
‏ ‏قَوْله : ( وَوَفَى لَنَا ) ‏ ‏بِتَخْفِيفِ الْفَاء.
‏ ‏قَوْله : ( فَسَاخَ فَرَسه فِي الْأَرْض ) ‏ ‏هُوَ بِمَعْنَى اِرْتَطَمَتْ.
‏ ‏قَوْله : ( لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي ) ‏ ‏يَعْنِي لَأُخْفِيَنَّ أَمْركُمْ عَمَّنْ وَرَائِي مِمَّنْ يَطْلُبكُمْ , وَأُلَبِّسهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى لَا يَعْلَم أَحَد.
‏ ‏وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا هَذِهِ الْمُعْجِزَة الظَّاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفَضِيلَة ظَاهِرَة لِأَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مِنْ وُجُوه.
‏ ‏وَفِيهِ خِدْمَة التَّابِع لِلْمَتْبُوعِ.
‏ ‏وَفِيهِ : اِسْتِصْحَاب الرَّكْوَة وَالْإِبْرِيق وَنَحْوهمَا فِي السَّفَر لِلطَّهَارَةِ وَالشَّرَاب.
‏ ‏وَفِيهِ فَضْل التَّوَكُّل عَلَى اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَحُسْن عَاقِبَته.
‏ ‏وَفِيهِ فَضَائِل الْأَنْصَار لِفَرَحِهِمْ بِقُدُومِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَظُهُور سُرُورهمْ بِهِ.
‏ ‏وَفِيهِ فَضِيلَة صِلَة الْأَرْحَام , سَوَاء قَرُبَتْ الْقَرَابَة وَالرَّحِم أَمْ بَعُدَتْ , وَأَنَّ الرَّجُل الْجَلِيل إِذَا قَدِمَ بَلَدًا لَهُ فِيهِ أَقَارِب يَنْزِل عِنْدهمْ يُكْرِمهُمْ بِذَلِكَ.
وَاللَّهُ أَعْلَم.


حديث ألم يأن للرحيل قلت بلى قال فارتحلنا بعدما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏زُهَيْرٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو إِسْحَقَ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ‏ ‏يَقُولُا ‏ ‏جَاءَ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ‏ ‏إِلَى أَبِي فِي مَنْزِلِهِ فَاشْتَرَى مِنْهُ ‏ ‏رَحْلًا ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏لِعَازِبٍ ‏ ‏ابْعَثْ ‏ ‏مَعِيَ ابْنَكَ يَحْمِلْهُ مَعِي إِلَى مَنْزِلِي فَقَالَ لِي أَبِي احْمِلْهُ فَحَمَلْتُهُ وَخَرَجَ أَبِي مَعَهُ ‏ ‏يَنْتَقِدُ ‏ ‏ثَمَنَهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي يَا ‏ ‏أَبَا بَكْرٍ ‏ ‏حَدِّثْنِي كَيْفَ صَنَعْتُمَا لَيْلَةَ ‏ ‏سَرَيْتَ ‏ ‏مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ نَعَمْ ‏ ‏أَسْرَيْنَا ‏ ‏لَيْلَتَنَا كُلَّهَا حَتَّى قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ وَخَلَا الطَّرِيقُ فَلَا يَمُرُّ فِيهِ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَتْ لَنَا صَخْرَةٌ طَوِيلَةٌ لَهَا ظِلٌّ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ بَعْدُ فَنَزَلْنَا عِنْدَهَا فَأَتَيْتُ الصَّخْرَةَ فَسَوَّيْتُ بِيَدِي مَكَانًا يَنَامُ فِيهِ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي ظِلِّهَا ثُمَّ بَسَطْتُ عَلَيْهِ فَرْوَةً ثُمَّ قُلْتُ نَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا ‏ ‏أَنْفُضُ ‏ ‏لَكَ مَا حَوْلَكَ فَنَامَ وَخَرَجْتُ ‏ ‏أَنْفُضُ ‏ ‏مَا حَوْلَهُ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ مُقْبِلٍ بِغَنَمِهِ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي ‏ ‏أَرَدْنَا ‏ ‏فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ ‏ ‏الْمَدِينَةِ ‏ ‏قُلْتُ أَفِي غَنَمِكَ لَبَنٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَفَتَحْلُبُ لِي قَالَ نَعَمْ فَأَخَذَ شَاةً فَقُلْتُ لَهُ انْفُضْ الضَّرْعَ مِنْ الشَّعَرِ وَالتُّرَابِ وَالْقَذَى قَالَ فَرَأَيْتُ ‏ ‏الْبَرَاءَ ‏ ‏يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى الْأُخْرَى يَنْفُضُ فَحَلَبَ لِي فِي ‏ ‏قَعْبٍ ‏ ‏مَعَهُ ‏ ‏كُثْبَةً ‏ ‏مِنْ لَبَنٍ قَالَ وَمَعِي ‏ ‏إِدَاوَةٌ ‏ ‏أَرْتَوِي فِيهَا لِلنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِيَشْرَبَ مِنْهَا وَيَتَوَضَّأَ قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُ مِنْ نَوْمِهِ فَوَافَقْتُهُ اسْتَيْقَظَ فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ مِنْ الْمَاءِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اشْرَبْ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ قَالَ فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ ثُمَّ قَالَ ‏ ‏أَلَمْ يَأْنِ لِلرَّحِيلِ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَارْتَحَلْنَا بَعْدَمَا ‏ ‏زَالَتْ ‏ ‏الشَّمْسُ وَاتَّبَعَنَا ‏ ‏سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ ‏ ‏قَالَ وَنَحْنُ فِي ‏ ‏جَلَدٍ ‏ ‏مِنْ الْأَرْضِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُتِينَا فَقَالَ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَارْتَطَمَتْ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا أُرَى فَقَالَ إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ فَادْعُوَا لِي فَاللَّهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ فَدَعَا اللَّهَ فَنَجَا فَرَجَعَ لَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا قَالَ قَدْ كَفَيْتُكُمْ مَا هَاهُنَا فَلَا يَلْقَى أَحَدًا إِلَّا رَدَّهُ قَالَ وَوَفَى لَنَا ‏ ‏و حَدَّثَنِيهِ ‏ ‏زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ‏ ‏ح ‏ ‏و حَدَّثَنَاه ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏أَخْبَرَنَا ‏ ‏النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ‏ ‏كِلَاهُمَا ‏ ‏عَنْ ‏ ‏إِسْرَائِيلَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي إِسْحَقَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْبَرَاءِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏اشْتَرَى ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏مِنْ أَبِي ‏ ‏رَحْلًا ‏ ‏بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا وَسَاقَ الْحَدِيثَ ‏ ‏بِمَعْنَى حَدِيثِ ‏ ‏زُهَيْرٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي إِسْحَقَ ‏ ‏و قَالَ ‏ ‏فِي حَدِيثِهِ مِنْ رِوَايَةِ ‏ ‏عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏فَلَمَّا دَنَا دَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَسَاخَ ‏ ‏فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهِ وَوَثَبَ عَنْهُ وَقَالَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُخَلِّصَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ وَلَكَ عَلَيَّ ‏ ‏لَأُعَمِّيَنَّ ‏ ‏عَلَى مَنْ وَرَائِي وَهَذِهِ ‏ ‏كِنَانَتِي ‏ ‏فَخُذْ سَهْمًا مِنْهَا فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ عَلَى إِبِلِي وَغِلْمَانِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ قَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِي إِبِلِكَ فَقَدِمْنَا ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏ ‏لَيْلًا فَتَنَازَعُوا أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقَالَ أَنْزِلُ عَلَى ‏ ‏بَنِي النَّجَّارِ ‏ ‏أَخْوَالِ ‏ ‏عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ‏ ‏أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ فَصَعِدَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَوْقَ الْبُيُوتِ وَتَفَرَّقَ الْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ فِي الطُّرُقِ يُنَادُونَ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا ‏ ‏مُحَمَّدُ ‏ ‏يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث صحيح مسلم

ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم

حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قيل لبني إسرائيل: (ادخلوا الباب سجدا وقولوا ح...

أكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله ﷺ

أنس بن مالك، «أن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته، حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم...

أن اليهود قالوا لعمر إنكم تقرؤن آية لو أنزلت فينا...

عن طارق بن شهاب، أن اليهود، قالوا لعمر: إنكم تقرءون آية، لو أنزلت فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأي يوم أنزلت، وأين رسول...

نعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا ذلك اليوم عيدا

عن طارق بن شهاب، قال: قالت اليهود لعمر: لو علينا معشر يهود، نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائ...

إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت في...

عن طارق بن شهاب، قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها، لو علينا نزلت، معشر اليهود، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قا...

سؤال عائشة عن قول الله وإن خفتم أن لا تقسطوا في ا...

عن عروة بن الزبير، أنه سأل عائشة، عن قول الله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى، فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} [النساء: 3] قالت: يا اب...

أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها و وارثها...

حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، في قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} [النساء: 3] قالت: " أنزلت في الرجل تكون له اليتيمة وهو وليها ووارثها، ولها م...

أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل فتشركه في ماله في...

عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، في قوله: {وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن، وترغبون أن تنكحوهن} [النساء: 127] قالت: «...

هي اليتيمة التي تكون عند الرجل لعلها أن تكون قد شر...

عن عائشة، في قوله: {يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن} [النساء: 127] الآية، قالت: «هي اليتيمة التي تكون عند الرجل، لعلها أن تكون قد شركته في ماله...