1196- عن محمد بن علي، قال: جاء إلى علي ناس من الناس، فشكوا سعاة عثمان، قال: فقال لي أبي: اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان، فقل له: إن الناس قد شكوا سعاتك " وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقة " فمرهم فليأخذوا به، قال: فأتيت عثمان، فذكرت ذلك له قال: فلو كان ذاكرا عثمان بشيء لذكره يومئذ - يعني - بسوء
إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البخاري (٣١١١) عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد.
وفيه: فقال لي علي: اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر سعاتك يعملوا بها.
فأتيته بها، فقال: أغنها عنا (أي: اصرفها عنا) .
فأتيت بها عليا فأخبرته، فقال: ضعها حيث أخذتها.
وعلقه مختصرا البخاري أيضا (٣١١٢) فقال: وقال الحميدي: حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن سوقة، قال: سمعت منذرا الثوري، عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي؟ خذ هذا الكتاب، فاذهب به إلى عثمان، فإن فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة.
قال الحافظ في "الفتح" ٦/٢١٥: هو في كتاب "النوادر" للحميدي بهذا الإسناد، والحميدي من شيوخ البخاري في الفقه والحديث، وأراد بروايته هذه بيان تصريح سفيان بالتحديث، وكذا التصريح بسماع محمد بن سوقة من منذر.
السعاة: جمع ساع، وهو العامل الذي يسعى في استخراج الصدقة ممن تجب عليه، ويحملها إلى الإمام.
قوله: "فذكرت ذلك له"، قال السندي: فيه اختصار، أي: فرده عثمان رضي الله تعالى عنه، كما في البخاري.
قلنا: وفي سبب رد عثمان للكتاب قال الحافظ في "الفتح" ٦/٢١٥: قيل: كان علم ذلك عند عثمان، فاستغنى عن النظر في الصحيفة، وقال الحميدي في "الجمع "؟ قال بعض الرواة عن ابن عيينة: لم يجد علي بدا حين كان عنده علم منه أن ينهيه إليه، ونرى أن عثمان إنما رده، لأن عنده علما من ذلك، فاستغنى عنه، ويستفاد من الحديث بذل النصيحة للأمراء، وكشف أحوال من يقع منه الفساد من أتباعهم، وللإمام التنقيب عن ذلك.
ويحتمل أن يكون عثمان لم يثبت عنده ما طعن به على سعاته، أو ثبت عنده وكان التدبير يقتضي تأخير الإنكار، أو كان الذي أنكره من المستحبات، لا من الواجبات، ولذلك عذره علي ولم يذكره بسوء.
وقال السندي في "حاشيته " ورقة ٣٦: لعل وجه ذلك أن عثمان رضي الله تعالى عنه رأى أن عماله عالمون بما في الكتاب وعاملون به، فلا حاجة إليه، فأمر بصرفه، وعلم أن شكاية الناس ليست لظلم العمال، وإنما هي في طبعهم من حث المال، وكراهية الإنفاق، أو علم أن عماله ظلمة يستحقون العزل، ولا ينفعهم الكتاب، فأراد أن يعزلهم وينصب موضعهم من هو عالم بالكتاب، فأمره يصرف الكتاب لذلك، ولم يرد إعراضه عن العمل بما في الكتاب، حاشاه عن ذلك رضي الله تعالى عنه، والله تعالى أعلم.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "سعاة عثمان " : - بضم سين - : جمع ساع ، وهم الذين كانوا على الصدقات .
"فذكرت ذلك له " : فيه اختصار ; أي : فرده عثمان - رضي الله تعالى عنه - كما في البخاري في كتاب الخمس .
"بشيء " : أي : بسوء .
وسبب الحديث أن منذرا قال عنا عند ابن الحنفية ، فقال بعض القوم : من عثمان ؟ فقال : مه ، فقلنا له : أكان أبوك يسب عثمان ؟ فقال : لو كان ذاكرا عثمان ; أي : بسوء - كما زاده الإسماعيلي - ، ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان ، فقال لي : خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان ، فأخبره أنها ; أي : الصحيفة ; أي : ما فيها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمر سعاتك يعملون بها ، فأتيته بها ، فقال : أغنها ; أي : اصرفها عنا ، فأتيت بها عليا ، فأخبرته ، فقال : ضعها حيث أخذتها ، كذا في "البخاري " ، مع ما ذكره القسطلاني في شرحه من رواية ابن أبي شيبة .
ولعل وجه ذلك أن عثمان - رضي الله تعالى عنه - رأى أن عماله عالمون بما في الكتاب ، وعاملون به ، فلا حاجة إليه ، فأمر بصرفه ، وعلم أن شكاية الناس ليست لظلم العمال ، وإنما هي في طبعهم من حب المال وكراهية الإنفاق ، أو علم أن عماله ظلمة يستحقون العزل ، ولا ينفعهم الكتاب ، فأراد أن يعزلهم ، وينصب موضعهم من هو عالم بالكتاب ، فأمره بصرف الكتاب لذلك ، ولم يرد إعراضه عن العمل بما في الكتاب ، حاشاه عن ذلك - رضي الله تعالى عنه - ، والله تعالى أعلم .
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ جَاءَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَاسٌ مِنْ النَّاسِ فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ قَالَ فَقَالَ لِي أَبِي اذْهَبْ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَكَوْا سُعَاتَكَ وَهَذَا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّدَقَةِ فَمُرْهُمْ فَلْيَأْخُذُوا بِهِ قَالَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ فَلَوْ كَانَ ذَاكِرًا عُثْمَانَ بِشَيْءٍ لَذَكَرَهُ يَوْمَئِذٍ يَعْنِي بِسُوءٍ
حدثنا يزيد بن أبي صالح، أن أبا الوضيء عبادا حدثه، أنه قال: كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب، فذكر حديث المخدج، قال علي: فوالله ما كذبت ولا كذب...
عن عبد خير، قال: صلينا الغداة فجلسنا إلى علي بن أبي طالب، " فدعا بوضوء، فغسل يديه ثلاثا، ومضمض مرتين من كف واحد، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه، ثم...
عن عبد خير، قال: أتينا عليا، وقد صلى " فدعا بكوز ثم تمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا تمضمض من الكف الذي يأخذ، وغسل وجهه ثلاثا ويده اليمنى ثلاثا ويده الشمال...
عن أبي معمر قال: كنا مع علي، فمر به جنازة فقام لها ناس، فقال علي: من أفتاكم هذا؟ فقالوا: أبو موسى، قال: " إنما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مر...
عن علي بن أبي طالب، قال:: قال علي: " أصبت شارفا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغنم يوم بدر، وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا أخرى "،...
عن عاصم بن ضمرة، قال: قال ناس من أصحاب علي لعلي رضي الله عنه: ألا تحدثنا بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار والتطوع، فقال علي: إنكم لا تطيقونه...
عن محمد بن علي: أنه سمع أباه علي بن أبي طالب، قال لابن عباس، وبلغه أنه رخص في متعة النساء، فقال له علي بن أبي طالب: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم...
عن علي: أنه " توضأ ثلاثا ثلاثا، ثم مسح رأسه، ثم شرب فضل وضوئه "، ثم قال: " من سره أن ينظر إلى وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، فلينظر إلى هذا"
عن عبد الله بن مليل، قال: سمعت عليا، يقول: " أعطي كل نبي سبعة نجباء من أمته، وأعطي النبي صلى الله عليه وسلم أربعة عشر نجيبا من أمته، منهم أبو بكر، وعم...