674- عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»(1) 675- عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وزاد: «ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم وهيشات الأسواق» (2)
(١) إسناده صحيح.
ابن كثير: هو محمد، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة، وأبو مسعود: هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدري.
وأخرجه مسلم (432) (122)، والنسائي في "الكبرى" (883) و (888)، وابن ماجه (976) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (17102)، و"صحيح ابن حبان" (2172).
قوله: "أولو الأحلام" أي: ذوو العقول الراجحة، لأن العمل إن رجح كان سبا للحلم والأناة والتثبت في الأمور.
والنهى: جمع نهية، وهو العقل الذي ينهى صاحبه عن القبائح، وقيل: أراد بأولي الأحلام البالغين، على أن الأحلام جمع حلم، وهو ما يراه النائم، لئلا يلزم التكرار.
قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 184 - 185: إنما أمر النبي- صلى الله عليه وسلم -أن يليه ذوو الأحلام والنهى ليعقلوا عنه صلاته، وليرجع الى قولهم إن أصابه سهو، أو عرض في صلاته عارض في نحو ذلك من الأمور.
(٢) إسناده صحيح.
خالد: هو ابن مهران الحذاء، وأبو معشر: هو زياد بن كليب، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، وعبد الله: هو ابن مسعود.
وأخرجه مسلم (٤٣٢) (١٢٣)، والترمذي (٢٢٥) من طريق يزيد بن زريع، بهذا الإسناد.
وهو في "مسند أحمد" (٤٣٧٣)، و"صحيح ابن حبان" (٢١٨٠).
قوله: "إياكم وهيشات الأسواق" يعني اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات التي تكون فيها.
عون المعبود على شرح سنن أبي داود: أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي
( لِيَلِيَنِّي ) : بِنُونِ مُشَدَّدَة قَبْلهَا يَاء مَفْتُوحَة.
كَذَا ضَبْطنَا فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ , وَكَذَا هُوَ فِي النَّسَائِيِّ وَابْن مَاجَهْ , وَضَبَطَهُ فِي مُسْلِم عَلَى وَجْهَيْنِ.
قَالَهُ الشَّيْخ وَلِيّ الدِّين.
وَفِي الْمَصَابِيح : لِيَلِيَنِّي.
قَالَ شَارِحه : الرِّوَايَة بِإِثْبَاتِ الْيَاء وَهُوَ شَاذّ لِأَنَّهُ مِنْ الْوُلْي بِمَعْنَى الْقُرْب وَاللَّام لِلْأَمْرِ , فَيَجِب حَذْف الْيَاء لِلْجَزْمِ , قِيلَ لَعَلَّهُ سَهْو مِنْ الْكَاتِب أَوْ كُتِبَ بِالْيَاءِ لِأَنَّهُ الْأَصْل ثُمَّ قُرِئَ كَذَا.
أَقُول الْأَوْلَى أَنْ يُقَال إِنَّهُ مِنْ إِشْبَاع الْكَسْرَة كَمَا قِيلَ فِي لَمْ تَهْجُو , وَلَمْ تُدْعَى.
أَوْ تَنْبِيه عَلَى الْأَصْل كَقِرَاءَةِ اِبْن كَثِير : إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِر , أَوْ أَنَّهُ لُغَة فِي إِنَّهُ سُكُونه تَقْدِيرِيّ ( أُولُو الْأَحْلَام ) : جَمْع حِلْم بِالْكَسْرِ كَأَنَّهُ مِنْ الْحِلْم وَالسُّكُون وَالْوَقَار , وَالْأَنَاة وَالتَّثَبُّت فِي الْأُمُور وَضَبْط النَّفْس عَنْ هَيَجَان الْغَضَب وَيُرَاد بِهِ الْعَقْل لِأَنَّهَا مِنْ مُقْتَضَيَات الْعَقْل وَشِعَار الْعُقَلَاء.
وَقِيلَ أُولُو الْأَحْلَام الْبَالِغُونَ , وَالْحُلُم بِضَمِّ الْحَاء الْبُلُوغ وَأَصْله مَا يَرَاهُ النَّائِم ( وَالنُّهَى ) : بِضَمِّ النُّون جَمْع نُهْيَة وَهُوَ الْعَقْل النَّاهِي عَنْ الْقَبَائِح , أَيْ لِيَدْنُ مِنِّي الْبَالِغُونَ الْعُقَلَاء لِشَرَفِهِمْ وَمَزِيد تَفَطُّنهمْ وَتَيَقُّظهمْ وَضَبْطهمْ لِصَلَاتِهِ وَإِنْ حَدَثَ بِهِ عَارِض يُخَلِّفُوهُ فِي الْإِمَامَة ( ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) : مَعْنَاهُ الَّذِينَ يَقْرُبُونَ مِنْهُمْ فِي هَذَا الْوَصْف.
قَالَ النَّوَوِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث تَقْدِيم الْأَفْضَل فَالْأَفْضَل إِلَى الْإِمَام لِأَنَّهُ أَوْلَى بِالْإِكْرَامِ , وَلِأَنَّهُ رُبَّمَا اِحْتَاجَ الْإِمَام إِلَى اِسْتِخْلَاف فَيَكُون هُوَ أَوْلَى , وَلِأَنَّهُ يَتَفَطَّن لِتَنْبِيهِ الْإِمَام عَلَى السَّهْو لِمَا لَا يَتَفَطَّن لَهُ غَيْره , وَلْيَضْبِطُوا صِفَة الصَّلَاة وَيَحْفَظُوهَا وَيَنْقُلُوهَا وَيُعَلِّمُوهَا النَّاس وَلِيَقْتَدِيَ بِأَفْعَالِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ.
( وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَات الْأَسْوَاق ) : بِفَتْحِ الْهَاء وَإِسْكَان الْيَاء وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَة أَيْ اِخْتِلَاطهَا وَالْمُنَازَعَة وَالْخُصُومَات وَارْتِفَاع الْأَصْوَات وَاللَّغَط وَالْفِتَن الَّتِي فِيهَا قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَسَن غَرِيب وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : تَفَرَّدَ بِهِ خَالِد بْن مِهْرَانَ الْحَذَّاء عَنْ أَبِي مَعْشَر زِيَاد بْن كُلَيْب.
حَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَزَادَ وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف»
عن عبد الرحمن بن غنم، قال: قال أبو مالك الأشعري: ألا أحدثكم بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فأقام الصلاة، وصف الرجال وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى به...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»
عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار»
عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا، فقال لهم: «تقدموا فأتموا بي، وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يؤ...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وسطوا الإمام وسدوا الخلل»
عن عمرو بن راشد، عن وابصة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره أن يعيد
حدثنا الحسن، أن أبا بكرة، حدث أنه دخل المسجد ونبي الله صلى الله عليه وسلم راكع، قال: فركعت دون الصف فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «زادك الله حرصا ول...
عن الحسن، أن أبا بكرة جاء ورسول الله راكع، فركع دون الصف ثم مشى إلى الصف فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، قال: «أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى...