1418-
عن عروة، قال: أخبرني أبي الزبير: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى، حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى، قال: فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم.
فقال: " المرأة المرأة ".
قال الزبير: فتوسمت أنها أمي صفية، قال: فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فلدمت في صدري، وكانت امرأة جلدة، قالت: إليك لا أرض لك، قال: فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك.
قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة، فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل، قد فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين، والأنصاري لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوب، وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له
إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة.
وأخرجه البزار (٩٨٠) ، وأبو يعلى (٦٨٦) ، والشاشي (٤٤) ، والبيهقي في "السنن" ٣/٤٠١-٤٠٢ من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد.
ووقع في "مسند الشاشي" تحريف قبيح، فقال: أخبرني أبو الزبير، والصواب: أخبرني أبي الزبير.
وأخرجه بنحوه البيهقي في "دلائل النبوة" ٣/٢٨٩- ٢٩٠ من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: جاءت صفية .
فذكره مرسلا.
لدمت: أي ضربت ودفعت في صدري.
وجلدة: قوية.
وقولها: "لا أرض لك"، قال في"اللسان": هي كما يقال: لا أم لك.
قلنا: وهي عند البزار وأبي يعلى كذلك، وهذا اللفظ ونحوه لا يراد منه ظاهره، وإنما يؤتى به لتدعيم الكلام، فهو إما للتعجب أو للزجر أو للتهويل أو للإعجاب.
حاشية السندي على مسند الإمام أحمد بن حنبل: أبي الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي
قوله : "أن تشرف " : من الإشراف .
"المرأة المرأة " : - بالنصب - ; أي : ردوها .
"فتوسمت " : فتعرفت .
"فلدمت " : - بتخفيف الدال أو تشديدها - ; أي : دفعت وضربت .
"جلدة " : - بفتح فسكون - ; أي : قوية شديدة .
"إليك " : تنح وتبعد عني .
"لا أرض لك " : كأنه دعاء عليه بالموت ، أو إخبار بأن المكان ليس له حتى يمنع .
"غضاضة " : - بفتحتين - ; أي : خفضة .
وفي "المجمع " : فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وهو ضعيف ، وقد وثق .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتْ امْرَأَةٌ تَسْعَى حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى قَالَ فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرَاهُمْ فَقَالَ الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ قَالَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ قَالَ فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى الْقَتْلَى قَالَ فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي وَكَانَتْ امْرَأَةً جَلْدَةً قَالَتْ إِلَيْكَ لَا أَرْضَ لَكَ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْكِ قَالَ فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا فَقَالَتْ هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا قَالَ فَجِئْنَا بِالثَّوْبَيْنِ لِنُكَفِّنَ فِيهِمَا حَمْزَةَ فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَتِيلٌ قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ قَالَ فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ نُكَفِّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ وَالْأَنْصَارِيُّ لَا كَفَنَ لَهُ فَقُلْنَا لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ وَلِلْأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ فَقَدَرْنَاهُمَا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنْ الْآخَرِ فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي صَارَ لَهُ
عن عروة بن الزبير: أن الزبير، كان يحدث: أنه خاصم رجلا من الأنصار، قد شهد بدرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة، كانا يسقيان بها كلاهما، فقا...
عن الزبير بن العوام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيرا فأقم "
عن الزبير بن العوام، قال: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط...
عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم، مولى الزبير، عن أمه، وجدته أم عطاء، قالتا: والله لكأننا ننظر إلى الزبير بن العوام، حين أتانا على بغلة له بيضاء فقال: ي...
عن عبد الله بن الزبير، قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة مع النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه، يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثة،...
عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة، يقول: سمعت سفيان بن وهب الخولاني، يقول: لما افتتحنا مصر بغير عهد، قام الزبير بن العوام، فقال: " يا عمرو بن العاص ا...
عن المنذر بن الزبير،، عن أبيه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الزبير سهما، وأمه سهما، وفرسه سهمين "
حدثنا الحسن، قال: جاء رجل إلى الزبير بن العوام، فقال: ألا أقتل لك عليا؟ قال: لا، وكيف تقتله ومعه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به.<br> قال: لا.<br> إن ر...
عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت لأبي الزبير بن العوام: ما لك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما فارقته منذ أسلمت، ولكني...