حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

قال رسول الله ﷺ الحرب خدعة - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الجهاد باب ما جاء في الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب (حديث رقم: 1675 )


1675- عن عمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحرب خدعة»: وفي الباب عن علي، وزيد بن ثابت، وعائشة، وابن عباس، وأبي هريرة، وأسماء بنت يزيد بن السكن، وكعب بن مالك، وأنس وهذا حديث حسن صحيح

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (قال رسول الله ﷺ الحرب خدعة)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( الْحَرْبُ خُدْعَةٌ ) ‏ ‏قَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ مَشْهُورَاتٍ اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ أَفْصَحَهُنَّ خَدْعَةٌ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَإِسْكَانِ الدَّالِ , قَالَ ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ : وَهِيَ لُغَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالثَّانِيَةُ بِضَمِّ الْخَاءِ وَإِسْكَانِ الدَّال , وَالثَّالِثَةُ بِضَمِّ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ.
وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ خِدَاعِ الْكُفَّارِ فِي الْحَرْبِ وَكَيْفَ أَمْكَنَ الْخِدَاعُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِيهِ نَقْضُ عَهْدٍ أَوْ أَمَانٍ فَلَا يَحِلُّ.
وَقَدْ صُحِّحَ فِي الْحَدِيثِ جَوَازُ الْكَذِبِ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ أَحَدُهَا فِي الْحَرْبِ , قَالَ الطَّبَرِيُّ إِنَّمَا يَجُوزُ مِنْ الْكَذِبِ فِي الْحَرْبِ الْمَعَارِيضُ دُونَ حَقِيقَةِ الْكَذِبِ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ.
قَالَ النَّوَوِيُّ : وَالظَّاهِرُ إِبَاحَةُ حَقِيقَةِ نَفْسِ الْكَذِبِ لَكِنَّ الِاقْتِصَارَ عَلَى التَّعْرِيضِ أَفْضَلُ.
وَقَالَ اِبْنُ الْعَرَبِيِّ : الْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ مِنْ الْمُسْتَثْنَى الْجَائِزِ بِالنَّصِّ رِفْقًا بِالْمُسْلِمِينَ لِحَاجَتِهِمْ , إِلَيْهِ وَلَيْسَ لِلْعَقْلِ فِيهِ مَجَالٌ , وَلَوْ كَانَ تَحْرِيمُ الْكَذِبِ بِالْعَقْلِ مَا اِنْقَلَبَ حَلَالًا اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ فِي الْمَشَارِقِ بَعْدَ ذِكْرِ أَرْبَعِ لُغَاتٍ فِيهَا وَهِيَ الْخُدْعَةُ وَالْخُدَعَةُ والخدعة وَالْخَدَعَةُ مَا لَفْظُهُ : فَالْخَدْعَةُ بِمَعْنَى أَنَّ أَمْرَهَا يَنْقَضِي بِخَدْعَةٍ وَاحِدَةٍ يُخْدَعُ بِهَا الْمَخْدُوعُ فَتَزِلَّ قَدَمُهُ وَلَا يَجِدُ لَهَا تَلَافِيًا وَلَا إِقَالَةً , فَكَأَنَّهُ نَبَّهَ عَلَى أَخْذِ الْحِذْرِ مِنْ ذَلِكَ , وَمَنْ ضَمَّ الْخَاءَ وَفَتَحَ الدَّالَ نَسَبَ الْفِعْلَ إِلَيْهَا أَيْ تَخْدَعُ هِيَ مَنْ اِطْمَأَنَّ إِلَيْهَا أَوْ أَنَّ أَهْلَهَا يُخْدَعُونَ فِيهَا , وَمَنْ فَتَحَهُمَا جَمِيعًا كَانَ جَمْعُ خَادِعٍ , يَعْنِي أَنَّ أَهْلَهَا بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَلَا تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمْ , كَأَنَّهُ قَالَ أَهْلُ الْحَرْبِ خَدَعَةٌ , وَأَصْلُ الْخَدْعِ إِظْهَارُ أَمْرٍ وَإِضْمَارُ خِلَافِهِ.
وَقَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ ثَلَاثَةٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الدَّالِ أَيْ أَنَّهَا خدعة وَاحِدَةٌ مِنْ تَيَسَّرَتْ لَهُ حَقُّ الظَّفَرِ , وَبِضَمِّ الْخَاءِ وَسُكُونِ الدَّالِ أَيْ مُعْظَمُ ذَلِكَ الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ , وَبِضَمِّ الْخَاءِ وَفَتْحِ الدَّالِ أَيْ أَنَّهَا خَدَّاعَةٌ لِلْإِنْسَانِ بِمَا تُخَيِّلُ إِلَيْهِ وَتُمَنِّيهِ , ثُمَّ إِذَا لَابَسَهَا وَجَدَ الْأَمْرَ بِخِلَافِ مَا خُيِّلَ إِلَيْهِ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ) ‏ ‏أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ , وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ , وَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ أَيْضًا اِبْنُ مَاجَهْ , وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ , وَأَمَّا حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي بَابِ إِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ , وَأَمَّا حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ , وَأَمَّا حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ.


حديث الحرب خدعة وفي الباب عن علي وزيد بن ثابت وعائشة وابن عباس وأبي هريرة وأسماء

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ‏ ‏وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ‏ ‏سَمِعَ ‏ ‏جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏الْحَرْبُ خُدْعَةٌ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلِيٍّ ‏ ‏وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ‏ ‏وَعَائِشَةَ ‏ ‏وَابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏وَأَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏وَأَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ ‏ ‏وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ‏ ‏وَأَنَسٍ ‏ ‏وَهَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

أيتهن كان أول قال ذات العشير أو العشيرة

عن أبي إسحاق، قال: كنت إلى جنب زيد بن أرقم، فقيل له: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: «تسع عشرة»، فقلت: كم غزوت أنت معه؟ قال: «سبع عشرة»،...

عبأنا النبي ﷺ ببدر ليلا

عن عبد الرحمن بن عوف قال: «عبأنا النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ليلا»: وفي الباب عن أبي أيوب، وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.<br> وسألت محمد...

اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب

عن ابن أبي أوفى قال: سمعته يقول يعني النبي صلى الله عليه وسلم يدعو على الأحزاب، فقال: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم، وزل...

النبي ﷺ دخل مكة ولواؤه أبيض

عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه أبيض»: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم، عن شريك وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرف...

بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن ر...

حدثنا يونس بن عبيد، مولى محمد بن القاسم قال: بعثني محمد بن القاسم إلى البراء بن عازب أسأله عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «كانت سوداء مرب...

انت راية رسول الله ﷺ سوداء ولواؤه أبيض

عن ابن عباس قال: «كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض»: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس

إن بيتكم العدو فقولوا حم لا ينصرون

عن المهلب بن أبي صفرة، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بيتكم العدو، فقولوا: حم لا ينصرون».<br> وفي الباب عن سلمة بن الأكوع، وهكذا روى بعضهم...

صنع سيفه على سيف رسول الله ﷺ

عن ابن سيرين، قال: صنعت سيفي على سيف سمرة بن جندب، وزعم سمرة أنه «صنع سيفه على سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حنفيا»: هذا حديث غريب لا نعرفه إ...

آذننا بلقاء العدو فأمرنا بالفطر

عن أبي سعيد الخدري قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح مر الظهران، فآذننا بلقاء العدو «فأمرنا بالفطر»، فأفطرنا أجمعون: هذا حديث حسن صحيح و...