حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الجهاد باب ما جاء لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (حديث رقم: 1707 )


1707- عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة»: وفي الباب عن علي، وعمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري وهذا حديث حسن صحيح

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( السَّمْعُ ) ‏ ‏الْأَوْلَى الْأَمْرُ بِإِجَابَةِ أَقْوَالِهِمْ ‏ ‏( وَالطَّاعَةُ ) ‏ ‏لِأَوَامِرِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ ‏ ‏( عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ ) ‏ ‏أَيْ حَقٌّ وَوَاجِبٌ عَلَيْهِ ‏ ‏( فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ) ‏ ‏أَيْ فِيمَا وَافَقَ غَرَضَهُ أَوْ خَالَفَهُ ‏ ‏( مَا لَمْ يُؤْمَرْ ) ‏ ‏أَيْ الْمُسْلِمُ مِنْ قِبَلِ الْإِمَامِ ‏ ‏( بِمَعْصِيَةٍ ) ‏ ‏أَيْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ‏ ‏( فَإِنْ أُمِرَ ) ‏ ‏بِضَمِّ الْهَمْزَةِ ‏ ‏( فَلَا سَمِعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ ) ‏ ‏تَجِبُ بَلْ يَحْرُمُ إِذْ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
وَفِيهِ أَنَّ الْإِمَامَ إِذَا أَمَرَ بِمَنْدُوبٍ أَوْ مُبَاحٍ وَجَبَ.
قَالَ الْمُظْهِرُ : يَعْنِي سَمَاعُ كَلَامِ الْحَاكِمِ وَطَاعَتُهُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَوَاءٌ أَمَرَهُ بِمَا يُوَافِقُ طَبْعَهُ أَوْ لَمْ يُوَافِقْهُ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَأْمُرَهُ بِمَعْصِيَةٍ , فَإِنْ أَمَرَهُ بِهَا فَلَا تَجُوزُ طَاعَتُهُ , وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ لَهُ مُحَارَبَةُ الْإِمَامِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : قَالَ جَمَاهِيرُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَالْمُتَكَلِّمِينَ : لَا يَنْعَزِلُ الْإِمَامُ بِالْفِسْقِ وَالظُّلْمِ وَتَعْطِيلِ الْحُقُوقِ وَلَا يُخْلَعُ وَلَا يَجُوزُ الْخُرُوجُ عَلَيْهِ لِذَلِكَ , بَلْ يَجِبُ وَعْظُهُ وَتَخْوِيفُهُ , لِلْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ.
قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ اِدَّعَى أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ فِي هَذَا الْإِجْمَاعَ وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضُهُمْ هَذَا بِقِيَامِ الْحَسَنِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ وَبِقِيَامِ جَمَاعَةٍ عَظِيمَةٍ مِنْ التَّابِعِينَ وَالصَّدْرِ الْأَوَّلِ عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ اِبْنِ الْأَشْعَثِ , وَتَأَوَّلَ هَذَا الْقَائِلُ قَوْلَهُ : أَنْ لَا تُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ فِي أَئِمَّةِ الْعَدْلِ , وَحُجَّةُ الْجُمْهُورِ أَنَّ قِيَامَهُمْ عَلَى الْحَجَّاجِ لَيْسَ بِمُجَرَّدِ الْفِسْقِ بَلْ لِمَا غَيَّرَ مِنْ الشَّرْعِ وَظَاهَرَ مِنْ الْكُفْرَ.
قَالَ الْقَاضِي : وَقِيلَ إِنَّ هَذَا الْخِلَافَ كَانَ أَوَّلًا , ثُمَّ حَصَلَ الْإِجْمَاعُ عَلَى مَنْعِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيٍّ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَالْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ ) ‏ ‏أَمَّا حَدِيثُ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حصين وَالْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ فَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ.
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : وَعِنْدَ الْبَزَّارِ فِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حصين وَالْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ : لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَسَنَدُهُ قَوِيٌّ اِنْتَهَى.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ , كَذَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ.


حديث السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ عَلَيْهِ وَلَا طَاعَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَلِيٍّ ‏ ‏وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ‏ ‏وَالْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ ‏ ‏وَهَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

نهى رسول الله ﷺ عن التحريش بين البهائم

عن ابن عباس قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم»

النبي ﷺ نهى عن التحريش بين البهائم

عن مجاهد، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحريش بين البهائم» ولم يذكر فيه عن ابن عباس، ويقال: هذا أصح من حديث قطبة وروى شريك هذا الحديث، عن الأع...

نهى عن الوسم في الوجه والضرب

عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوسم في الوجه والضرب»: هذا حديث حسن صحيح

عرضت على رسول الله ﷺ في جيش وأنا ابن أربع عشرة فلم...

عن ابن عمر قال: «عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش وأنا ابن أربع عشرة فلم يقبلني، ثم عرضت عليه من قابل في جيش وأنا ابن خمس عشرة فقبلني» قال...

أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال

عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم، فذكر لهم: «أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل...

حفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في...

عن هشام بن عامر قال: شكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجراحات يوم أحد، فقال: «احفروا، وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقد...

قال رسول الله ﷺ ما تقولون في هؤلاء الأسارى

عن عبد الله قال: لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تقولون في هؤلاء الأسارى» فذكر قصة في هذا الحديث طويلة: وفي الباب...

أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجل من المشركين

عن ابن عباس، «أن المشركين أرادوا أن يشتروا جسد رجل من المشركين، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعهم إياه»: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحك...

بل أنتم العكارون وأنا فئتكم

عن ابن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فحاص الناس حيصة، فقدمنا المدينة، فاختبأنا بها وقلنا: هلكنا، ثم أتينا رسول الله صلى الله عل...