حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

قال الأيمن فالأيمن - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الأشربة باب ما جاء أن الأيمنين أحق بالشرب (حديث رقم: 1893 )


1893- عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بلبن قد شيب بماء وعن يمينه أعرابي وعن يساره أبو بكر فشرب ثم أعطى الأعرابي وقال: «الأيمن فالأيمن» وفي الباب عن ابن عباس، وسهل بن سعد، وابن عمر، وعبد الله بن بسر: هذا حديث حسن صحيح

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (قال الأيمن فالأيمن)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ ) ‏ ‏أَيْ مُزِجَ بِالْمَاءِ , وَإِنَّمَا كَانُوا يَمْزُجُونَهُ بِالْمَاءِ لِأَنَّ اللَّبَنَ يَكُونُ عِنْدَ حَلْبِهِ حَارًّا , وَتِلْكَ الْبِلَادُ فِي الْغَالِبِ حَارَّةٌ فَكَانُوا يَمْزُجُونَهُ بِالْمَاءِ لِذَلِكَ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : قَوْلُهُ شِيبَ أَيْ خُلِطَ , وَفِيهِ جَوَازُ ذَلِكَ , وَإِنَّمَا يُنْهَى عَنْ شَوْبِهِ إِذَا أَرَادَ بَيْعَهُ لِأَنَّهُ غِشٌّ.
قَالَ الْعُلَمَاءُ : وَالْحِكْمَةُ فِي شَوْبِهِ أَنْ يَبْرُدَ أَوْ يَكْثُرَ أَوْ لِلْمَجْمُوعِ اِنْتَهَى ‏ ‏( ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ : الْأَيْمَنُ فَالْأَيْمَنُ ) ‏ ‏يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ الْأَيْمَنُ مُبْتَدَأٌ خَبَرُهُ مَحْذُوفٌ , أَيْ الْأَيْمَنُ مُقَدَّمٌ أَوْ أَحَقُّ , وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَلَى تَقْدِيرِ قَدِّمُوا الْأَيْمَنَ أَوْ أَعْطُوا.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : ضُبِطَ الْأَيْمَنُ بِالنَّصْبِ وَالرَّفْعِ وَهُمَا صَحِيحَانِ , النَّصْبُ عَلَى تَقْدِيرِ أُعْطِي الْأَيْمَنَ , وَالرَّفْعُ عَلَى تَقْدِيرِ الْأَيْمَنُ أَحَقُّ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ , وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : الْأَيْمَنُونَ وَهُوَ يُرَجِّحُ الرَّفْعَ اِنْتَهَى.
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يُقَدِّمُ مَنْ عَلَى يَمِينِ الشَّارِبِ فِي الشُّرْبِ هَلُمَّ جَرًّا وَهُوَ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ الْجُمْهُورِ.
وَقَالَ اِبْنُ حَزْمٍ يَجِبُ , وَلَا فَرْقَ بَيْنَ شَرَابِ اللَّبَنِ وَغَيْرِهِ كَمَا فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ : فِيهِ بَيَانُ اِسْتِحْبَابِ التَّيَامُنِ فِي كُلِّ مَا كَانَ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِكْرَامِ وَفِيهِ أَنَّ الْأَيْمَنَ فِي الشَّرَابِ وَنَحْوِهِ يُقَدَّمُ وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا أَوْ مَفْضُولًا لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ الْأَعْرَابِيَّ وَالْغُلَامَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَأَمَّا تَقْدِيمُ الْأَفَاضِلِ وَالْكِبَارِ فَهُوَ عِنْدَ التَّسَاوِي فِي بَاقِي الْأَوْصَافِ , وَلِهَذَا يُقَدَّمُ الْأَعْلَمُ وَالْأَقْرَأُ عَلَى الْأَسَنِّ الشَّيِّبِ فِي الْإِمَامَةِ فِي الصَّلَاةِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْحَافِظُ : فِي الْحَدِيثِ : إِنَّ سُنَّةَ الشُّرْبِ الْعَامَّةَ تَقْدِيمُ الْأَيْمَنِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ , وَإِنَّ تَقْدِيمَ الَّذِي عَلَى الْيَمِينِ لَيْسَ لِمَعْنًى فِيهِ بَلْ الْمَعْنَى فِي جِهَةِ الْيَمِينِ وَهُوَ فَضْلُهَا عَلَى جِهَةِ الْيَسَارِ , فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ تَرْجِيحًا لِمَنْ هُوَ عَلَى الْيَمِينِ بَلْ هُوَ تَرْجِيحٌ لِجِهَتِهِ.
‏ ‏وَقَدْ يُعَارَضُ حَدِيثُ أَنَسٍ يَعْنِي الْمَذْكُورَ فِي الْبَابِ وَحَدِيثُ سَهْلٍ يَعْنِي الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ التِّرْمِذِيُّ فِي الْبَابِ حَدِيثُ سَهْلِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ الْآتِي فِي الْقَسَامَةِ كَبِّرْ كَبِّرْ , وَتَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ حَدِيثُ اِبْنِ عُمَرَ فِي الْأَمْرِ بِمُنَاوَلَةِ السِّوَاكِ الْأَكْبَرَ , وَأَخَصُّ مِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ قَوِيٍّ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَقَى قَالَ " اِبْدَءُوا بِالْكَبِيرِ ".
‏ ‏وَيُجْمَعُ بِأَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْحَالَةِ الَّتِي يَجْلِسُونَ فِيهَا مُتَسَاوِينَ إِمَّا بَيْنَ يَدَيْ الْكَبِيرِ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ كُلُّهُمْ أَوْ خَلْفَهُ أَوْ حَيْثُ لَا يَكُونُ فِيهِمْ فَتُخَصُّ هَذِهِ الصُّورَةُ مِنْ عُمُومِ تَقْدِيمِ الْأَيْمَنِ , أَوْ يُخَصُّ مِنْ عُمُومِ هَذِهِ الْأَمْرُ بِالْبُدَاءَةِ بِالْكَبِيرِ أَمَّا إِذَا جَلَسَ بَعْضٌ عَنْ يَمِينِ الرَّئِيسِ وَبَعْضٌ عَنْ يَسَارِهِ , فَفِي هَذِهِ الصُّورَةِ يُقَدَّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ وَالْمَفْضُولُ عَلَى الْفَاضِلِ.
وَيَظْهَرُ مِنْ هَذَا أَنَّ الْأَيْمَنَ مَا اِمْتَازَ لِمُجَرَّدِ الْجُلُوسِ فِي الْجِهَةِ الْيُمْنَى بَلْ بِخُصُوصِ كَوْنِهَا يَمِينَ الرَّئِيسِ , فَالْفَضْلُ إِنَّمَا فَاضَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَفْضَلِ اِنْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ ) ‏ ‏أَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ وَابْنُ مَاجَهْ , وَأَمَّا حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْيَاخُ , فَقَالَ لِلْغُلَامِ " أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلَاءِ " ؟ فَقَالَ الْغُلَامُ : وَاَللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْك أَحَدًا.
قَالَا فَتَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عُمَرَ فَلْيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.


حديث الأيمن فالأيمن وفي الباب عن ابن عباس وسهل بن سعد وابن عمر وعبد الله بن

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْأَنْصَارِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَعْنٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مَالِكٌ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏و حَدَّثَنَا ‏ ‏قُتَيْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ ‏ ‏شِيبَ ‏ ‏بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ ‏ ‏أَبُو بَكْرٍ ‏ ‏فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ ‏ ‏الْأَيْمَنَ فَالْأَيْمَنَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ‏ ‏وَابْنِ عُمَرَ ‏ ‏وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

ساقي القوم آخرهم شربا

عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ساقي القوم آخرهم شربا» وفي الباب عن ابن أبي أوفى: هذا حديث حسن صحيح

كان أحب الشراب إلى رسول الله ﷺ الحلو البارد

عن عائشة قالت: «كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد»: هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن...

سئل أي الشراب أطيب قال الحلو البارد

عن الزهري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الشراب أطيب؟ قال: «الحلو البارد»: وهكذا روى عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن النبي صلى الله عليه و...

أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك

خبرنا بهز بن حكيم قال: حدثني أبي، عن جدي قال: قلت: يا رسول الله، من أبر؟ قال: «أمك» قال: قلت: ثم من؟ قال: «أمك» قال: قلت: ثم من؟ قال: «أمك» قال: قلت:...

يا رسول الله أي الأعمال أفضل

عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة لميقاتها»، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: «بر ا...

رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد

عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد» حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن...

الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو...

عن أبي الدرداء، أن رجلا أتاه فقال: إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها، قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الوالد أوسط أبواب الج...

أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين

عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أحدثكم بأكبر الكبائر؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، وع...

من الكبائر أن يشتم الرجل والديه

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من الكبائر أن يشتم الرجل والديه» قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: «نعم، يس...