حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

هلم أقاسمك مالي نصفين ولي امرأتان فأطلق إحداهما - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب البر والصلة باب ما جاء في مواساة الأخ (حديث رقم: 1933 )


1933- عن أنس قال: لما قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له: هلم أقاسمك مالي نصفين، ولي امرأتان فأطلق إحداهما، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، فقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فدلوه على السوق، فما رجع يومئذ إلا ومعه شيء من أقط وسمن قد استفضله، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وعليه وضر من صفرة، فقال: «مهيم؟» قال: تزوجت امرأة من الأنصار قال: «فما أصدقتها؟» قال: نواة ـ قال حميد أو قال: وزن نواة من ذهب ـ فقال: «أولم ولو بشاة»: هذا حديث حسن صحيح قال أحمد بن حنبل: «وزن نواة من ذهب وزن ثلاثة دراهم وثلث» وقال إسحاق بن إبراهيم: «وزن نواة من ذهب، وزن خمسة دراهم» سمعت إسحاق بن منصور، يذكر عنهما هذا

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (هلم أقاسمك مالي نصفين ولي امرأتان فأطلق إحداهما)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ) ‏ ‏أَيْ جَعَلَ بَيْنَهُمَا أُخُوَّةً ‏ ‏( فَقَالَ ) ‏ ‏أَيْ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ‏ ‏( لَهُ ) ‏ ‏أَيْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ‏ ‏( هَلُمَّ ) ‏ ‏أَيْ تَعَالَ , قَالَ الْخَلِيلُ : أَصْلُهُ لُمَّ مِنْ قَوْلِهِمْ : لَمَّ اللَّهُ شَعَثَهُ أَيْ جَمَعَهُ أَرَادَ لُمَّ نَفْسَك إِلَيْنَا , أَيْ أَقْرِبْ وَهَا لِلتَّنْبِيهِ وَحُذِفَتْ أَلِفُهَا وَجُعِلَا اِسْمًا وَاحِدًا يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالتَّأْنِيثُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلُ نَجْدٍ يُعَرِّفُونَهَا فَيَقُولُونَ لِلِاثْنَيْنِ هَلُمَّا , وَلِلْجَمْعِ هَلُمُّوا وَلِلْمَرْأَةِ هَلُمِّي , وَلِلنِّسَاءِ هَلُمَّنَ , وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ , كَذَا فِي الصُّرَاحِ ‏ ‏( أُقَاسِمُك ) ‏ ‏بِالْجَزْمِ جَوَابُ هَلُمَّ ‏ ‏( قَدْ اِسْتَفْضَلَهُ ) ‏ ‏قَالَ فِي الْقَامُوسِ : أَفَضَلْت مِنْهُ الشَّيْءَ وَاسْتَفْضَلْتُ بِمَعْنَى ‏ ‏( وَعَلَيْهِ وَضَرُ صُفْرَةٍ ) ‏ ‏بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ رَاءٌ هُوَ فِي الْأَصْلِ الْأَثَرُ , وَالْمُرَادُ بِالصُّفْرَةِ صُفْرَةُ الْخَلُوقِ , وَالْخَلُوقُ طِيبٌ يُصْنَعُ مِنْ زَعْفَرَانٍ وَغَيْرِهِ ‏ ‏( فَقَالَ مَهْيَمْ ) ‏ ‏أَيْ مَا شَأْنُك أَوْ مَا هَذَا وَهِيَ كَلِمَةُ اِسْتِفْهَامٍ مَبْنِيَّةٌ عَلَى السُّكُونِ ‏ ‏( قَالَ نَوَاةً ) ‏ ‏بِالنَّصْبِ بِتَقْدِيرِ الْفِعْلِ أَيْ أَصَدَقْتهَا نَوَاةً , وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ أَيْ الَّذِي أَصْدَقَهَا نَوَاةٌ ‏ ‏( قَالَ حُمَيْدٌ : أَوْ قَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ) ‏ ‏هَذَا شَكٌّ مِنْ حُمَيْدٍ ‏ ‏( فَقَالَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ) ‏ ‏قَالَ الْحَافِظُ : لَيْسَتْ لَوْ هَذِهِ الِامْتِنَاعِيَّةَ وَإِنَّمَا هِيَ الَّتِي لِلتَّقْلِيلِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ وَقَالَ إِسْحَاقُ : وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ إِلَخْ ) ‏ ‏اُخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ نَوَاةٌ فَقِيلَ الْمُرَادُ وَاحِدَةُ نَوَى التَّمْرِ كَمَا يُوزَنُ بِنَوَى الْخَرُّوبِ وَأَنَّ الْقِيمَةَ عَنْهَا يَوْمَئِذٍ كَانَتْ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ , وَقِيلَ كَانَ قَدْرُهَا يَوْمَئِذٍ رُبْعَ دِينَارٍ.
وَرُدَّ بِأَنَّ نَوَى التَّمْرِ يَخْتَلِفُ فِي الْوَزْنِ فَكَيْفَ يُجْعَلُ مِعْيَارًا لِمَا يُوزَنُ بِهِ.
‏ ‏وَقِيلَ : لَفْظُ النَّوَاةِ مِنْ ذَهَبٍ عِبَارَةٌ عَمَّا قِيمَتُهُ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ مِنْ الْوَرِقِ , وَجَزَمَ بِهِ الْخَطَّابِيُّ وَاخْتَارَهُ الْأَزْهَرِيُّ.
وَنَقَلَهُ عِيَاضٌ عَنْ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ , وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ فِي رِوَايَةً لِلْبَيْهَقِيِّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَتَادَةَ : وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قُوِّمَتْ خَمْسَ دَرَاهِمَ.
وَقِيلَ : وَزْنُهَا مِنْ الذَّهَبِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ حَكَاهُ اِبْنُ قُتَيْبَةَ وَجَزَمَ بِهِ اِبْنُ فَارِسٍ , وَجَعَلَهُ الْبَيْضَاوِيُّ الظَّاهِرَ وَاسْتُبْعِدَ لِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ ثَلَاثَةَ مَثَاقِيلَ وَنِصْفًا , وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ قَتَادَةَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ : قُوِّمَتْ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ وَثُلُثًا وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.
وَلَكِنْ جَزَمَ بِهِ أَحْمَدُ.
وَعَنْ بَعْضِ الْمَالِكِيَّةِ : النَّوَاةُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رُبْعُ دِينَارٍ , وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا وَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ فِي آخِرِ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ : جَاءَ وَزْنُهَا رُبْعَ دِينَارٍ , وَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ : النَّوَاةُ رُبْعُ النَّشِّ وَالنَّشُّ نِصْفُ أُوقِيَّةٍ وَالْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا فَيَكُونُ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ , وَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ دَفَعَ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ وَهِيَ تُسَمَّى نَوَاةً كَمَا تُسَمَّى الْأَرْبَعُونَ أُوقِيَّةً , وَبِهِ جَزَمَ أَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ كَذَا فِي الْفَتْحِ.


حديث مهيم قال تزوجت امرأة من الأنصار قال فما أصدقتها قال نواة قال حميد أو

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏حُمَيْدٌ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏لَمَّا قَدِمَ ‏ ‏عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ‏ ‏الْمَدِينَةَ ‏ ‏آخَى النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بَيْنَهُ وَبَيْنَ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ‏ ‏فَقَالَ لَهُ هَلُمَّ أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ ‏ ‏وَلِيَ امْرَأَتَانِ فَأُطَلِّقُ إِحْدَاهُمَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا فَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ فَدَلُّوهُ عَلَى السُّوقِ فَمَا رَجَعَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْءٌ مِنْ ‏ ‏أَقِطٍ ‏ ‏وَسَمْنٍ قَدْ ‏ ‏اسْتَفْضَلَهُ ‏ ‏فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بَعْدَ ذَلِكَ وَعَلَيْهِ ‏ ‏وَضَرٌ ‏ ‏مِنْ صُفْرَةٍ فَقَالَ ‏ ‏مَهْيَمْ ‏ ‏قَالَ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ ‏ ‏الْأَنْصَارِ ‏ ‏قَالَ فَمَا ‏ ‏أَصْدَقْتَهَا ‏ ‏قَالَ نَوَاةً ‏ ‏قَالَ ‏ ‏حُمَيْدٌ ‏ ‏أَوْ قَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏أَوْلِمْ ‏ ‏وَلَوْ بِشَاةٍ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ‏ ‏وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ ‏ ‏و قَالَ ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ‏ ‏وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ سَمِعْتُ ‏ ‏إِسْحَقَ بْنَ مَنْصُورٍ ‏ ‏يَذْكُرُ عَنْهُمَا هَذَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تق...

عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: «ذكرك أخاك بما يكره»، قال: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم...

لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق...

رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء ا...

عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الل...

إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون

عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم» وفي الباب عن أنس، وسليمان بن عمرو بن الأحوص، عن...

ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خير...

عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا»: هذا حديث حسن صحيح

لا يحل الكذب إلا في ثلاث

عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الن...

من ضار ضار الله به ومن شاق شق الله عليه

عن أبي صرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ضار ضار الله به، ومن شاق شق الله عليه» هذا حديث حسن غريب

ملعون من ضار مؤمنا أو مكر به

عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ملعون من ضار مؤمنا أو مكر به»: هذا حديث غريب

ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه

عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»: هذا حديث حسن صحيح