حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب البر والصلة باب ما جاء في تعظيم المؤمن (حديث رقم: 2032 )


2032- عن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: «ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك»: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد، وروى إسحاق بن إبراهيم السمرقندي، عن حسين بن واقد، نحوه، وروي عن أبي برزة الأسلمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا

أخرجه الترمذي


حسن صحيح

شرح حديث ( لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( وَعَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمَ ) ‏ ‏الْبَصْرِيِّ الْعَدَوِيِّ صَدُوقٌ مِنْ السَّابِعَةِ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( صَعِدَ ) ‏ ‏بِكَسْرِ الْعَيْنِ أَيْ طَلَعَ ‏ ‏( فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ ) ‏ ‏أَيْ عَالٍ ‏ ‏( قَالَ ) ‏ ‏بَيَانٌ لِقَوْلِهِ فَنَادَى ‏ ‏( يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ ) ‏ ‏يَشْتَرِكُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ ‏ ‏( وَلَمْ يُفِضْ ) ‏ ‏مِنْ الْإِفْضَاءِ أَيْ لَمْ يَصِلْ ‏ ‏( الْإِيمَانُ ) ‏ ‏أَيْ أَصْلُهُ وَكَمَالُهُ ‏ ‏( إِلَى قَلْبِهِ ) ‏ ‏فَيَشْمَلُ الْفَاسِقَ وَهُوَ الْأَظْهَرُ كَمَا سَيَأْتِي مِنْ قَوْلِهِ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَلَا أُخُوَّةَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَالْمُنَافِقِ.
فَمَا اِخْتَارَهُ الطِّيبِيُّ مِنْ حَصْرِ حُكْمِ الْحَدِيثِ عَلَى الْمُنَافِقِ خِلَافُ الظَّاهِرِ الْمُوَافِقِ , وَالْحُكْمُ بِالْأَعَمِّ هُوَ الْوَجْهُ الْأَتَمُّ.
قَالَهُ الْقَارِي : وَفِيهِ مَا فِيهِ فَتَأَمَّلْ ‏ ‏( لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ) ‏ ‏أَيْ الْكَامِلِينَ فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِلِسَانِهِمْ وَآمَنُوا بِقُلُوبِهِمْ ‏ ‏( وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ) ‏ ‏مِنْ التَّعْيِيرِ وَهُوَ التَّوْبِيخُ وَالتَّعْيِيبُ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ لَهُمْ مِنْ قَدِيمِ الْعَهْدِ , سَوَاءٌ عُلِمَ تَوْبَتُهُمْ مِنْهُ أَمْ لَا.
وَأَمَّا التَّعْيِيرُ فِي حَالِ الْمُبَاشَرَةِ أَوْ بُعَيْدَهُ قَبْلَ ظُهُورِ التَّوْبَةِ فَوَاجِبٌ لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ.
وَرُبَّمَا يَجِبُ الْحَدُّ أَوْ التَّعْزِيرُ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ ‏ ‏( وَلَا تَتَّبِعُوا ) ‏ ‏مِنْ بَابِ الِافْتِعَالِ أَيْ لَا تَجَسَّسُوا ‏ ‏( عَوْرَاتِهِمْ ) ‏ ‏فِيمَا تَجْهَلُونَهَا وَلَا تَكْشِفُوهَا فِيمَا تَعْرِفُونَهَا ‏ ‏( فَإِنَّهُ ) ‏ ‏أَيْ الشَّأْنُ ‏ ‏( مَنْ تَتَبَّعَ ) ‏ ‏بِصِيغَةِ الْمَاضِي الْمَعْلُومِ مِنْ بَابِ التَّفَعُّلِ أَيْ مَنْ طَلَبَ.
وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ يَتَّبِعْ بِصِيغَةِ الْمُضَارِعِ الْمَعْلُومِ مِنْ بَابِ الِافْتِعَالِ هُنَا وَفِيمَا بَعْدُ مِنْ الْمَوْضِعَيْنِ.
‏ ‏( عَوْرَةَ أَخِيهِ ) ‏ ‏أَيْ ظُهُورَ عَيْبِ أَخِيهِ ‏ ‏( الْمُسْلِمِ ) ‏ ‏أَيْ الْكَامِلِ بِخِلَافِ الْفَاسِقِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْحَذَرُ وَالتَّحْذِيرُ عَنْهُ ‏ ‏( تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ) ‏ ‏ذَكَرَهُ عَلَى سَبِيلِ الْمُشَاكَلَةِ أَيْ كَشَفَ عُيُوبَهُ وَمِنْ أَقْبَحِهَا تَتَبُّعُ عَوْرَةِ الْأَخِ الْمُسْلِمِ.
وَهَذَا فِي الْآخِرَةِ " وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ " مِنْ فَضَحَ كَمَنَعَ أَيْ يَكْشِفُ مَسَاوِيهِ ‏ ‏( وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ) ‏ ‏أَيْ وَلَوْ كَانَ فِي وَسَطِ مَنْزِلِهِ مُخْفِيًا مِنْ النَّاسِ.
قَالَ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.
‏ ‏( مَا أَعْظَمَك وَأَعْظَمَ حُرْمَتَك ) ‏ ‏هُمَا صِيغَتَا التَّعَجُّبِ وَالْحُرْمَةُ بِالضَّمِّ وَبِضَمَّتَيْنِ وَكَهُمَزَةٍ مَا لَا يَحِلُّ اِنْتِهَاكُهُ , كَذَا فِي الْقَامُوسِ ‏ ‏( وَالْمُؤْمِنُ ) ‏ ‏أَيْ الْكَامِلُ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ قَالَ الْحَافِظُ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمَ : حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ : " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِقَلْبِهِ " : وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَهُ غَيْرُهُ اِنْتَهَى.
‏ ‏( وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ إِلَخْ ) ‏ ‏رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ 421ج 4 وَأَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ كَمَا فِي التَّرْغِيبِ.


حديث يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ ‏ ‏وَالْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ ‏ ‏قَالَا حَدَّثَنَا ‏ ‏الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏نَافِعٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ عُمَرَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ ‏ ‏يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ ‏ ‏يُفْضِ ‏ ‏الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ ‏ ‏رَحْلِهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏وَنَظَرَ ‏ ‏ابْنُ عُمَرَ ‏ ‏يَوْمًا إِلَى ‏ ‏الْبَيْتِ ‏ ‏أَوْ إِلَى ‏ ‏الْكَعْبَةِ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ غَرِيبٌ ‏ ‏لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ‏ ‏الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ‏ ‏وَرَوَى ‏ ‏إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ‏ ‏نَحْوَهُ ‏ ‏وَرُوِي عَنْ ‏ ‏أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏نَحْوُ هَذَا ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

لا حليم إلا ذو عثرة ولا حكيم إلا ذو تجربة

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة»: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه

من أعطي عطاء فوجد فليجز به ومن لم يجد فليثن

عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطه كا...

صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا

عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ": هذا حديث حسن جيد غريب لا...

إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا

عن قتادة بن النعمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء»: وفي الباب عن صهيب، وأم المنذ...

مه مه يا علي فإنك ناقه

عن أم المنذر قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ولنا دوال معلقة، قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي معه يأكل، فقال رسو...

إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء

عن أسامة بن شريك، قال: قالت الأعراب: يا رسول الله، ألا نتداوى؟ قال: " نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، أو قال: دواء إلا...

إنه ليرتق فؤاد الحزين ويسرو عن فؤاد السقيم

عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ثم أمرهم فحسوا منه، وكان يقول: «إنه ليرتق فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤ...

لا تكرهوا مرضاكم على الطعام

عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكرهوا مرضاكم على الطعام، فإن الله تبارك وتعالى يطعمهم ويسقيهم»: هذا حديث حسن غريب ل...

عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء

عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام» والسام الموت،: وفي الباب عن بريدة، وابن عم...