2034- عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور»: هذا حديث حسن غريب وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر، وعائشة ومعنى قوله: «ومن كتم فقد كفر» يقول: قد كفر تلك النعمة
حسن
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( مَنْ أُعْطِيَ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ( عَطَاءً ) مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ أَوْ عَطِيَّةً , وَفِي رِوَايَةٍ شَيْئًا فَهُوَ مَفْعُولٌ ثَانٍ ( فَوَجَدَ ) أَيْ سَعَةً مَالِيَّةً ( فَلْيَجْزِ ) بِسُكُونِ الْجِيمِ أَيْ فَلْيُكَافِئْ ( بِهِ ) أَيْ بِالْعَطَاءِ ( وَمَنْ لَمْ يَجِدْ ) أَيْ سَعَةً مِنْ الْمَالِ ( فَلْيُثْنِ ) بِضَمِّ الْيَاءِ أَيْ عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَةٍ بِهِ أَيْ فَلْيَمْدَحْهُ أَوْ فَلْيَدْعُ لَهُ ( فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى ) وَفِي رِوَايَةٍ فَإِنْ أَثْنَى بِهِ ( فَقَدْ شَكَرَ ) وَفِي رِوَايَةٍ " شَكَرَهُ " , أَيْ جَازَاهُ فِي الْجُمْلَةِ ( وَمَنْ كَتَمَ ) أَيْ النِّعْمَةَ بِعَدَمِ الْمُكَافَأَةِ بِالْعَطَاءِ أَوْ الْمُجَازَاةِ بِالثَّنَاءِ ( فَقَدْ كَفَرَ ) أَيْ النِّعْمَةَ مِنْ الْكُفْرَانِ , أَيْ تَرَكَ أَدَاءَ حَقِّهِ : وَفِي رِوَايَةٍ : " وَإِنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ" ( وَمَنْ تَحَلَّى ) أَيْ تَزَيَّنَ وَتَلَبَّسَ ( بِمَا لَمْ يُعْطَهُ ) بِفَتْحِ الطَّاءِ وَالضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ يَرْجِعُ إِلَى مَنْ وَالْمَنْصُوبُ إِلَى مَا ( كَانَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) وَفِي رِوَايَةٍ ( فَإِنَّهُ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) , أَيْ كَمَنْ كَذَبَ كَذِبَيْنِ أَوْ أَظْهَرَ شَيْئَيْنِ كَاذِبَيْنِ قَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ضَرَّةً فَهَلْ عَلِيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ بِمَا لَمْ يُعْطِنِي زَوْجِي أَيْ أُظْهِرَ الشِّبَعَ فَأَحَدُ الْكَذِبَيْنِ قَوْلُهَا " أَعْطَانِي زَوْجِي " وَالثَّانِي إِظْهَارُهَا " أَنَّ زَوْجِي يُحِبُّنِي أَشَدَّ مِنْ ضَرَّتِي " قَالَ الْخَطَّابِيُّ : كَانَ رَجُلٌ فِي الْعَرَبِ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مِنْ ثِيَابِ الْمَعَارِيفِ لِيَظُنَّهُ النَّاسُ أَنَّهُ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ مُحْتَرَمٌ لِأَنَّ الْمَعَارِيفَ لَا يَكْذِبُونَ , فَإِذَا رَآهُ النَّاسُ عَلَى هَذِهِ الْهَيْئَةِ يَعْتَمِدُونَ عَلَى قَوْلِهِ وَشَهَادَتِهِ عَلَى الزُّورِ , لِأَجْلِ تَشْبِيهِهِ نَفْسَهُ بِالصَّادِقِينَ , وَكَانَ ثَوْبَاهُ سَبَبَ زُورِهِ , فَسُمِّيَا ثَوْبَيْ زُورٍ.
أَوْ لِأَنَّهُمَا لَيَسَعَا لِأَجْلِهِ , وَثُنِّيَ بِاعْتِبَارِ الرِّدَاءِ وَالْإِزَارِ , فَشَبَّهَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِقِ : شَبَّهَ الْمُتَشَبِّعَ بِلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ أَيْ ذِي زُورٍ.
وَهُوَ الَّذِي يَتَزَيَّا بِزِيِّ أَهْلِ الصَّلَاحِ رِيَاءً وَأَضَافَ الثَّوْبَيْنِ إِلَيْهِ لِأَنَّهُمَا كَالْمَلْبُوسَيْنِ وَأَرَادَ بِالتَّثْنِيَةِ أَنَّ الْمُتَحَلِّيَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ كَمَنْ لَبِسَ ثَوْبَيْ الزُّورِ اِرْتَدَى بِأَحَدِهِمَا وَاِتَّزَرَ بِالْآخَرِ.
كَمَا قِيلَ : قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : إِذَا هُوَ بِالْمَجْدِ اِرْتَدَى وَتَأَزَّرَا.
فَالْإِشَارَةُ بِالْإِزَارِ وَالرِّدَاءِ إِلَى أَنَّهُ مُتَّصِفٌ بِالزُّورِ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمِهِ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ التَّثْنِيَةُ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ حَصَلَ بِالتَّشَبُّعِ حَالَتَانِ مَذْمُومَتَانِ : فِقْدَانُ مَا تَتَشَبَّعُ بِهِ , وَإِظْهَارُ الْبَاطِلِ كَذَا فِي الْفَتْحِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ الْمُرَائِي يَلْبَسُ ثِيَابَ الزُّهَّادِ وَيَرَى أَنَّهُ زَاهِدٌ وَقَالَ غَيْرُهُ : هُوَ أَنْ يَلْبَسَ قَمِيصًا يَصِلُ بِكُمَّيْهِ كُمَّيْنِ آخَرَيْنِ يُرَى أَنَّهُ لَابِسُ قَمِيصَيْنِ فَكَأَنَّهُ يَسْخَرُ مِنْ نَفْسِهِ وَمَعْنَاهُ : أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْكَاذِبِ الْقَائِلِ مَا لَمْ يَكُنْ.
وَقِيلَ : إِنَّمَا شَبَّهَ بِالثَّوْبَيْنِ لِأَنَّ الْمُتَحَلِّيَ كَذِبَ كَذِبَيْنِ , فَوَصَفَ نَفْسَهُ بِصِفَةٍ لَيْسَتْ فِيهِ , وَوَصَفَ غَيْرَهُ بِأَنَّهُ خَصَّهُ بِصِلَةٍ فَجَمَعَ بِهَذَا الْقَوْلِ بَيْنَ كَذِبَيْنِ.
قَالَ الْقَارِي وَبِهَذَا تَظْهَرُ الْمُنَاسَبَةُ بَيْنَ الْفَصْلَيْنِ فِي الْحَدِيثِ , مَعَ مُوَافَقَتِهِ لِسَبَبِ وُرُودِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ : وَمَنْ لَمْ يُعْطَ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ قَدْ أُعْطِيَ كَانَ مُزَوِّرًا مَرَّتَيْنِ اِنْتَهَى.
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَعَائِشَةَ ) أَمَّا حَدِيثُ أَسْمَاءَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي بَابِ الْمُتَشَبِّعِ بِمَا لَمْ يَنَلْ , وَمَا يَنْهَى مِنْ اِفْتِخَارِ الضَّرَّةِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ , وَمُسْلِمٌ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ.
قَالَ الْمَنَاوِيُّ فِي التَّيْسِيرِ : إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى فَقَدْ شَكَرَ وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَهُ كَانَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَفِي الْبَاب عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَعَائِشَةَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ يَقُولُ قَدْ كَفَرَ تِلْكَ النِّعْمَةَ
عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ": هذا حديث حسن جيد غريب لا...
عن قتادة بن النعمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء»: وفي الباب عن صهيب، وأم المنذ...
عن أم المنذر قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ولنا دوال معلقة، قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي معه يأكل، فقال رسو...
عن أسامة بن شريك، قال: قالت الأعراب: يا رسول الله، ألا نتداوى؟ قال: " نعم، يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، أو قال: دواء إلا...
عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ثم أمرهم فحسوا منه، وكان يقول: «إنه ليرتق فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤ...
عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكرهوا مرضاكم على الطعام، فإن الله تبارك وتعالى يطعمهم ويسقيهم»: هذا حديث حسن غريب ل...
عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام» والسام الموت،: وفي الباب عن بريدة، وابن عم...
عن أنس، أن ناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة وقال: «اشربوا من ألبانها وأبوالها»: وفي الباب عن ابن...
عن أبي هريرة، أراه رفعه قال: «من قتل نفسه بحديدة جاء يوم القيامة وحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه...