حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

اتق المحارم تكن أعبد الناس - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الزهد باب: من اتقى المحارم فهو أعبد الناس (حديث رقم: 2305 )


2305- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن»؟ فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعد خمسا وقال: «اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب». هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا.
هكذا روي عن أيوب، ويونس بن عبيد، وعلي بن زيد، وروى أبوعبيدة الناجي، عن الحسن، هذا الحديث قوله: ولم يذكر فيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم "

أخرجه الترمذي


حسن

شرح حديث (اتق المحارم تكن أعبد الناس)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَافُّ ) ‏ ‏أَبُو مُحَمَّدٍ النُّمَيْرِيُّ بِضَمِّ النُّونِ , ثِقَةٌ مِنْ الْعَاشِرَةِ ‏ ‏( عَنْ أَبِي طَارِقٍ ) ‏ ‏السَّعْدِيِّ الْبَصْرِيِّ مَجْهُولٌ مِنْ السَّابِعَةِ كَذَا فِي التَّقْرِيبِ.
وَقَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَتِهِ رَوَى الْحَسَنُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثَ : ( مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ) وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي الْمِيزَانِ : لَا يُعْرَفُ ‏ ‏( عَنْ الْحَسَنِ ) ‏ ‏هُوَ الْبَصْرِيُّ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ) ‏ ‏أَيْ الْأَحْكَامَ الْآتِيَةَ لِلسَّامِعِ الْمُصَوَّرَةَ فِي ذِهْنِ الْمُتَكَلِّمِ وَمَنْ لِلِاسْتِفْهَامِ ‏ ‏( فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ) ‏ ‏أَوْ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى الْوَاوِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى { عُذْرًا أَوْ نَذْرًا } ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ.
قَالَ الْقَارِي وَتَبِعَهُ غَيْرُهُ : وَالظَّاهِرُ أَنَّ أَوْ فِي الْآيَةِ لِلتَّنْوِيعِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْبَيْضَاوِيُّ بِقَوْلِهِ عُذْرٌ لِلْمُحَقِّقِينَ أَوْ نَذْرٌ لِلْمُبْطِلِينَ وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَوْ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنَى بَلْ إِشَارَةً إِلَى التَّرَقِّي مِنْ مَرْتَبَةِ الْكَمَالِ إِلَى مِنَصَّةِ التَّكْمِيلِ عَلَى أَنَّ كَوْنَهَا لِلتَّنْوِيعِ لَهُ وَجْهٌ وَجِيهٌ , وَتَنْبِيهٌ نَبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْعَاجِزَ عَنْ حَمْلِهِ قَدْ يَكُونُ بَاعِثًا لِغَيْرِهِ عَلَى مِثْلِهِ كَقَوْلِهِ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ اِنْتَهَى ‏ ‏( قُلْت أَنَا ) ‏ ‏أَيْ آخُذُ عَنْك وَهَذِهِ مُبَايَعَةٌ خَاصَّةٌ , وَنَظِيرُهُ مَا عَهِدَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ بِأَنَّهُ لَا يَسْأَلُ مَخْلُوقًا.
وَكَانَ إِذَا وَقَعَ سَوْطُهُ مِنْ يَدِهِ وَهُوَ رَاكِبٌ نَزَلَ وَأَخَذَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَعِينَ بِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ‏ ‏( فَأَخَذَ بِيَدِي ) ‏ ‏أَيْ لِعَدِّ الْكَلِمَاتِ الْخَمْسِ أَوْ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُ عِنْدَ التَّعْلِيمِ بِيَدِ مَنْ يُعَلِّمُهُ ‏ ‏( فَعَدَّ خَمْسًا ) ‏ ‏أَيْ مِنْ الْخَصَائِلِ أَوْ مِنْ الْأَصَابِعِ عَلَى مَا هُوَ الْمُتَعَارَفُ وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ ‏ ‏( وَقَالَ اِتَّقِ الْمَحَارِمَ ) ‏ ‏أَيْ اِحْذَرْ الْوُقُوعَ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْك ‏ ‏( تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ) ‏ ‏أَيْ مِنْ أَعْبَدْهُمْ لِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْ تَرْكِ الْمَحَارِمِ فِعْلُ الْفَرَائِضِ.
‏ ‏( وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَك ) ‏ ‏أَيْ أَعْطَاك ‏ ‏( تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ) ‏ ‏فَإِنَّ مَنْ قَنَعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ وَلَمْ يَطْمَعْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ اِسْتَغْنَى عَنْهُمْ , لَيْسَ الْغِنَى بِكَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غَنِيّ النَّفْسِ.
قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : سَأَلَ شَخْصٌ السَّيِّدَ أَبَا الْحَسَنِ الشَّاذُلِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ الْكِيمْاَءِ فَقَالَ : هِيَ كَلِمَتَانِ , اِطْرَحْ الْخَلْقَ عَنْ نَظَرِك.
وَاقْطَعْ طَمَعَك عَنْ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَك غَيْرَ مَا قَسَمَ لَك ‏ ‏( وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِك ) ‏ ‏أَيْ مُجَاوِرِك بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ‏ ‏( تَكُنْ مُؤْمِنًا ) ‏ ‏أَيْ كَامِلَ الْإِيمَانِ ‏ ‏( وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِك ) ‏ ‏مِنْ الْخَيْرِ ‏ ‏( تَكُنْ مُسْلِمًا ) ‏ ‏أَيْ كَامِلَ الْإِسْلَامِ ‏ ‏( وَلَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ) ‏ ‏أَيْ تُصَيِّرُهُ مَغْمُورًا فِي الظُّلُمَاتِ , بِمَنْزِلَةِ الْمَيِّتِ الَّذِي لَا يَنْفَعُ نَفْسَهُ بِنَافِعَةٍ وَلَا يَدْفَعُ عَنْهَا مَكْرُوهًا , وَذَا مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ ‏ ‏( هَذَا حَدِيثُ غَرِيبٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ : رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ رِوَايَةِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ : الْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ بِنَحْوِهِ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ مَكْحُولِ معَنْ وَاثِلَةَ عَنْهُ وَقَدْ سَمِعَ مَكْحُولٌ مِنْ وَاثِلَةَ قَالَهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ لَكِنَّ بَقِيَّةَ إِسْنَادِهِ فِيهِ ضَعْفٌ.


حديث من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن فقال أبو هريرة

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي طَارِقٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْحَسَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ فَقَالَ ‏ ‏أَبُو هُرَيْرَةَ ‏ ‏فَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَلَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ غَرِيبٌ ‏ ‏لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ ‏ ‏جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ‏ ‏وَالْحَسَنُ ‏ ‏لَمْ يَسْمَعْ مِنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏شَيْئًا هَكَذَا رُوِيَ عَنْ ‏ ‏أَيُّوبَ ‏ ‏وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ‏ ‏وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ‏ ‏قَالُوا لَمْ يَسْمَعْ ‏ ‏الْحَسَنُ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏وَرَوَى ‏ ‏أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْحَسَنِ ‏ ‏هَذَا الْحَدِيثَ قَوْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون إلا إلى فقر منس

عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بادروا بالأعمال سبعا هل تنظرون إلا إلى فقر منس، أو غنى مطغ، أو مرض مفسد، أو هرم مفند، أو موت مجهز،...

أكثروا ذكر هاذم اللذات

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» يعني الموت وفي الباب عن أبي سعيد: «هذا حديث حسن غريب»

القبر أول منزل من منازل الآخرة

حدثني عبد الله بن بحير، أنه سمع هانئا، مولى عثمان قال: كان عثمان، إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا؟...

من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

عن قتادة، قال: سمعت أنسا، يحدث عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه...

لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم

عن عائشة، قالت: لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء: ٢١٤] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد...

لا يلج النار رجل بكى من خشية الله

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهن...

إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون

عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء، وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك...

لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» هذا حديث صحيح "

يتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا...

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار» هذا حديث حسن غريب من هذا...