حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

ما نأكل إلا ورق الشجر والحبلة - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الزهد باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (حديث رقم: 2365 )


2365- عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت سعد بن أبي وقاص، يقول: «إني لأول رجل أهراق دما في سبيل الله، وإني لأول رجل رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتني أغزو في العصابة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما نأكل إلا ورق الشجر والحبلة، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة أو البعير، وأصبحت بنو أسد يعزروني في الدين، لقد خبت إذا وضل عملي»: «هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بيان»

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (ما نأكل إلا ورق الشجر والحبلة)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ) ‏ ‏الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ مَتْرُوكٌ مِنْ صِغَارِ الْعَاشِرَةِ ‏ ‏( أَخْبَرَنَا أَبِي ) ‏ ‏أَيْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ أَبُو عَمْرٍو الْكُوفِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ , صَدُوقٌ يُخْطِئُ مِنْ الثَّامِنَةِ ‏ ‏( عَنْ بَيَانٍ ) ‏ ‏هُوَ اِبْنُ بِشْرٍ ‏ ‏( عَنْ قَيْسٍ ) ‏ ‏هُوَ اِبْنُ أَبِي حَازِمٍ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ أَهَرَاقَ دَمًا ) ‏ ‏أَيْ أَرَاقَهُ.
قَالَ فِي الْمَجْمَعِ أَبْدَلَ الْهَمْزَةَ مِنْ الْهَاءِ ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَهُمَا ‏ ‏( وَإِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ‏ ‏قَالَ الْحَافِظُ : وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعْدٍ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي السَّرِيَّةِ الَّتِي خَرَجَ فِيهَا مَعَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا وَهِيَ أَوَّلُ السَّرَايَا بَعْدَ الْهِجْرَةِ ‏ ‏( أَغْزُو فِي الْعِصَابَةِ ) ‏ ‏بِكَسْرِ الْعَيْنِ : هُمْ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ مِنْ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا ‏ ‏( مَا نَأْكُلُ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ وَالْحُبْلَةَ ) ‏ ‏بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ وَبِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ أَيْضًا.
قَالَ فِي النِّهَايَةِ : الْحُبْلَةُ ثَمَرُ السَّمُرِ يُشْبِهُ اللُّوبْيَاءَ , وَقِيلَ هُوَ ثَمَرُ الْعِضَاهِ ‏ ‏( حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ وَالْبَعِيرُ ) ‏ ‏أَرَادَ أَنَّ نَجْوَهُمْ يَخْرُجُ بَعْرًا لِيُبْسِهِ مِنْ أَكْلِهِمْ وَرَقَ الشَّجَرِ وَعَدَمِ الْغِذَاءِ الْمَأْلُوفِ ‏ ‏( وَأَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ ) ‏ ‏أَيْ اِبْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ.
قَالَ الْحَافِظُ : وَبَنُو أَسَدٍ كَانُوا فِيمَنْ اِرْتَدَّ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَبِعُوا طَلِيحَةَ اِبْنَ خُوَيْلِدٍ الْأَسْدِيَّ لَمَّا اِدَّعَى النُّبُوَّةَ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ وَكَسَرَهُمْ وَرَجَعَ بَقِيَّتُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَتَابَ طَلِيحَةُ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ وَسَكَنَ مُعْظَمُهُمْ الْكُوفَةَ بَعْدَ ذَلِكَ ثُمَّ كَانُوا مِمَّنْ شَكَا سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى عُمَرَ حَتَّى عَزَلَهُ.
وَقَالُوا فِي جُمْلَةِ مَا شَكَوْهُ إِنَّهُ لَا يُحْسِنُ الصَّلَاةَ اِنْتَهَى ‏ ‏( يُعَزِّرُونِي فِي الدِّينِ ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ : تُعَزِّرُنِي عَلَى الْإِسْلَامِ.
قَالَ الْحَافِظُ : أَيْ تُؤَدِّبُنِي وَالْمَعْنَى تُعَلِّمُنِي الصَّلَاةَ أَوْ تُعَيِّرُنِي بِأَنِّي لَا أُحْسِنُهَا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ أَيْ تُوقِفُنِي , وَالتَّعْزِيرُ التَّوْقِيفُ عَلَى الْأَحْكَامِ وَالْفَرَائِضِ.
وَقَالَ الطَّبَرِيُّ : مَعْنَاهُ تُقَوِّمُنِي وَتُعَلِّمُنِي وَمِنْهُ تَعْزِيرُ السُّلْطَانِ وَهُوَ التَّقْوِيمُ بِالتَّأْدِيبِ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ سَعْدًا أَنْكَرَ أَهْلِيَّةَ بَنِي أَسَدٍ , لِتَعْلِيمِهِ الْأَحْكَامَ مَعَ سَابِقِيهِ وَقِدَمِ صُحْبَتِهِ.
وَقَالَ الْحَرْبِيُّ : مَعْنَى تُعَزِّرُنِي تَلُومنِي وَتَعْتِبُنِي.
وَقِيلَ تُوَبِّخُنِي عَلَى التَّقْصِيرِ ‏ ‏( لَقَدْ خِبْت إِذَنْ ) ‏ ‏مِنْ الْخَيْبَةِ أَيْ مَعَ سَابِقَتِي فِي الْإِسْلَامِ إِذَا لَمْ أُحْسِنْ الصَّلَاةَ وَأَفْتَقِرُ إِلَى تَعْلِيمِهِمْ كُنْت خَاسِرًا ‏ ‏( وَضَلَّ عَمَلِي ) ‏ ‏أَيْ فِيمَا مَضَى مِنْ صَلَاتِي مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ اِبْنُ الْجَوْزِيِّ : إِنْ قِيلَ كَيْفَ سَاعَ لِسَعْدٍ أَنْ يَمْدَحَ نَفْسَهُ , وَمِنْ شَأْنِ الْمُؤْمِنِ تَرْكُ ذَلِكَ لِثُبُوتِ النَّهْيِ عَنْهُ ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ ذَلِكَ سَاغَ لَهُ لِمَا عَيَّرَهُ الْجُهَّالُ بِأَنَّهُ لَا يُحْسِنُ الصَّلَاةَ فَاضْطُرَّ إِلَى ذِكْرِ فَضْلِهِ , وَالْمِدْحَةُ إِذَا خَلَتْ مِنْ الْبَغْيِ وَالِاسْتِطَالَةِ وَكَانَ مَقْصُودُ قَائِلِهَا إِظْهَارَ الْحَقِّ وَشُكْرَ نِعْمَةِ اللَّهِ لَمْ يُكْرَهْ , كَمَا لَوْ قَالَ الْقَائِلُ : إِنِّي لَحَافِظٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَالِمٌ بِتَفْسِيرِهِ وَبِالْفِقْهِ فِي الدِّينِ , قَاصِدًا إِظْهَارَ الشُّكْرِ أَوْ تَعْرِيفَ مَا عِنْدَهُ لِيُسْتَفَادَ وَلَوْ لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ لَمْ يُعْلَمْ حَالُهُ وَلِهَذَا قَالَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَقَالَ عَلِيٌّ : سَلُونِي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ : وَقَالَ اِبْنُ مَسْعُودٍ : لَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي لَأَتَيْته.
وَسَاقَ فِي ذَلِكَ أَخْبَارًا وَآثَارًا عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ تُؤَيِّدُ ذَلِكَ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ إِلَخْ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ , وَفِي الْأَطْعِمَةِ وَفِي الرِّقَاقِ , وَمُسْلِمٌ فِي الزُّهْدِ , وَالنَّسَائِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ , وَفِي الرَّقَائِقِ وَابْنُ مَاجَهْ فِي الْفَضَائِلِ.
اِعْلَمْ أَنَّ التِّرْمِذِيَّ قَدْ صَحَّحَ هَذَا الْحَدِيثَ وَفِي سَنَدِهِ عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ فَالظَّاهِرُ أَنَّ تَصْحِيحَهُ لَهُ لِمَجِيئِهِ مِنْ طُرُقٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ , وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ عِنْدَهُ صَالِحًا لِلِاحْتِجَاجِ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.


حديث إني لأول رجل أهراق دما في سبيل الله وإني لأول رجل رمى بسهم في سبيل

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُمَرُ بْنُ إِسْمَعِيلَ بْنِ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبِي ‏ ‏عَنْ ‏ ‏بَيَانٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ‏ ‏قَال سَمِعْتُ ‏ ‏سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ‏ ‏يَقُولُ ‏ ‏إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ ‏ ‏أَهْرَاقَ ‏ ‏دَمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي ‏ ‏أَغْزُو فِي ‏ ‏الْعِصَابَةِ ‏ ‏مِنْ أَصْحَابِ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَا نَأْكُلُ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ ‏ ‏وَالْحُبْلَةِ ‏ ‏حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ أَوْ الْبَعِيرُ وَأَصْبَحَتْ ‏ ‏بَنُو أَسَدٍ ‏ ‏يُعَزِّرُونِي ‏ ‏فِي الدِّينِ لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ‏ ‏مِنْ حَدِيثِ ‏ ‏بَيَانٍ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

إني أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله

حدثنا قيس، قال: سمعت سعد بن مالك، يقول: «إني أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد رأيتنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا...

بخ بخ يتمخط أبو هريرة في الكتان

عن محمد بن سيرين، قال: كنا عند أبي هريرة، وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط في أحدهما ثم قال: «بخ بخ يتمخط أبو هريرة في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر في...

و تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا

عن فضالة بن عبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى تقول الأعراب هؤلاء مج...

هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم...

عن أبي هريرة، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر، فقال: «ما جاء بك يا أبا بكر»؟ فقال: خرجت ألقى...

رفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع عن حجرين

عن أبي طلحة، قال: «شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين»: هذا حديث غريب...

ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه

عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد «رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه» وهذ...

ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس». هذا حديث حسن صحيح، وأبو حصين اسمه: عثمان بن عاصم...

إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه

عن أبي الوليد، قال: سمعت خولة بنت قيس، وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا المال خضرة حلوة، من أصابه بح...

لعن عبد الدينار ولعن عبد الدرهم

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن عبد الدينار، ولعن عبد الدرهم»: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذ...