2593- عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج من النار - وقال شعبة: أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة أخرجوا من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة " وقال شعبة: «ما يزن ذرة مخففة» وفي الباب عن جابر، وعمران بن حصين: «هذا حديث حسن صحيح»
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( قَالَ هِشَامٌ ) أَيْ فِي حَدِيثِهِ ( يَخْرُجُ ) قَالَ الْحَافِظُ : بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَضَمِّ الرَّاءِ وَيُرْوَى بِالْعَكْسِ , وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى أَخْرِجُوا ( وَقَالَ شُعْبَةُ ) أَيْ فِي حَدِيثِهِ ( أَخْرِجُوا ) بِصِيغَةِ الْأَمْرِ مِنْ الْإِخْرَاجِ ( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) .
قَالَ الْحَافِظُ : فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اِشْتِرَاطِ النُّطْقِ بِالتَّوْحِيدِ , أَوْ الْمُرَادُ بِالْقَوْلِ هُنَا الْقَوْلُ النَّفْسِيُّ.
فَالْمَعْنَى مَنْ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ وَصَدَّقَ , فَالْإِقْرَارُ لَا بُدَّ مِنْهُ فَلِهَذَا أَعَادَهُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ , وَالتَّفَاوُتُ يَحْصُلُ فِي التَّصْدِيقِ.
فَإِنْ قِيلَ : فَكَيْفَ لَمْ يَذْكُرْ الرِّسَالَةَ ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُرَادَ الْمَجْمُوعُ وَصَارَ الْجُزْءُ الْأَوَّلُ عَلَمًا عَلَيْهِ كَمَا تَقُولُ قَرَأَتْ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أَيْ السُّورَةَ كُلَّهَا اِنْتَهَى ( وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ ) أَيْ مِنْ الْإِيمَانِ كَمَا فِي رِوَايَةٍ ( مَا يَزِنُ ) أَيْ يَعْدِلُ ( بُرَّةً ) بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ : وَهِيَ الْقُمْحَةُ.
قَالَ الْحَافِظُ : وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ وَزْنَ الْبُرَّةِ دُونَ وَزْنِ الشَّعِيرَةِ ; لِأَنَّهُ قَدَّمَ الشَّعِيرَةَ وَتَلَاهَا بِالْبُرَّةِ ثُمَّ الذَّرَّةِ , وَكَذَلِكَ هُوَ فِي بَعْضِ الْبِلَادِ.
فَإِنْ قِيلَ إِنَّ السِّيَاقَ يَعْنِي سِيَاقَ الْبُخَارِيِّ بِالْوَاوِ , وَهِيَ لَا تُرَتِّبُ.
فَالْجَوَابُ : أَنَّ رِوَايَةَ مُسْلِمٍ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ ثُمَّ وَهِيَ لِلتَّرْتِيبِ , اِنْتَهَى ( وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً ) بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ.
قَالَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : قِيلَ هِيَ أَقَلُّ الْأَشْيَاءِ الْمَوْزُونَةِ.
وَقِيلَ هِيَ الْهَبَاءُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ مِثْلُ رُءُوسِ الْإِبَرِ.
وَقِيلَ هِيَ النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ , وَيُرْوَى عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ إِذَا وَضَعْت كَفَّك فِي التُّرَابِ فَنَفَضْتهَا فَالسَّاقِطُ هُوَ الذَّرُّ , وَيُقَالُ إِنَّ أَرْبَعَ ذَرَّاتٍ وَزْنُ خَرْدَلَةٍ.
وَلِلْمُصَنِّفِ فِي أَوَاخِرِ التَّوْحِيدِ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : " أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ , ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ " , وَهَذَا مَعْنَى الذَّرَّةِ اِنْتَهَى ( وَقَالَ شُعْبَةُ ) أَيْ فِي حَدِيثِهِ ( مَا يَزِنُ ذُرَةً مُخَفَّفَةً ) أَيْ بِضَمِّ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُخَفَّفَةِ.
قَالَ الْحَافِظُ : صَحَّفَهَا يَعْنِي الذَّرَّةَ شُعْبَةُ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ بْنِ ذُرَيْعٍ عَنْهُ , فَقَالَ ذُرَةً بِالضَّمِّ وَتَخْفِيفِ الرَّاءِ , وَكَانَ الْحَامِلُ لَهُ عَلَى ذَلِكَ كَوْنَهَا مِنْ الْحُبُوبِ فَنَاسَبَتْ الشَّعِيرَةَ وَالْبُرَّةَ , قَالَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ : قَالَا يَزِيدُ صَحَّفَ فِيهَا أَبُو بِسْطَامٍ يَعْنِي شُعْبَةَ اِنْتَهَى.
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ) أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي هَذَا الْبَابِ , وَأَمَّا حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ , فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْهُ مَرْفُوعًا : " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِهِ فَيَدْخُلُونَ وَيُسَمَّوْنَ الْجُهَنَّمِيِّينَ " ؟ هَذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ.
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَهِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ وَقَالَ شُعْبَةُ أَخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً أَخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً أَخْرِجُوا مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً و قَالَ شُعْبَةُ مَا يَزِنُ ذُرَةً مُخَفَّفَةً وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " يقول الله: أخرجوا من النار من ذكرني يوما أو خافني في مقام «هذا حديث حسن غريب»
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف آخر أهل النار خروجا رجل يخرج منها زحفا فيقول: يا رب قد أخذ الناس المنازل " قا...
عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا الجنة، يؤتى برجل فيقول: سلوا عن صغار ذ...
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا فيها حمما ثم تدركهم الرحمة فيخرجون ويطرحون على أبواب الجن...
عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان» قال أبو سعيد: " فمن شك فليقرأ: {إن الله لا يظ...
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما، فقال الرب عز وجل: أخرجوهما، فلما أخرجا قال لهما: لأي شيء اش...
عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون جهنميون». هذا حديث حسن صحيح، وأبو رجاء العطاردي اسمه: ع...
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها». هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبي...
عن أبي رجاء العطاردي، قال: سمعت ابن عباس، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر...