2657- عن سماك بن حرب، قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يحدث عن أبيه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع»: «هذا حديث حسن صحيح» وقد رواه عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله
صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا ) وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ مَاجَهْ حَدِيثًا بَدَلَ شَيْئًا.
قَالَ الطِّيبِيُّ : يَعُمُّ الْأَقْوَالَ وَالْأَفْعَالَ الصَّادِرَةَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَدُلُّ عَلَيْهِ صِيغَةُ الْجَمْعِ فِي مِنَّا.
قُلْت : الظَّاهِرُ عِنْدِي أَنَّ الْمَعْنَى : مَنْ سَمِعَ مِنِّي أَوْ مِنْ أَصْحَابِي حَدِيثًا مِنْ أَحَادِيثِي فَبَلَّغَهُ إِلَخْ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ( فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ ) أَيْ مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ وَنُقْصَانٍ , وَخَصَّ مُبَلِّغَ الْحَدِيثِ كَمَا سَمِعَهُ بِهَذَا الدُّعَاءِ لِأَنَّهُ سَعَى فِي نَضَارَةِ الْعِلْمِ وَتَجْدِيدِ السُّنَّةِ فَجَازَاهُ بِالدُّعَاءِ بِمَا يُنَاسِبُ حَالَهُ , وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى شَرَفِ الْحَدِيثِ وَفَضْلِهِ وَدَرَجَةِ طُلَّابِهِ حَيْثُ خَصَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُعَاءٍ لَمْ يُشْرِكْ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ الْأُمَّةِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ وَحِفْظِهِ وَتَبْلِيغِهِ فَائِدَةٌ سِوَى أَنْ يَسْتَفِيدَ بَرَكَةَ هَذِهِ الدَّعْوَةِ الْمُبَارَكَةِ لَكَفَى ذَلِكَ فَائِدَةً وَغُنْمًا وَجَلَّ فِي الدَّارَيْنِ حَظًّا وَقَسَمًا.
وَقَالَ مُحْيِي السُّنَّةِ : اُخْتُلِفَ فِي نَقْلِ الْحَدِيثِ بِالْمَعْنَى وَإِلَى جَوَازِهِ ذَهَبَ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخَعِيُّ , وَقَالَ مُجَاهِدٌ : اُنْقُصْ مِنْ الْحَدِيثِ مَا شِئْت وَلَا تَزِدْ , وَقَالَ سُفْيَانُ : إِنْ قُلْت حَدَّثْتُكُمْ كَمَا سَمِعْت فَلَا تُصَدِّقُونِي فَإِنَّمَا هُوَ الْمَعْنَى , وَقَالَ وَكِيعٌ : إِنْ لَمْ يَكُنْ الْمَعْنَى وَاسِعًا فَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ , وَقَالَ أَيُّوبُ عَنْ اِبْنِ سِيرِينَ : كُنْت أَسْمَعُ الْحَدِيثَ عَنْ عَشَرَةٍ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى اِتِّبَاعِ اللَّفْظِ مِنْهُمْ اِبْنُ عُمَرَ وَهُوَ قَوْلُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ.
وَقَالَ مُحْيِي السُّنَّةِ : الرِّوَايَةُ بِالْمَعْنَى حَرَامٌ عِنْدَ جَمَاعَاتٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ وَجَائِزَةٌ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ وَالْأَوْلَى اِجْتِنَابُهَا اِنْتَهَى.
قُلْت : مَسْأَلَةُ الرِّوَايَةِ بِالْمَعْنَى مَبْسُوطَةٌ فِي كُتُبِ أُصُولِ الْحَدِيثِ عَلَيْك أَنْ تُرَاجِعَهَا ( فَرُبَّ ) لِتَقْلِيلٍ وَقَدْ تَرِدُ لِلتَّكْثِيرِ ( مُبَلَّغٍ ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَأَوْعَى نَعْتٌ لَهُ وَالَّذِي يَتَعَلَّقُ بِهِ رُبَّ مَحْذُوفٌ وَتَقْدِيرُهُ يُوجَدُ أَوْ يَكُونُ , وَيَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ فِي أَنَّ رُبَّ اِسْمُ أَنَّ تَكُونُ هِيَ مُبْتَدَأٌ وَأَوْعَى الْخَبَرُ فَلَا حَذْفَ وَلَا تَقْدِيرَ وَالْمُرَادُ رُبَّ مُبَلَّغٍ عَنِّي أَوْعَى أَيْ أَفْهَمُ لِمَا أَقُولُ مِنْ سَامِعٍ مِنِّي , وَصَرَّحَ بِذَلِكَ , أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مِنْدَهْ فِي رِوَايَتِهِ مِنْ طَرِيقِ هَوْذَةَ عَنْ اِبْنِ عَوْنٍ وَلَفْظُهُ : فَإِنَّهُ عَسَى أَنَّ بَعْضَ مَنْ لَمْ يَشْهَدْ أَوْعَى لِمَا أَقُولُ مِنْ بَعْضِ مَنْ شَهِدَ.
قَوْلُهُ : ( قَوْلُهُ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ.
قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يحدث عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه إلى م...
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي يلج في النار» وفي الباب عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، والزبير، و...
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي - حسبت أنه قال - متعمدا فليتبوأ بيته من النار»: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه...
عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حدث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» وفي الباب عن علي بن أبي طالب، وسمرة: «هذا حدي...
عن أبي رافع، وغيره رفعه قال: " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ": «هذ...
عن المقدام بن معدي كرب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ف...
عن أبي سعيد الخدري، قال: «استأذنا النبي صلى الله عليه وسلم في الكتابة فلم يأذن لنا»: «وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضا عن زيد بن أسلم» رواه هم...
عن أبي هريرة، قال: كان رجل من الأنصار يجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيسمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث فيعجبه ولا يحفظه، فشكا ذلك إلى النبي...