حديث الرسول ﷺ English الإجازة تواصل معنا
الحديث النبوي

أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر - سنن الترمذي

سنن الترمذي | أبواب الأدب باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم (حديث رقم: 2840 )


2840- عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لي أسماء، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي» وفي الباب عن حذيفة: «هذا حديث حسن صحيح»

أخرجه الترمذي


صحيح

شرح حديث (أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر)

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)

‏ ‏قَوْلُهُ : ( عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ) ‏ ‏النَّوْفَلِيُّ , ثِقَةٌ عَارِفٌ بِالنَّسَبِ مِنْ الثَّالِثَةِ ‏ ‏( عَنْ أَبِيهِ ) ‏ ‏هُوَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الْقُرَشِيُّ النَّوْفَلِيُّ صَحَابِيٌّ عَارِفٌ بِالْأَنْسَابِ , مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( إِنَّ لِيَ أَسْمَاءً ) ‏ ‏وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ اِبْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ " لِيَ خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ ".
قَالَ الْحَافِظُ : الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ لِيَ خَمْسَةً أَخْتَصُّ بِهَا لَمْ يُسَمَّ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي أَوْ مُعَظِّمَةٌ أَوْ مَشْهُورَةٌ فِي الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ لَا أَنَّهُ أَرَادَ الْحَصْرَ فِيهَا.
قَالَ عِيَاضٌ : حَمَى اللَّهُ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ أَنْ يُسَمَّى بِهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَإِنَّمَا تُسَمِّي بَعْضُ الْعَرَبِ مُحَمَّدًا قُرْبَ مِيلَادِهِ لَمَّا سَمِعُوا مِنْ الْكُهَّانِ وَالْأَحْبَارِ أَنَّ نَبِيًّا سَيُبْعَثُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يُسَمَّى مُحَمَّدًا فَرَجَوْا أَنْ يَكُونُوا هُمْ فَسَمَّوْا أَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ , قَالَ وَهُمْ سِتَّةٌ لَا سَابِعَ لَهُمْ.
قَالَ الْحَافِظُ : قَدْ جَمَعْت أَسْمَاءَ مَنْ تَسَمَّى بِذَلِكَ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ فَبَلَغُوا نَحْوَ الْعِشْرِينَ , لَكِنْ مَعَ تَكْرَارٍ فِي بَعْضِهِمْ وَوَهْمٍ فِي بَعْضٍ.
فَيَتَلَخَّصُ مِنْهُمْ خَمْسَةَ عَشْرَ نَفْسًا اِنْتَهَى ‏ ‏( أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ ) ‏ ‏قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : رَجُلٌ مُحَمَّدٌ وَمَحْمُودٌ : إِذَا كَثُرَتْ خِصَالُهُ الْمَحْمُودَةُ.
قَالَ اِبْنُ فَارِسَ وَغَيْرُهُ : وَبِهِ سُمِّيَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا وَأَحْمَدَ , أَيْ أَلْهَمَ اللَّهُ تَعَالَى أَهْلَهُ أَنْ سَمُّوهُ بِهِ لِمَا عَلِمَ مِنْ جَمِيلِ صِفَاتِهِ , وَقَالَ الْحَافِظُ : إِنَّ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ أَشْهَرُ أَسْمَائِهِ وَأَشْهَرُهُمَا مُحَمَّدٌ , وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْقُرْآنِ , وَأَمَّا أَحْمَدُ فَذُكِرَ فِيهِ حِكَايَةٌ عَنْ قَوْلِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَأَمَّا مُحَمَّدٌ فَمِنْ بَابِ التَّفْعِيلِ لِلْمُبَالَغَةِ , وَأَمَّا أَحْمَدُ فَمِنْ بَابِ التَّفْضِيلِ , وَقِيلَ سُمِّيَ أَحْمَدُ لِأَنَّهُ عَلَمٌ مَنْقُولٌ مِنْ صِفَةٍ وَهِيَ أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ , وَمَعْنَاهُ أَحْمَدُ الْحَامِدِينَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ يُفْتَحُ عَلَيْهِ فِي الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ بِمَحَامِدَ لَمْ يُفْتَحْ بِهَا عَلَى أَحَدٍ قَبْلَهُ , وَقِيلَ الْأَنْبِيَاءُ حَمَّادُونَ وَهُوَ أَحْمَدُهُمْ أَيْ أَكْثَرُهُمْ حَمْدًا أَوْ أَعْظَمُهُمْ فِي صِفَةِ الْحَمْدِ.
وَأَمَّا مُحَمَّدٌ فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ صِفَةِ الْحَمْدِ أَيْضًا وَهُوَ بِمَعْنَى مَحْمُودٍ وَفِيهِ مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ وَالْمُحَمَّدُ الَّذِي حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ كَالْمُمَدَّحِ.
قَالَ الْأَعْشَى : ‏ ‏إِلَيْك أَبَيْت اللَّعْنَ كَانَ وَجِيَفُهَا ‏ ‏إِلَى الْمَاجِدِ الْقَرْمِ الْجَوَادِ الْمُحَمَّدِ ‏ ‏أَيْ الَّذِي حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ أَوْ الَّذِي تَكَامَلَتْ فِيهِ الْخِصَالُ الْمَحْمُودَةُ ‏ ‏( وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ) ‏ ‏قَالَ الْعُلَمَاءُ : الْمُرَادُ مَحْوُ الْكُفْرِ مِنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَسَائِرِ بِلَادِ الْعَرَبِ , وَمَا زُوِيَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْأَرْضِ وَوُعِدَ أَنْ يَبْلُغَهُ مُلْكُ أُمَّتِهِ.
قَالُوا وَيُحْتَمَلُ أَنَّ الْمُرَادَ الْمَحْوُ الْعَامُّ بِمَعْنَى , الظُّهُورِ بِالْحُجَّةِ وَالْغَلَبَةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ تَفْسِيرُ الْمَاحِي بِأَنَّهُ الَّذِي مُحِيَتْ بِهِ سَيِّئَاتُ مَنْ اِتَّبَعَهُ , فَقَدْ يَكُونُ الْمُرَادُ بِمَحْوِ الْكُفْرِ هَذَا وَيَكُونُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } وَالْحَدِيثُ الصَّحِيحُ : الْإِسْلَامُ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ‏ ‏( وَأَنَا الْحَاشِرُ ) ‏ ‏أَيْ ذُو الْحَشْرِ ‏ ‏( الَّذِي يُحْشَرُ ) ‏ ‏أَيْ يُجْمَعُ ‏ ‏( عَلَى قَدَمِي ) ‏ ‏قَالَ النَّوَوِيُّ : ضَبَطُوهُ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ عَلَى الْإِفْرَادِ وَتَشْدِيدِهَا عَلَى التَّثْنِيَةِ , قَالَ الطِّيبِيُّ : وَالظَّاهِرُ عَلَى قَدَمَيْهِ اِعْتِبَارًا لِلْمَوْصُولِ إِلَّا أَنَّهُ اُعْتُبِرَ الْمَعْنَى الْمَدْلُولُ لِلَفْظَةِ أَنَا.
وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ : أَيْ يُحْشَرُ أَوَّلًا النَّاسُ لِقَوْلِهِ : " أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ".
وَقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : عَلَى قَدَمِي أَيْ عَلَى أَثَرِي , أَيْ أَنَّهُ يُحْشَرُ قَبْلَ النَّاسِ.
وَهُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : " يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي " اِنْتَهَى.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : هُوَ مِنْ الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ لِأَنَّهُ سَبَبٌ فِي حَشْرِ النَّاسِ لِأَنَّ النَّاسَ لَمْ يُحْشَرُوا مَا لَمْ يُحْشَرْ ‏ ‏( وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ ) ‏ ‏قَالَ النَّوَوِيُّ : أَمَّا الْعَاقِبُ فَفَسَّرَهُ فِي الْحَدِيثِ بِأَنَّهُ لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ أَيْ جَاءَ عَقِبَهُمْ.
قَالَ اِبْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْعَاقِبُ وَالْعُقُوبُ الَّذِي يَخْلُفُ فِي الْخَيْرِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ.
‏ ‏قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) ‏ ‏وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا.


حديث إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا

الحديث بالسند الكامل مع التشكيل

‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏سُفْيَانُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الزُّهْرِيِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ‏ ‏إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا ‏ ‏مُحَمَّدٌ ‏ ‏وَأَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ ‏ ‏وَأَنَا ‏ ‏الْمَاحِي ‏ ‏الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ ‏ ‏بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا ‏ ‏الْحَاشِرُ ‏ ‏الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا ‏ ‏الْعَاقِبُ ‏ ‏الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ ‏ ‏وَفِي ‏ ‏الْبَاب ‏ ‏عَنْ ‏ ‏حُذَيْفَةَ ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُو عِيسَى ‏ ‏هَذَا ‏ ‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏

كتب الحديث النبوي الشريف

المزيد من أحاديث سنن الترمذي

نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته ويسمي محمدا أبا ال...

عن أبي هريرة، «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسمي محمدا أبا القاسم» وفي الباب عن جابر: «هذا حديث حسن صحيح، وقد كره بعض...

قال النبي ﷺ لا تكتنوا بكنيتي

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا في السوق ينادي يا أبا القاسم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لم أعنك، فقال النبي صلى الله عليه وس...

إذا تسميتم بي فلا تكتنوا بي

عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تسميتم بي فلا تكتنوا بي».<br> «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه»

يا رسول الله أرأيت إن ولد لي بعدك أسميه محمدا وأك...

عن علي بن أبي طالب، أنه قال: يا رسول الله أرأيت إن ولد لي بعدك أسميه محمدا وأكنيه بكنيتك؟ قال: «نعم» قال: «فكانت رخصة لي» هذا حديث صحيح "

إن من الشعر حكمة

عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الشعر حكمة»: «هذا حديث غريب من هذا الوجه، إنما رفعه أبو سعيد الأشج، عن ابن أبي غنية، وروى غ...

قال رسول الله ﷺ إن من الشعر حكما

عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الشعر حكما»: «هذا حديث حسن»

إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر

عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبرا في المسجد يقوم عليه قائما يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قالت: ينافح عن ر...

خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله

عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول: خلوا بني الكفار عن سبيله .<br> اليوم نضربكم على...

يقول ويأتيك بالأخبار من لم تزود

عن عائشة، قال: قيل لها: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويقول: « ويأتيك بالأخبار من لم تزود» وفي...