3000- عن أبي غالب، قال: رأى أبو أمامة رءوسا منصوبة على درج دمشق، فقال أبو أمامة: «كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه»، ثم قرأ: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} [آل عمران: ١٠٦] إلى آخر الآية، قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه: " هذا حديث حسن، وأبو غالب اسمه: حزور، وأبو أمامة الباهلي اسمه: صدي بن عجلان وهو سيد باهلة "
حسن صحيح
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أبو العلا محمد عبد الرحمن المباركفورى (المتوفى: 1353هـ)
قَوْلُهُ : ( وَهُوَ اِبْنُ صَبِيحٍ ) بِفَتْحِ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ.
السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ صَدُوقٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ , وَكَانَ عَابِدًا مُجَاهِدًا.
قَوْلُهُ : ( رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا ) جَمْعُ رَأْسٍ ( مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ ) أَيْ عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ , الدَّرَجُ الطَّرِيقُ وَجَمْعُهُ الْأَدْرَاجُ , وَالدَّرَجَةُ الْمِرْقَاةُ وَجَمْعُهُ الدَّرَجُ , وَهُوَ الْمُرَادُ هُنَا.
أَيْ رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسَ الْمَقْتُولِينَ مِنْ الْخَوَارِجِ رُفِعَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ ( كِلَابُ النَّارِ ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ , أَيْ أَصْحَابُ هَذِهِ الرُّءُوسِ كِلَابُ النَّارِ ( شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ ) خَبَرٌ أُخِّرَ لِلْمُبْتَدَأِ الْمَحْذُوفِ وَخَبَرُ قَتْلَى مُبْتَدَأٌ ( قَتَلُوهُ ) خَبَرُهُ وَالضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ فِي قَتَلُوهُ رَاجِعٌ إِلَى أَصْحَابِ الرُّءُوسِ , وَالْمَنْصُوبُ إِلَى مَنْ ( ثُمَّ قَرَأَ ) أَيْ أَبُو أُمَامَةَ { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ , أَيْ { فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ اِبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.
قَالَ فِي الْمَجْمَعِ : أَرَادَ بِالْآيَةِ { فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ } وَأَرَادَ بِهِ الْخَوَارِجَ وَقِيلَ هُمْ الْمُرْتَدُّونَ.
وَقِيلَ الْمُبْتَدِعُونَ.
قُلْتُ : قَائِلُهُ أَبُو غَالِبٍ ( أَنْتَ سَمِعْته ) بِتَقْدِيرِ حَرْفِ الِاسْتِفْهَامِ , أَيْ هَلْ أَنْتَ سَمِعْته ( مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ ) أَيْ بَلْ سَمِعْته أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِ مَرَّاتٍ وَلَيْسَ لِي فِي سَمَاعِهِ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكٌّ أَصْلًا فَلِذَلِكَ حَدَّثْتُكُمُوهُ.
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَلَفْظُ اِبْنِ مَاجَهْ , ( هَكَذَا شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ , وَخَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوا كِلَابُ النَّارِ , قَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ مُسْلِمِينَ فَصَارُوا كُفَّارًا ".
قُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ هَذَا شَيْءٌ تَقُولُهُ ؟ قَالَ بَلْ سَمِعْته مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَفْظُ أَحْمَدَ : لَمَّا أُتِيَ بِرُءُوسِ الْأَزَارِقَةِ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ , فَقَالَ ( كِلَابُ النَّارِ ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " هَؤُلَاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ , وَخَيْرُ قَتْلَى قَتَلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلَاءِ , قَالَ فَقُلْتُ : فَمَا شَأْنُك دَمَعَتْ عَيْنَاك , قَالَ رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ الْحَدِيثَ وَالْأَزَارِقَةُ مِنْ الْخَوَارِجِ نُسِبُوا إِلَى نَافِعِ بْنِ الْأَزْرَقِ كَذَا فِي الْقَامُوسِ وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ , جِيءَ بِرُءُوسٍ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ فَنُصِبَتْ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ وَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ : ( شَرُّ قَتْلَى ) الْحَدِيثَ ( وَأَبُو غَالِبٍ اِسْمُهُ حَزَوَّرٌ ) بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَآخِرُهُ رَاءٌ ( وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ اِسْمُهُ صُدَيٌّ ) بِالتَّصْغِيرِ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ سَكَنَ الشَّامَ وَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ.
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ وَحَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ كِلَابُ النَّارِ شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ ثُمَّ قَرَأَ { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا حَتَّى عَدَّ سَبْعًا مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَأَبُو غَالِبٍ يُقَالُ اسْمُهُ حَزَوَّرٌ وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ اسْمُهُ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ وَهُوَ سَيِّدُ بَاهِلَةَ
عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: ١١٠] قال: «أنتم تتمون سبعي...
عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه شجة في جبهته حتى سال الدم على وجهه، فقال: «كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم...
عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شج في وجهه وكسرت رباعيته ورمي رمية على كتفه، فجعل الدم يسيل على وجهه، وهو يمسحه ويقول: «كيف تفلح أمة فعلوا هذا...
عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن صفوان...
عن عبد الله بن عمر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة نفر»، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإ...
عن أسماء بن الحكم الفزاري، قال: سمعت عليا، يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حد...
عن أبي طلحة، قال: «رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر، وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس»، فذلك قوله عز وجل: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة ن...
عن أنس، أن أبا طلحة، قال: «غشينا ونحن في مصافنا يوم أحد»، حدث أنه كان فيمن غشيه النعاس يومئذ قال: «فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط من يدي وآخذه، و...
عن خصيف قال: حدثنا مقسم، قال: قال ابن عباس: " نزلت هذه الآية {وما كان لنبي أن يغل} [آل عمران: ١٦١] في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر.<br> فقال بعض الناس:...